بمناسبة ذكرىاستشهاد شيخ الشهداء / عمر المختار 16 سبتمبر " الفاتح " 1931 م ..

ليبيا ... من عمر المختار إلي معمر القذافي .. (( 1 ))

في عام 1911 إفرنجي عزمت ايطاليا على احتلال ليبيا تحت ذريعة أن ليبيا هي الشاطئ الرابع لروما وليبيا حصة ايطاليا من تركة " الرجل المريض " الدولة العثمانية التي كانت ليبيا جزء منها ، واعتقد المستعمرون الطليان إن الليبيين يستقبلونهم بالود والترحاب وأن هذه المغامرة سوف لن تأخذ إلا أسابيع قليلة وتصبح ليبيا تحت سيطرتهم ، لكن خاب ظنهم واستمرت المعارك طيلة عشرين سنة قدم فيها الليبيون الأحرار نصف عدد سكانهم ، شهداء وجرحي ومهجرين إلى الدول المجاورة ..

ورغم استسلام البعض وخيانة البعض الآخر في المنطقة الشرقية من ليبيا وفي الجبل الأخضر الأشم ، أبى شيخ الشهداء عمر المختار إلا أن يختار استمرار المقاومة رغم هروب الأمير : إدريس ولجوئه إلى مصر في عام 1922 م وانكفاء البعض الآخر والتحاقه بالمستعمر البغيض رغبة في الحياة الدليلة تحت أقدام المستعمر .. فعمر المختار الذي كان في عقده السابع من عمره لقن هو وأصحابه البواسل الإيطاليين دروسا في المقاومة إلى أن تم القبض عليه وشنقه يوم 16/09/1931 م .

فمنذ ذلك اليوم الأسود إلى 1/09/1969 م عاش الشعب الليبي تحت ساينك خيل المستعمر الإيطالي والمتعدد الجنسيات البريطاني والأمريكي والفرنسي وقوات الحلفاء متعددة الجنسيات والقوات الألمانية المتحاربة في فترة الحرب العالمية الثانية .. عانى هذا الشعب البؤس والحرمان والفقر إلى أن تفضلت الأمم المتحدة بمنح ليبيا الاستقلال في نهاية 1951م وبداية عام 1952 م ، هذا الاستقلال الذي تحصلت عليه ليبيا بقرار من الأمم المتحدة ( باب الشرعية الدولية ) .. سرق من النافدة بواسطة عملاء الاستعمار الذين حملتهم قوات الحلفاء ( الدبابات الانجليزية ) من مصر وبالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاستعمارية الطامعة في السيطرة على المنطقة العربية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وكذلك المستوطنين بقايا الجيش الفاشي الايطالي الذي كان يحتل الأرض الزراعية من مصراته شرقا إلى صبراته غربا ومن البحر إلى ترهونه جنوبا ويحتل منطقة وسط طرابلس تجاريا وصناعيا ونفوذا وسيطرة فكرية وثقافية ..

والليبيون الذين تغنوا اليوم بالاستقلال وعلم الاستقلال والملك إدريس الأول والعائلات العميلة التي حكمت ليبيا كانوا وراء التاريخ للآسف وتحت خط الفقر المتوقع والتهميش والعزل ليس السياسي فقط بل الحياتي ، حيث كنا نحن الليبيين الأحرار نسكن البراريك وبيوت الطين في القرى والأرياف وحتى المدن .. من منا يتحصل على عمل مؤقت في شركة نفطية أجنبية أو في نظافة شوارع طرابلس الايطالية أو في مزرعة إيطالي مستعمر من بقايا جيش ايطاليا الذي أحتل ليبيا وقتل أهلها ..

كان ميسور الحال ومرتبه الشهري لا يتجاوز أصبع اليد الواحدة من الجنيهــات ، أما أبناء العائلات العميلة وخدم المستعمر، فهم في أرغد عيش، وأبنائهم يدرسون في المدارس الايطالية ويتمتعون بالمنح الدراسية في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ، أستمر هذا الحال إلى أن أنبلج فجر الفاتح العظيم في 1/09/ 1969م.
يتبع / ....

في ذكرة استشهاد البطل عمر المختار

اليوم ذكرى إستشهاد شيخ الشهداء 16 / 9 / 1931
( لن نستسلم .. ننتصر او نموت ) ...
هذه الجملة أصر القائد على أدخالها في فيلم عمر المختار

سيتجدد المجد بسواعد الاوفياء الاحرار و قريبا جدا .

اللهم ارحمه وارحم كل مناظل ضحى من اجل الوطن