جيش الاسلام يعلن الحرب على مشعل.. وعودة حماس لدمشق وشيكة

تعكف حركة المقاومة الاسلامية حماس هذه الايام على تنفيذ قرارها الذي اتخذه مكتبها السياسي بعد مشاورات مكثفة بالانفتاح على ايران وسورية وحزب الله خطوة خطوة، بدءا بالتمهيد الاعلامي، وارسال اشارات تصالحية في هذا الصدد.
مصدر كبير في حماس قال لـ “راي اليوم” ان الحركة تشعر بخيبة امل كبرى من امرين اساسيين: الاول عدم ترحيب دول الخليج العربي السنية لخطوتها بالخروج من دمشق، ووضعها في كفة واحدة مع الاخوان المسلمين في مصر وتكثيف الحصار السياسي والمالي ضدها، والثاني حالة الحرب الاعلامية والسياسية التي يشنها ضدها الحكم العسكري في مصر واجهزته الاعلامية التحريضية.
طريق التمهيد الاعلامي للمصالحة مع محور “الممانعة” الظهور المكثف لقادة حماس على شاشة قناة الميادين المقربة من ايران وسورية وحزب الله، ففي اقل من اسبوع ظهر على شاشتها السيد خالد مشعل في خطاب نقلته من اسطنبول كان موجها الى اجتماع للجنة العالمية لانقاذ القدس انعقد بصورة مفاجئة في بيروت لمدة يوم واحد لهذا الغرض. كما توجه الاعلامي البارز سامي كليب مدير الاخبار في الميادين الى القاهرة لاجراء لقاء مطولا مع الدكتور موسى ابو مرزوق القيادي البارز في الحركة.
السيد مشعل في كلمته التي قال فيها ان “من حق الشعوب الانتفاض من اجل حقوقها لكن بوسائل سلمية بعيدا عن الطائفية” داعيا المجموعات التي تقاتل في سورية “لان توجه بنادقها الى فلسطين”.
هذه التصريحات المفاجئة شكلت “انقلابا” في موقف حركة حماس تجاه الازمة السورية، الامر الذي دفع السيد زهران علوش زعيم “جيش الاسلام” الى شن هجوم ساحق على السيد مشعل وقال في بيان نشر على موقعه على “الفيسبوك” “لعل مشعل بتوصية للجهاد المقدس على ارض الشام بالحرب الطائفية يحاول نيل شهادة حسن سلوك دولية على حساب الدم السوري، ولعله باعلانه ان المجاهدين قد اخطأوا الهدف يحاول استرضاء ايران عسى ان ينال شيئا مما قطع عنه من اموالها.
وذهب بيان “جيش الاسلام” الى هجوم غير مسبوق على مشعل عندما قال في بيانه “نحن احرص على الاقصى من خالد مشعل وامثاله الذين امتهنوا المتاجرة بقضيتهم ودماء ابناء امتهم وان من يمارس جهاد المكاتب لا ينبغي ان يوجه النصائح الى من يتقلب في الخنادق”.
ويضم “جيش الاسلام” اكثر من خمسين فصيلا توحدت تحت رايته ويعتقد انه يتلقى دعما تسليحيا وماليا من المملكة العربية السعودية، وهجومه على السيد مشعل يمكن ان يؤخذ في اطار الصراع بالنيابة بين السعودية وقطر على ارض سورية حاليا.
وتفيد تقارير قادمة من دمشق ان الحكومة السورية ترفع تدريجيا “الفيتو” المفروض على عناصر تابعة لحركة حماس وتغض النظر عن عودتها الى دمشق، ولم يستبعد المصدر نفسه ان يقوم وفد من حماس برئاسة السيد محمد نصر عضو مكتبها السياسي الذي زار طهران مؤخرا، بزيارة الى دمشق ويلتقي قيادات فيها على غرار زيارة السيد عباس زكي عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح ولقائه مع الرئيس الاسد.
مصدر مسؤول من حماس في غزة ابلغ “راي اليوم” ان جناح عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس بات هو المسيطر على الحركة، وان قادته صاروا اصحاب الكلمة العليا، وان هذا الجناح يضغط حاليا من اجل عودة العلاقات مع محور الممانعة مصدر تسليحه وتدريبه الاساسي بعد فشل الجناح السياسي في رهانه على محور الاعتدال العربي.