القصة الكاملة لمحاولة اغتيال “والي حلب” من قبل “التوحيد”

حصلت وكالة أنباء “آسيا” على تفاصيل القصة الكاملة لمحاولة الاغتيال التي قيل أن أبو اثير الأنصاري والي حلب بالدولة الإسلامية في العراق والشام، تعرض لها من قبل عناصر يتبعون لواء التوحيد الذي يقوده عبدالقادر صالح.
وهذه الرواية سوف تكشف سبب مقتل أبو البراء التونسي الذي أعلنت عنه الصفحات الجهادية كحادث مستقل بينما هو في الحقيقة من صلب محاولة الاغتيال، كما تكشف ملابسات مقتل عنصري لواء التوحيد في جبل برصايا.
تبدأ الرواية من جبل برصايا، عندما اقتحم عناصر داعش أحد مقرات عاصفة الشمال وقتلوا جميع من بداخله، وكان بين هؤلاء عنصرين تابعين للواء التوحيد وإثر التحقيق مع بعض الأسرى من عاصفة الشمال اكتشفت داعش أن لواء التوحيد كان هو من يقوم بتزويد عاصفة الشمال بالأسلحة ومختلف الإمدادات التي يحتاجها في مواجهة داعش.
علاوة على أنه اثناء اقتحام جبل برصايا لاحظ عناصر داعش أن الكثير من إطلاق النار كان يأتي من خلف ظهورهم، من هنغار تابع للواء التوحيد.
ويؤكد المصدر الذي روى القصة، أن عناصر داعش لم يردوا على إطلاق النار الذي جاءهم من الخلف، التزاماً بأوامر أميرهم الذي طلب منهم الانبطاح وعدم الرد، بحسب قوله.
وبعد انتهاء عملية جبل برصايا ونجاح داعش في السيطرة على مقرات عاصفة الشمال، تناهت إلى مسامع قيادات داعش أن لواء التوحيد، بعد معرفته بقتل عنصريه، استقدم تعزيزات وأقام حواجز وسواتر ترابية في تل رفعت وبدأ بمضايقة السيارات التابعة لداعش عبر إطلاق النار حول السيارة دون أن يصيبها. تزامناً مع ذلك جاء وفد من قيادات التوحيد إلى مقر داعش في تل رفعت محتجين على قتل العنصرين.
بناء على هذا الاحتكاك الخطير بين داعش ولواء التوحيد، قرر أبو اثير الأنصاري والي داعش في حلب المجيء إلى تل رفعت لنظر القضية ومعالجتها، ولدى وصوله إلى مدخل تل رفعت وشاهد الحواجز (لمنع مرور السيارات)، طلب من العناصر الموجودين بالقرب من الحاجز والتابعين للواء التوحيد أن يزيلوا الحاجز لتمر سيارته، لكنهم رفضوا.
في هذه الأثناء نزل مرافق أبو اثير وأزال الحاجز بنفسه، فما كان من عناصر لواء التوحيد إلا أن اطلقوا النار على المرافق وأردوه قتيلاً، وهذا المرافق هو أبو البراء التونسي الذي يشغل منصباً شرعياً في ولاية حلب، كما اصيب جراء إطلاق النار أبو قدامة التونسي، بينما كان أبو أثير خارج سيارته ولكنه لم يصب بأي أذى. وقد وصل خبر إطلاق النار إلى قيادات لواء التوحيد المجتمعين في مقر داعش مع أبو بكر العراقي، فتدخلوا على الفور واتفقوا مع العراقي على أن يحال قاتل التونسي إلى المحكمة الشرعية.
وهذا يؤكد ما نقلته وكالة انباء “آسيا” عن الشيخ عبدالله المحيسني الذي تدخل للتوسط بين الطرفين وقال أنهما اتفقا على التحاكم إلى الشرع.
ولكن يلاحظ أنه رغم هذا الاتفاق، إلا أن التوتر ما يزال سيد الموقف، حيث لا تزال حواجز لواء التوحيد تقوم باستفزاز سيارات دولة داعش وعرقلة مرورها، وهو ما أغضب عناصر داعش لدرجة أن أحدهم ويدعى “أبو سرمد المهاجر” كتب في حسابه على تويتر تهديداً علنياً للواء التوحيد قائلاً “إلى لواء التوحيد: إلى الان حواجزكم الجديدة مستمرة في استفزاز جنود الدولة الإسلامية بشكل لا يحتمل ((لا تجبرونا على الرد..اعتبروا بمن سبقكم))”.