قطر تحاول العودة إلى الملف السوري من نافذة الخلاف السعودي – الأميركي

تتخبط قيادات “المعارضة السورية” بين فكي الكماشة الأميركية – السعودية، في ظل الضغط الكبير الذي تمارسه الدولتان عليها من أجل تبني مواقف محددة، من بينها قرار المشاركة في مؤتمر “جنيف-2″ الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تأمين ظروف انعقاده، وتشاكسها الرياض خوفاً من انعكاسات مستقبلية لتطور المفاوضات النووية وغير النووية مع إيران.
إلا أن اللافت محاولات قطر الحثيثة للدخول مجدداً إلى الساحة في لعبة التناقضات المعهودة، أملاً باستعادة الدور الذي انتزعته منها الرياض بالقوة في مرحلة سابقة، ولذلك زار وزير الخارجية القطري خالد العطية تركيا، واجتمع مع 13 فصيلاً سياسياً من فصائل المعارضة ممن سحبوا “الشرعية” من “الائتلاف”؛ في تحدٍّ واضح للسعودية التي تدعم قيادة هذا “الائتلاف”، كما اجتمع العطية مع قادة المسلحين، بحضور العميد المنشق سليم إدريس، الذي قدم للمجتمعين “مطالعة” عن وضع هيئة الأركان، التي وصفها بأنها “أضعف من أي فصيل منظَّم”، مبرراً ذلك بأن الدعم الذي وصل لأي فصيل صغير أضعاف ما وصل للأركان، كاشفاً أن المال الذي استلمته الأركان منذ التأسيس هو 3 ملايين دولار، وقال إنه “يعمل جابياً، فالدول ترسل السلاح وتأمر أين يجب أن يسلَّم، فلا حيلة له أبداً في التوزيع”.
أما العطية فقد قال أمام المجتمعين إن “أصدقاء سورية تخلوا عن الملف السوري تماماً بعد موافقة النظام على تسليم الكيماوي، وهذا أمر خطير، فالمجتمع الدولي بات حريصاً جداً على النظام”، وطالب العطية “الكتائب (المسلحين) بالحكمة والدهاء السياسي الذي يحمي وجودها على الأرض، لأن الأمر سيؤول إما أن تكون كتائب تكون جيش حر، وإما كتائب إرهابية ستقاتل من قبل المجتمع الدولي”، وإذ طمأن العطية المجتمعين بأن “الغزل الإيراني الأميركي لن يدوم، وهو أمر غير مقلق، لأن العداء متجذر، والمسألة ليست بيد أشخاص ينهون هذا العداء، بل هي أكبر من ذلك بكثير”، أشار إلى أن “ما تخشاه قطر بشكل كبير هو الغزل الأميركي للنظام بعد ليونته بتسليم الكيماوي، وقد يكون منفذاً جيداً لقتل الإرهاب في سورية، وهو عدوهم الأول”، منبّهاً من أن “كل إسلامي يصبح إرهابياً يطلقون يد النظام في قتله، فيبدأ الأمر بالدولة الإسلامية، وبعدها النصرة، وبعدها الكتائب الإسلامية، حتى يبقى هو والجيش الحر”، وعبّر عن خشيته من صدور قرارات تضم بعض الفصائل للائحة الإرهاب، ووقتها لن تستطيع قطر دعم من يدرَج على لائحة الإرهاب، موضحاً أن قطر بدأت تشعر بعراقيل أثناء “دعم الثورة في نقل السلاح وشرائه، ولولا تعاون تركيا لما تم الأمر، ومع ذلك هناك عراقيل تؤخر العمل وتمنع وصول بعض الأسلحة”، وشدد على ضرورة جمع الكتائب ضمن غطاء، ولو صورياً، من أجل تفادي الوضع على لائحة الإرهاب، وهي لا تريد انضمام الكتائب إلى “الائتلاف” بل إلى “الأركان” فقط.