منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من مذكرات رجل أمن سوري .. كي لاننسى

اذهب الى الأسفل

 من مذكرات رجل أمن سوري .. كي لاننسى Empty من مذكرات رجل أمن سوري .. كي لاننسى

مُساهمة من طرف السهم الناري الأحد نوفمبر 03, 2013 8:55 pm



لن أنسى تلك النظرة أبداً , كان ينظر إلي و أنا أحمله بين يدي و الدماء تغطي وجهه نظرة فيها من الحيرة و الذهول أكثر بكثير من الألم و الأوجاع كمن يقول : لم فعلوا بي هذا؟
لم أستطع النظر في وجهه طويلاً , لقد كان موقع أنفه قد انتقل من وسط وجهه إلى أسفل عينه اليمنى ! أنزلته على السرير و ربت على كتفه : لا تقلق , ستكون بخير. , ثم هرولت عائداً لأحمل رفيق سلاح آخر , استوقفني أحد المسعفين ظناً منه أني مصاب , فالدماء كانت تغطي صدري , أفهمته أنها ليست دمائي و أنني جسدياً بخير.
لم يخطر على بالي قط أن هذا اليوم الربيعي الجميل سيتحول إلى يوم أحمر قاني بهذه السرعة , كنت قد جلست على العشب و أشعة شمس الصباح تلقي بتحياتها على الجميع , نسمات و كأنها زفرات فتاة حسناء تداعب وجنتي بر قة متناهية , فراشات بيضاء تطير من حولي و عصافير تزقزق كما لو أني أعيش في موضوع تعبير رسمه قلم طفلة في الصفوف الابتدائية ,لا أدري لماذا أخذني المشهد كلمح البصر في رحلة عمرها آلاف السنين لأرى نساء أوغاريتيات يحملن جرار الماء و عيونهن ترنو نحو جبل صفون في ترقب لمعركة قادمة بين ( بعل ) إله الخصب و المطر و ( موت ) إله القحط و الجفاف و هن يصلين ألا تطول رحلة بعل إلى العالم السفلي!تاريخ و حضارات و ممالك مررت عليها في ثوان كأنها دهر , و كما سافرت في لحظة , أعادني صوت القائد و هو يأمر العناصر بصعود الحافلة إلى مكاني في لحظة ايضاً ,لم أنتبه إلى أن أصوات ( المتظاهرين ) في المنطقة المجاورة كانت قد بدأت تعلو , إنه الأسبوع الثالث الذي تخرج فيه مظاهرات هنا و هناك , كنا قد اعتدنا سماع أصواتهم في أيام الجمعة السابقة لكنها المرة الأولى التي تصدر الأوامر لنا بضرورة حفظ الأمن في تلك المنطقة و التواجد في المكان بشكل مباشر , همّ زملائي بالصعود إلى الحافلة و هم يحملون هراوات مطاطية كانت قد وزعت عليهم قبل عدة ايام , لكن القائد صرخ قائلاً: دعوا الهراوات و اصعدوا!
لم أكن الوحيد الذي استهجن هذا الأمر الغريب , فقد علت همهمات العناصر مستغربة ما صدر عن القائد , كنا قد تبلغنا أمراً من القيادات العليا بخصوص عدم اصطحاب الأسلحة عند التوجه لفض المظاهرات لكن أن يذهب العناصر بدون هراوات حتى ؟!
سمعت أحدهم يقول : لا سلاح و لا هراوات ؟ كيف سنفض المظاهرات الآن إذا تحولت إلى أعمال شغب ؟ بأيدينا؟و آخر قال : هل تظن القيادة أن المتظاهر لديه أم و أب و عائلة أما نحن فلا؟ أنا أيضاً عندي أم تخاف عليّ و تنتظر عودتي!لكن المسألة لم تتعد الهمهمة الغاضبة من الجميع , فالأوامر أوامر , نفذ ثم اعترض.
طلب مني القائد البقاء في المكان و تأدية بعض المهام لحين عودته .
وصلت الحافلة إلى المكان الذي اختاره ( المتظاهرون السلميون ) مكاناً للتعبير عن مطالبهم ( المحقة ) , نزل العناصر منها و اصطفوا نسقاً بانتظار أوامر القائد , استمر انتظارهم مدة نصف ساعة أو أكثر و هم يسمعون صياح المحتجين و هتافاتهم الاستفزازية , فالقيادة كانت قد وجهت بضرورة عدم الاحتكاك معهم إلا في حالة نشوب أعمال شغب , و فجأة..هدأ الجميع !
ليخرج من بين الصفوف رجل ذو لحية طويلة و شاربين محفوفين و يرتدي لباساً على الطريقة الأفغانية , جال الرجل ببصره على نسق عناصر الأمن ثم أطلق صيحة مدوية ( إنهم الأمن! اشربوا من دمائهم! )
لم يكن يخطر على بال أي من زملائي الذين كانوا في المكان يومها أن ( المتظاهرين السلميين ) قد أعدوا كميناً ( سلمياً ) محكماً لهم , فعلى الأسطح المحيطة بالساحة كان عشرات الشباب و معهم بعض النسوة قد جهزوا كمية كبيرة من الحجارة و الصخور , بينما تمركز قناص على أحد النوافذ في الطرف المقابل , و مع صيحة الرجل الملتحي أخرج المتظاهرون السلميون كل أنواع العصي الخشبي منها و الحديدي بالإضافة للسكاكين و السواطير بينما راح من هم على الأسطح يقذفون وابلاً من الصخور و الحجارة على رؤوس زملائي , أغلب الإصابات كانت في الرأس , أمسك أكثر من عشرة متظاهرين سلميين أحد أصدقائي ,توجه أحدهم نحو الرصيف و قام بنزع حجر منه , اقترب من صديقي و ضربه بحجر الرصيف على وجهه كما تضرب المطرقة المسمار , رموا عدداً من زملائي من الطابق الثالث , و أقاموا حفلات ( دبكة ) على ظهور آخرين بكل ما للكلمة من معنى , بينما راح القناص يصطاد من استطاع الابتعاد عن سلمية المتظاهرين تلك.
أذكر أني حملت 9 من زملائي , جميعهم إصاباتهم بليغة و لن يعودوا كما كانوا , أحدهم ضربوه على ركبته بحجر بناء ما أدى لتفتيتها و آخر وضعوه في سيارة ثم رموه منها و هي تسير بسرعة ما أدى لإصابة عموده الفقري إصابات بليغة!
في ذات الوقت الذي كان زملائي يذوقون فيه طعم ( التظاهرات السلمية ) , كانت قناتا الجزيرة و العربية تبثان الخبر التالي عن ذات المنطقة ( عاجل : قوات الأمن السوري تقتحم منطقة ***** و تطلق النار عشوائياً على المتظاهرين و أنباء عن سقوط ضحايا )
( اشربوا من دمائهم! ) عبارة سيبقى صداها يتردد في أذني ما حييت
سن تسو السوري
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى