منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإخوانية والصهيونية‏..‏ تشابه المنطلقات رغم اختلاف السياقات‏!‏

اذهب الى الأسفل

الإخوانية والصهيونية‏..‏ تشابه المنطلقات رغم اختلاف السياقات‏!‏ Empty الإخوانية والصهيونية‏..‏ تشابه المنطلقات رغم اختلاف السياقات‏!‏

مُساهمة من طرف السهم الناري الأربعاء نوفمبر 13, 2013 6:41 pm


الإخوانية والصهيونية‏..‏ تشابه المنطلقات رغم اختلاف السياقات‏!‏ %D9%88%D8%B21-660x330

صلاح سالم

تنهض مسيحية القرون الوسطي دليلا نموذجيا علي الكهانة السياسية‏,‏ حيث التوظيف النفعي للشعور الديني في الصراع السياسي‏.‏ غير أن اليهودية قبلها‏,‏ والإسلام بعدها‏,‏ لم يعدما هذا التوظيف الكهنوتي‏,‏
خلقا لمشروعية دولة أو تكريسا لشرعية سلطة عن طريق التماهي بين فكرة دينية, غالبا خلاصية, وبين فكرة سياسية غالبا إيديولوجية, وهو أمر يمكن ملاحظته بوضوح لدي حركتين أساسيتين تندرج إحداهما في السياق اليهودي وهي الحركة الصهيونية التي أسست فعلا للدولة( العبرية) قبل ستة عقود ونيف, وتندرج الأخري في السياق الإسلامي, وهي جماعة الإخوان المسلمين النازعة إلي تأسيس دولتها( الإسلامية) منذ ثمانية عقود ونيف, فرغم تباين ظاهري في السياق الثقافي والسياسي بين الجماعة والحركة, ينبع من حجم التناقض بين مصر وإسرائيل علي أصعدة الوجود والتاريخ والهوية, إلا أن ثمة تشابها عميقا يتجلي في الكثير من المنطلقات الفكرية التي توجه حركتيهما, وهنا وقفة عند خمس أساسية منها:
> المنطلق الأول: هو الرؤية الإختزالية للتاريخ, التي اعتمدها التفكير الصهيوني عندما أسقط عمدا التاريخ الحقيقي للأرض العربية المحتلة والممتد لآلاف السنين حيث عاش العنصر العربي الفلسطيني باستمرارية ملحوظة, وكذلك التاريخ الحقيقي للجماعات اليهودية في عوالمها المختلفة سواء في دول أوروبا أو شمال إفريقيا, وفي المقابل تتم العودة إلي لحظة تاريخية( سحرية), هي تلك التي شهدت دولة يهودية لا دليل أثري أو تاريخي قوي عليها, ولا تؤيدها سوي رواية توراتية غالبا ما تتناقض مع حقائق التاريخ, وحتي في حال صدقية هذه الدولة, فإنها لا تعدو أن تكون لحظة عارضة في صيرورة تاريخية ممتدة.
وفي المقابل تنظر جماعة الإخوان, كأحد التيارات الإسلامية, بقدسية إلي حقبة تاريخية قصيرة شهدت الخلافة الراشدة, باعتبارها حقبة مرجعية يقاس إليها تاريخ إسلامي ممتد شهد استبدادا سياسيا شديد, وتراجعا حضاريا هائلا أعقب انبلاجة الإسلام الأولي الرائعة, بفعل الطبائع البشرية المتغيرة, والسنن الكونية المتحولة, حتي أخذ هذا التراجع مع بداية العصر الحديث شكل الانهيار الكامل, الذي جسدته سياسيا الدولة التقليدية( المملوكية فالعثمانية) لأكثر من ستة قرون, تسد عين الواقع القريب عن الدولة الراشدة التي كانت محض استثناء بعيد لم يدم أكثر من ثلاثة عقود, إلا أنهم يعتقدون بإمكانية استعادة الاستثناء البعيد, تجاهلا للواقع القريب, وهو نفس المنطق الإختزالي الكامن في الرؤية الصهيونية للتاريخ.
> والمنطلق الثاني هو عقلية الكهف التي نشأ عليها الطرفان, ويعجزان عن التخلي عنها, فالجسد الأساسي للحركة الصهيونية جاء من مجتمعات الشتات اليهودي, خصوصا في أوروبا الشرقية والوسطي حيث عاش اليهود في عزلة شديدة وخوف مقيم داخل جيتو, تحرروا منه( جسديا) مع شيوع فلسفة التنوير وهبوب الثورة الفرنسية, ولكنهم لم يتحرروا منه( معنويا) حتي الآن إذ بقي لديهم شعور وجودي عميق بالقلق, يدفعهم للانطواء علي النفس ضمن الجيتو الكبير( إسرائيل) الذي صنعوه لأنفسهم خشية يفقدوا هويتهم في المحيط الأوسع منهم.
وفي المقابل تتملك الجماعة عقلية الكهف نفسها; فلأنها ظلت محاصرة دائما, ومحظورة غالبا, من نظم سياسية متتالية ملكية وجمهورية, ولأنها مارست كثيرا من العنف ضد غيرها, مثلما مورس الكثير من العنف ضدها, فقد طورت عقلية منكفئة علي ذاتها حيث اندرج أعضاؤها فيما يسميه علم الاجتماع السياسي بـ( المجتمع الرحيم), الذي يكاد يمثل( جيتو ثقافي), فالحياة مغلقة علي أعضائها المنتمين إيديولوجيا, يسودها نوع من التراحم الذي تولده تجربة التعرض المشترك للشعور بالظلم. ورغم أن الدين, في العموم, يوفر لكل معتنقيه نوعا من الشعور باليقين ناجم عن الشعور بالعناية الإلهية التي ترعاه وتعتني به, وتكفل له نوعا من التضامن’ الرأسي’ مع الذات الإلهية نفسها, فإن الانتماء إلي جماعة مغلقة يوفر مستوي آخر من التضامن’ الأفقي’ المؤسس علي العلائق( التكافلية) داخلها, والتي تكفل لأعضائها نوعا من الأمن والحماية والتعزية النفسية عند الشدائد والملمات, فيزداد تشبث العضو بالانتماء لهذا المجتمع( الرحيم) الذي يصير ملاذا آمنا, حتي أنه, مع طول البقاء داخله, يفتقد تدريجيا حساسية التعامل مع الآخرين خارجه, وهو أمر تبدي بوضوح لدي الرئيس السابق سواء في نمط خطابه السياسي إلي( العشيرة) أو نمط اختياره لمساعديه ومستشاريه من الفناء الضيق للجماعة ومريديها والمتعاطفين معها ولو من ذوي الكفاءة المحدودة والخبرة المعدومة ما قاد التجربة إلي طريق مسدود.
> والمنطلق الثالث هو عقدة المؤامرة أو الاضطهاد التي طورها كل من الجماعة والحركة, في مواجهة مخالفيهم سواء من العرب الرافضين للدولة الإسرائيلية, أو للقوي المدنية الرافضة للدولة الدينية. لقد تمكنت الحركة الصهيونية من إنشاء الدولة علي أنقاض شعب آخر, فكان طبيعيا أن يواجه الشعب المحتل, ومعه جواره العربي الإسلامي الهجوم الصهيوني, وأن تقع حروب وتدور دوائر, كما هي سنن الكون بين محتل غاصب, وشعب مقهور, وأن يكون هناك شعور بالحصار لدي هذه الدولة تجاه محيطها. لكن كان مفترضا أن ما تم توقيعه من اتفاقات سلام سوف يؤدي إلي تجاوز عقلية الحصار هذه, وهو ما لم يحدث, فبقيت إسرائيل تبرر عدوانها علي العرب بعقدة الأمن المسيطرة عليها, وهي عقدة حقيقية ليست مفتعلة كليا, وإن تم توسيعها وتعميقها بغرض استغلالها, بل ربما كانت عقدة وجودية, لا يمكن تفكيكها من خارجها, ولا إزالتها إلا بعمليات تدريب تاريخي وعلاج نفسي.
أما الجماعة, وبرغم قدراتها التنظيمية التي وضعتها في صدارة نظام ما بعد25 يناير, ومكنتها من حصد ثمارها ثورة لم تصنعها أو تواكبها بل شاركت فيها متأخرة, فقد ظلت تشعر بعقدة الاضطهاد حتي وهي في الحكم, بل وصلت العقدة إلي حد السخافة في الإدعاء بأن بعضا من رجال المعارضة يخططون لاختطاف الرئيس الذي كانت تحميه كل أجهزة الدولة الأمنية. قد يبدو هنا نوعا من المبالغة التي يتم توظيفها لتبرير مسالك معينة( قمعية) وخدمة أهداف معينة( استبدادية), غير أن للأمر جذور حقيقية, تنبت من عقدة نفسية عميقة لا يمكن إزالتها بسهولة.
> والمنطلق الرابع هو العقلية الهروبية, أي ممارسة تكتيكات الهروب إلي الأمام خروجا من المآزق المحيطة, بخلق أزمة أكبر منها ينشغل بها المحتجون عن سابقتها. وهو تكتيك طالما مارسته إسرائيل, إزاء الفلسطينيين والعرب, عندما كانت تهرب من قضية الاستيطان, مثلا, بشن حرب صغيرة, ينشغل بها الجميع, فتختلط الأوراق وتضيع القضية الأساسية. وهو منطق كفء, ولو مرحليا, في التعامل مع الأعداء, بتوريطهم في الفخاخ, والضغط عليهم بعامل الزمن بغرض كسر إرادتهم ودفعهم لتقبل ما كانوا يرفضونه من قبل خلاصا للأسوأ الذي قد يأتي بعد.
غير أن الجماعة, في المقابل, قامت بنقل هذا التكتيك حرفيا للتعامل به مع القوي الوطنية, ففي كل أزمة وقعت تم إنكار السبب الجوهري, ووضعت حلول تخلق أزمة أكبر, فإذا كان الناس, مثلا, يرفضون بنود الإعلان الدستوري, فإن تجاوز هذا الرفض لا يكون بالتراجع عنه, بل بسرعة صوغ الدستور وطرحة للاستفتاء, فيكون علي المصريين قبول دستور كامل, يكرس للاستبداد طول الوقت ثمنا لرفضهم إعلان دستوري استبدادي بعض الوقت, وهو المنهج الذي دفع برأس الجماعة إلي حائط30 يونيو.
> أما المنطلق الخامس فيتمثل في تلك البرجماتية المفرطة التي تصل إلي حد الانتهازية لدي الطرفين, فالحركة الصهيونية عندما أسست إسرائيل لم ترسم لها حدودا جغرافية واضحة, بل تركت لنفسها إمكانية التوسع حسب الجهد والطاقة, ما يعني أن ليس لها غايات واضحة( قبلية) تسعي للوصول إليها, بل أنها تترك نفسها لحركة التاريخ ولقوة الاندفاع الذاتي, فطالما كان ثمة جهد كبير يمكن أن يدفع بها للإمام, وثمة فرصة تاريخية للاقتحام فلا مانع من الانطلاق إلي كل الحدود الممكنة, وكل الآفاق المتخيلة, من دون قامع أو رادع, فالفرصة تفرض نفسها, والاندفاع يبرر ذاته كلما كان ذلك ممكنا, ولا توقف عن الحركة إلا إذا كان هناك عائقا أو حائط صد, فعندها لا مانع من التوقف أو حتي التراجع إلي الخلف, كما كان في حرب أكتوبر, ومعاهدة السلام مع مصر, فالحركة هنا مرنة, والغايات غير محددة سلفا بل مرتبطة باتجاه حركة التاريخ, وقوة الاندفاع المتاحة لها والباطنة فيها.
وفي المقابل يرتسم السلوك الإخواني حول هيكل برجماتي مفرط, بل وانتهازي, يصل إلي حد إطلاق الوعود وإنكارها في مدي زمني قريب جدا طالما كان ذلك ممكنا, ومثلما حدث مرات عدة وفي مناسبات مختلفة لا ضرورة لذكرها بقدر ضرورة الكشف عن المنهج الكامن خلفها. لقد قدم الإخوان وعودهم في لحظات التأزم والاحتياج للقوي الوطنية, وقاموا بإنكارها في لحظات الانتصار والنشوة التي وشت بعدم حاجتهم إلي غيرهم, مع اقتراب مما يسمونه لحظة( تمكينهم). بل إنهم تنكروا لكل من ساعدهم في عملية التمكين بمجرد أن شعروا بالوثوق منها, ولذا نال بعض أكثر الذين خدموهم في لحظة ما, أكبر قدر من الهجاء في اللحظة التالية, فالمرجع لديهم في تقييم موقف ما هو حجم فائدته لهم في المستقبل, وليس مدي التزامهم بما عاهدوا الآخرين عليه في الماضي.
إلي هنا ينتهي تشابه المنطلقات ويبدأ اختلاف السياقات, فالحركة الصهيونية, رغم عنصريتها وأسطوريتها, نجحت في تضييق نطاق الشتات اليهودي, وفي إنجاز دولة بدت كقطب رحي للنشاط اليهودي العالمي, تجاوزا لتجربة تاريخية مريرة كالجيتو, وتجربة حديثة مؤرقة كالهلوكست. أما الجماعة الإخوانية فأخفقت في إدارة شئون دولة مركزية عريقة, علي نحو هدد بتفتتها, ومجتمع بالغ التماسك علي نحو هدد بتمزقه ودفع بعض أقباطه إلي الشتات, لولا حركة الجماهير التي تصدت لمشروعها. وبدلا من أن تعي الجماعة درس الفشل, كي تنفتح علي المصريين تصحيحا للخطأ, نراها تفشل في درس الفشل, وتصر علي حرق الوطن, وهو أمر يكاد يمثل معجزة( سلبية), يقتضي حدوثها توافر قدر كبير من خطأ الحساب, ومن سوء النية, ومن غرور القوة, وجميعها أمور يصعب توافرها لجماعة واحدة في لحظة واحدة, في بلد واحد علي هذا النحو المشهود, ولكن للأسف هذا ما يحدث الآن في مصر, ولمصر علي يدي بعض أبنائها وليس يد أعدائها, فلك الله يا بلادي!.
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى