انتهاء صلاحية المواد الغذائية .. أين الخطر؟

ماذا يعني تاريخ انتهاء صلاحية استخدام غذاء ما حقا؟
هل أنت أحد أولئك الناس الذين يصبّون الحليب في البالوعة عند انتهاء تاريخ المثبت على العبوة؟
أذن علينا أن نعرف ماذا تعني التواريخ المثبتة على عبوات و مغلفات المنتجات الغذائية وهل يمكن لتلك التواريخ أن تحمي صحة مستهلك؟
فلنعلم أذن أن تلك التواريخ هي تعبر عن النوعية أكثر من أن تعبر عن الأمان فهي يمكن أن تكون غير مفهومة جدا من المستهلكين.
فإن لم تكن مفهومة جدّا، فهي يمكن أن تشجّع المستهلكين لنبذ الغذاء الذي هو غير آمن جدا للأكل!!
أظهر استطلاع أجري مؤخرا شمل أكثر من 2,000 شخص بالغ بأنّ معظمهم ينبذون الطعام بعد التاريخ المثبت على العبوة أو الغلاف, حيث يعتقدون بأن المحتوى أصبح خطر على الأكل، لذا من المهم أن نفهم ما يعني انتهاء التاريخ الغذاء قبل أن نتخلّص منه بسكبه في البالوعة أو رميه في القمامة.
فعلى سبيل المثال في الولايات المتّحدة الأمريكية يهدر كل سنة من الغذاء ما معدله 14 % من الذي يشترى, ففي العائلة الأمريكية ذات 4 أفراد بالمتوسط ترمي من الغذاء ما قيمته حوالي 600 دولار بالسنة.
في أغلب الأحيان يخشى الناس الأطعمة التالية معتقدين بأنها ستكون خطرة بعد تجاوز التاريخ المطبوع عليها, وعادة يكونون حذرين جدا بخصوصها وهي:
الحليب و الجبن الأبيض و المايونيز و اللبن الزبادي (اليوكرت) و البيض, وإليكم بعض التفسيرات حول هذا الموضوع
· الحليب: إذا كان الحليب مبرد بصورة جيدة ، فسيبقى لمدة أسبوع تقريبا محافظا على مواصفاته أي لذيذ ومغذّي وآمن, بعد ذلك التأريخ من المحتمل سيكون آمن لشرب لفترة أطول بعد ذلك، ولكن هناك هبوط في القيمة المغذية والطعم.
· الجبن الأبيض: تدوم صلاحية الجبن الأبيض المبستر لمدة 10-14 يوم بعد التأريخ المثبت على الغلاف الكارتوني للعبوة.
· المايونيز: بالنسبة للجرة (العبوة) غير مفتوحة و المبردة يمكن أن تبقي صالحة لمدة 30 يوم بعد انتهاء التأريخ المثبت.
· اللبن(اليوكرت) : سيبقى صالحا لمدة 7-10 أيام بعد التأريخ المثبت إذ كان مبردا بصورة صحيحة طوال الوقت.
· البيض: إذا كان مبرّد بصورة صحيحة يمكن أن يدوم على الأقل 3-5 أسابيع بعد آخر تأريخ للبيع، طبقا لرأي عالم الغذاء في جامعة كورنيل الأستاذ جو ريجينشتاين
الاستعمال قبل التأريخ
عادة التأريخ يشير إلى اليوم الأخير الذي تكون به المادة هي على أحسن ما يمكن من النوعية و الشكل و المظهر و القوام والطعم و الرائحة و القيمة الغذائية.
بعد ذلك يكون الهبوط بالمواصفات النوعية تدريجي, هذا على أن يكون المنتج غير مفتوح و العبوة والغلاف سليمين.
البيع قبل التأريخ
هذا لا علاقة له بمسألة سلامة الغذاء، حيث أنها ملاحظة توضع إلى أصحاب المخازن و المجمعات التي تخزن المنتج (لغرض تصريف المنتج) وذلك لأنه سيبدأ بالهبوط في النوعية و الجودة بعد ذلك التأريخ.
القانون و الأعراف
عموما تتطلّب التعليمات بوضع مؤشر لكل من الشهر واليوم من ذلك الشهر (والسنة، في حالة المواد التي تخزن على الرفوف والمنتجات المجمّدة).
بعد التأريخ التقويمي ومجاور له يجب أن تشوف عبارة تبين تعليمات البيع أو الاستخدام “sell-by” or “use before” .
حمل الغذاء للمرض
هذا يعني انتشار التلوث والشروط الغير صحية والتي هي سبب أساسي للأمراض المتعلقة بالغذاء، سواء أن يحدث ذلك في البيت أو في المطعم، وهذا شيء مستقل و مختلف عن أي تأريخ لانتهاء الصلاحية أو تاريخ البيع أو تاريخ الاستخدام, وذلك بسبب مذنبين (مسببين) آخرين ومن أبرزهم:
· غسيل اليدين غير الصحيح قبل تحضير الغذاء.
· خزن الغذاء في درجة الحرارة الخاطئة.
· طبخ الغذاء في درجة حرارة ناقصة.
· انتشار التلوث (على سبيل المثال – في اللحوم الخام التي تتصل بالسلطات).
· الغسل غير الصحيح لمكونات الطازجة و الخام للمنتج.
يبقى عامل (الأفـفـف) المعيار المنطقي و البديهي و النظرة الثاقبة في سلامة الأغذية, فهو معيار جيد ومهم وذلك فيما عدا تأريخ انتهاء الصلاحية أو تاريخ البيع أو تاريخ الاستخدام.
حيث تبقى حاسة الشمّ التي وهبنا الله إياها تعكس حالة الغذاء وهل هو فاسد أم لا و تنبهنا إلى اتخاذ جانب الحذر, عندما نسد أنوفنا.