برزة.. وطال انتظار الحسم

منذ بداية الأزمة ( وربما قبلها) وحتى ذلك الوقت كانت أعمال التحصين وحفر الأنفاق مستمرة يقال أن في برزة مدينتين الأولى فوق الأرض والأخرى تحتها.

ابتدأت العملية العسكرية صباح 26 /4/2013 بقصف جميع مواقع ما يسمى الجيش الحر وجبهة النصرة تلاها اقتحام عناصر من الدفاع الوطني وحوالي 150 عنصر من أبطال الجيش ، قام المسلحون بالاختباء داخل تحصينات تحت الأرض، وقاموا بضرب قوات متقدمة للجيش بغازات سامة استشهد على أثرها 15 شاب من رجال الجيش، انتهت العملية بتطويق برزة من ثلاث جهات، وبقيت الجهة الشرقية المتصلة مع مزارع حرستا والقابون بالاضافة لشارع الحافظ الذي يربط برزة البلد بشرق حي تشرين والقابون وسيطر ناريا على كامل برزة البلد بواسطة المدفعية ورشاشات الـ 23 والدوشكا، انتهت العملية بتثبيت الجيش في النقاط التي سيطر عليها مع اشتباكات يومية في ضهر المسطاح خصوصا،

المرحلة الثانية استدعت عملية عسكرية في القابون لتأمين الاستراد الدولي ووقف تدفق المسلحين من الغوطة الشرقية وجوبر باتجاه القابون فبرزة بينما تركزت عمليات الجيش في المزارع المحيطة بمشفى تشرين والمنطقة الواقعة بين مشفى تشرين والوسائل التعليمية التي يتمركز بها بضع عشرات من الجيش، سيطر الجيش على منطقة الغربية ثم حارة السويدا والقسم الأعظم من المزارع، لكن وبسبب التحصينات والأنفاق وتمركز المسلحين تحت الأرض لم تسطع قوات الدفاع الوطني المدعومة من الجيش من السيطرة على ضهر المسطاح ذو الأهمية الإستراتيجية ( بالنسبة لبرزة) .

يتصل مسلحو برزة بالقابون وحي تشرين من خلال أنفاق تقع تحت وبموازاة شارع الحافظ، وبمزارع برزة وحرستا من خلال شبكة أنفاق معقدة من الضيعة القديمة باتجاه جنوبي مشفى تشرين ولها عدة مداخل في البيوت الواقعة بين مشفى تشرين والوسائل التعليمة، وحارة المسابح، هناك أيضا أنابيب الصرف الصحي الضخمة التي تصل معربا من جهة الشمال ببرزة، يستخدمها المسلحون للتنقل إلى معربا والتل وحتى القابون، تقع هذه الأنابيب تحت الطريق العام الذي يربط دمشق بمعربا والتل.

مع نهاية المرحلة الثانية من العملية العسكرية، استطاع الجيش وقوات الدفاع الوطني من السيطرة الكاملة على المنطقة الواقعة بين مشفى تشرين والوسائل التعليمية واكتشف معظم الأنفاق التي تربط برزة بالبساتين وتم تأمين محيط الوسائل التعليمية .

بدأت المرحلة الثالثة منذ عشرة أيام بتفجير تحصينات المسلحين في ضهر المسطاح، بقوة جديدة مدعمة ببضع دبابات في المحور الشرقي، وتركزت العملية في محوري مشفي تشرين وضهر المسطاح واستطاعت قوات الجيش والدفاع الوطني من اتخاذ مواقع متقدمة على هذين المحورين، أمس استطاع الجيش السيطرة على بعض كتل الأبنية عند الكوسكو مارت (المحور الغربي) والأبنية المقابلة للوسائل التعليمية ( المحور الشرقي).

حاليا بات وضع المسلحين غاية في الصعوبة، قد فقدوا قسم كبير من مقاتليهم، ومعظم تحصيناتهم وأنفاقهم، وبات إعلان برزة منطقة أمنة قريبا جدا.

الخريطة المرفقة هي الجزء الذي مايزال يتحصن به المسلحون حتى اللحظة.