قصة حي الوعر بحمص و اتفاق سيطرة الجيش العربي السوري على الجزيرة السابعة‎!

أحمد العاقل

( لا نريد أن يتعرض المدنيون في حي الوعر لما تعرض له آخرون في أحياء اخرى نتيجة عنف المواجهات مع الجماعات المسلحة . و خاصة أن أغلبهم هم من المهجرين من أحياء حمص الاخرى )
بهذه العبارة بدأ أحد الضباط السوريين حديثه عند سؤالنا له عما يتم التحضير له لتخليص حي الوعر من المسلحين الذين باتوا يسيطرون عليه .
حي الوعر هو أكبر أحياء حمص و أحدثها و يتميز عن غيره من الأحياء بالواقع الخدمي الواضح من خلال التنظيم و البناء و حتى الخدمات المقدمة من قبل مؤسسات الدولة كالبلدية و مجلس المدينة .
سكان حي الوعر الأصليين هم من الطبقة ذات الدخل العالي و أصحاب رؤوس الأموال و كل من قد يكون فوق الطبقة المتوسطة .. و هذا الواقع كان قبل الأزمة .
أما الآن فقد تغير الواقع الديموغرافي للحي حيث استقبل الحي أعداداً كبيرة من النازحين من المناطق الحمصية الاخرى التي شهدت مواجهات بين المسلحين و وحدات الجيش العربي السوري , و قد ازداد عدد سكان الحي بعد حركة النزوح اليه بنسبة تتجاوز الثلاثة أضعاف ماجعل الحي يرزح تحت واقع إقتصادي سيء فُرضَ على الحي بسبب الكثافة السكانية الجديدة .
بقي حي الوعر بعيداً عن دائرة الاحداث التي شهدتها مدينة حمص طوال أشهر الأزمة و كان كغيره من الاحياء الآمنة و المتواصلة مع بقية الاحياء الى أن بدأت تزداد حركة النزوح اليه و التي كان من ضمنها حركة دخول مسلحي المناطق الاخرى عبر البساتين و عبر الطرق الواصلة بين الحي و بين الأحياء المتوترة .
بعد اشتداد المعارك في حمص بدأ المسلحون في حي الوعر بالظهور بشكل علني و بدؤوا بالتأثير على جوانب كثيرة من الحياة العامة مما اضطر الدولة السورية الى نقل عدد من المرافق العامة و المديريات لتقدم خدماتها خارج الحي بعد أن أصبح دخول الحي يعتبر مخاطرة قد تؤدي الى الخطف أو القتل الأمر الذي تكرر لمرات عديدة كان من أبرزها عملية اختطاف مدير مكتب محافظ حمص أثناء خروجه من حي الوعر مع العلم انه من أبناء الحي .
خلال الأشهر الاخيرة أخذ التواجد المسلح شكلاً جديدا من خلال تشكيل عدة كتائب مسلحة تتبع لألوية باتت معروفة ضمن سياق مايسمى بالجيش الحر , إضافة الى ظهور ما سمي بالهيئة الشرعية التي أخذت على عاتقها مسؤولية محاسبة أي مواطن من ابناء الحي وفقاً لما اعتبره أعضاء هذه الهيئة و مؤسسوها أنه ياتي تماشياً مع شرع الله .
و انتشرت في الآونة الأخيرة وثائق و صور و فيديوهات تثبت تورط مسلحي حي الوعر في تدريب الأطفال من ابناء الحي على القتال و على مختلف صنوف الأسلحة .
بعد ذلك انتقل نشاطهم ليتعدى حدود الحي من خلال استهداف مصفاة حمص القريبة من الحي بعدة قذائف هاون لأكثر من مرة مماتسبب في اندلاع حرائق كبيرة كبدت الدولة خسائر فادحة , كما قام قناصوا حي الوعر بالتمركز و السيطرة على مباني الجزيرة السابعة في الحي مستهدفين بذلك الجزء الأهم من الطريق الواصل بين مدينة حمص و قراها الغربية و كذلك طريق حمص طرطوس و تحديدا في نقطة التقاء حي الوعر بقرية المزرعة التي تتمركز فيها وحدات الجيش العربي السوري التي تعمل على تأمين الطريق و شركة مصفاة حمص .
الايام القليلة الماضية شهدت اشتباكات عنيفة و مواجهات بين وحدات الجيش العربي السوري و المسلحين المسيطرين على الجزيرة السابعة و نظرا لضراوة المعارك و تضييق الخناق على المسلحين بشكل كبير , قاموا بالتوسط لدى اعضاء هيئة المصالحة الوطنية التي قامت بالوساطة لدى الجهات المعنية و التي تم بموجبها الإتفاق على قيام المسلحين بإخلاء كافة الكتل البنائية الواقعة في الجزيرة السابعة و تسليمها بشكل سلمي لتصبح تحت سيطرة الجيش العربي السوري .
مصدر عسكري افاد بأن التعامل مع حي الوعر يتم بحذر شديد وذلك بسبب تواجد المسلحين بين السكان المدنيين مما يحول دون اللجوء الى العمل العسكري واسع النطاق وذلك بغية تجنيب المدنيين أية تبعات جراء المواجهات مع المسلحين .
و أضاف المصدر : نحن نتلقى يومياً الكثير من الاتصالات من اهالي حي الوعر المطالبين بإيجاد الحلول السريعة التي تعيد حي الوعر الى حضن الوطن و خاصة بعد فقدان بعض مقومات الحياة داخل الحي .
يرى أهالي حمص المترقبين لما ستؤول إليه الامور في حي الوعر أن أي حل قد يجنب البلاد المزيد من فقد الأحبة و سيل الدماء فإنه سيكون الحل الأنسب