القلمون‫:‬ وحدات خاصة تعمل خلف خطوط المسلحين وتقطع خطوط الإمداد والإسناد

خاص «سلاب نيوز»
‎أكد مصدر ميداني في منطقة عمليات القلمون لـ «سلاب نيوز»، أن معظم المجموعات التي حاولت التسلل الى المنطقة، لمساندة المسلحين، تم الاشتباك معها والقضاء عليها عن طريق كمائن نصبها الجيش على طرق وخطوط تسللهم، وأكد المصدر مقتل عشرات المسلحين من جنسيات مختلفة، وأغلبها على طريق البادية من جهة حمص، فيما تمكنت وحدات خاصة من زرع عبوات على الطرق التي يسلكها المتسللون من الجانب اللبناني وتم تفجير بعضها بعدة مجموعات بلغ مجموع عديدها ٢٧ مسلحاً قتل معظمهم فيما لاذ الباقون بالفرار الى الجبال والمغاور الموجودة في المنطقة.
‎المصدر الذي أكد ان طرق الإمداد وخطوط التسلل باتت بأغلبها تحت نظر الجيش السوري وسيطرته النارية، أوضح أن هناك الكثير من المجموعات الخاصة تعمل خلف خطوط المسلحين، بما فيها الأراضي السورية المحاذية للحدود اللبنانية، وتقوم بزرع العبوات التي تستهدف آلياتهم ومجموعاتهم الراجلة، كما يتقدم بعضها في عمق مناطق سيطرة المسلحين ويقوم بتفخيخ مراكزهم وسياراتهم، وعدد المصدر مجموعة من العمليات التي استهدفت بعض مجاميع المسلحين بالعبوات الناسفة في بلدة التل، وكمائن قاتلة لمجموعات الإسناد، وعملية اعتقال قيادي من المسلحين، وقنص مسؤولي المسلحين، والتعاون والتنسيق بالمعلومات مع المواطنين.

‎عملية نوعية «خلف جدار غرفة»

‎تمكنت احدى الوحدات الخاصة المشتركة بين الجيش السوري ووحدات الدفاع من التسلل إلى مركز عسكري لإحدى المجموعات المسلحة في منطقة التل، واستطاع افرادها زرع عبوة ناسفة في غرفة المنامة، العائدة للمسلحين، وكان أفراد الوحدة خلال العملية يستطيعون سماع حديث المسلحين في الغرفة المجاورة، ولكن اطمئنان هؤلاء جعلهم يغفلون عن ما يجري حولهم، ويروي أحد المشاركين في العملية أنه لاحظ وجود كوب ساخن من الشاي مما استدعى الإسراع في زرع العبوة والمغادرة، لتوقعهم عودة صاحبه بين لحظة وأخرى‫، وقبل المغادرة أصر المقاتل على أخذ كوب الشاي معه، للذكرى.‬
‎‫يضيف المقاتل المتخصص في «التفخيخ» أن المنغذين وبعد انسحابهم الى مسافة آمنة من المكان، قاموا بتفجير العبوة داخل المركز وأدى انفجارها الى انهيار المكان على من فيه.‬
‎قيادي مهم في قبضة «الجيش السوري»
‎أكد المصدر وقوع قيادي مهم في أحد الفصائل المسلحة بيد الجيش السوري، وإذ تحفظ المصدر على هويته، أوضح أن المعلومات التي يتم تناقلها عن اعتقال سليم إدريس رئيس أركان ما يسمى بالجيش الحر، غير دقيقة، وأفاد بأن القيادي المعتقل أصيب بجروح بليغة خلال الاشتباك الذي حصل بعد وقوعه في كمين محكم، نفذته وحدة خاصة كانت تترصد تنقلاته على المحاور، خلف خطوط القتال، ويُعتبر القيادي المعتقل من حافظي أسرار هذه المجموعات والفصائل كونه كان يشغل مركزاً تنسيقياً بين العديد منها، وسيكون بمثابة كنز للمعلومات التي سيتم الاستفادة منها حال بدء التحقيقات معه‫.‬

‎قنص مسؤولي المجموعات المسلحة

‎تقوم وحدة خاصة من القناصة، مزودة بصور مسؤولي المجموعات المسلحة، باستهدافهم في اللحظات الأولى لبداية المعارك وعند اقتحام البلدات المهمة عسكرياً، ويهدف الجيش من خلال هذه العمليات الى اضعاف المجموعات المسلحة وتفتيت معنوياتها قبل أن تشتد المعارك، وذلك للتخفيف من آثار المعركة على البلدة والمدنيين فيها، حيث لوحظ انهيار تلك المجموعات فور اصابة أو مقتل مسؤوليها، وفرارهم الى مناطق بعيدة عن القتال‫، وهذه المنهجية تم اعتمادها في النبك وقارة وكان لها آثار ايجابية في حسم المعركة بأقل وقت ممكن.‬

‎‫البادية: ممر جديد للموت بعد عدرا‬

‎‫أكد المصدر لـ سلاب نيوز خبر وقوع مجموعة كبيرة من المسلحين في كمين نصبه الجيش السوري على طريق البادية (طريق حمص – تدمر) نتج عنه، ‬سقوط عشرات المسلحين قتلى، بعد اشتباك مع الوحدة التي كمنت لهم، واشتبكت معهم لساعات، وكان المسلحون ينقلون اسلحة وذخائر للمقاتلين في القلمون وخاصة لمسلحي بلدة النبك التي اطبق الجيش السوري قبضته عليها بشكل شبه كامل أمس الإثنين بعدما سيطرت وحداته على الحي الغربي فيها، ولا زالت المعارك والاشتباكات العنيفة تدور في أطرافها‫.‬
‎كما أفادت مصادر اعلامية عن نصب كمين آخر على طريق البادية تم من خلاله تفجير عبوات ناسفة بالرتل القادم لمؤازرة المسلحين قبل الاشتباك معهم وتكبيدهم خسائر كبيرة في صفوفهم، ولوحظ أن من بين القتلى العديد من حملة الجنسيات الخليجية وخاصة السعودية منها‫.‬

‎تعاون وثيق مع المواطنين

‎يجمع العديد من الضباط الميدانيين في معركة القلمون على أن دور المواطنين في مساعدة الجيش السوري خلال عمليات الإقتحام كان كبيراً، ومسانداً للجيش بشكل فعال، وقد استطاع الجيش الاستفادة من هذه المعلومات في استهدافه لمقرات وتجمعات المسلحين واصابتها بشكل دقيق، ونتج عن ذلك سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، كما ساهمت تلك المعلومات في الحد من الخسائر البشرية في صفوف عناصر الجيش، خاصة بعد تقديم المواطنين معلومات عن أماكن العبوات والمفخخات التي كان المسلحون يقومون بزرعها قبل دخول الجيش الى مناطق الاشتباكات‫.