منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحرب الصليبية الجديدة بزيّ إسلامويّ

اذهب الى الأسفل

الحرب الصليبية الجديدة بزيّ إسلامويّ      Empty الحرب الصليبية الجديدة بزيّ إسلامويّ

مُساهمة من طرف بيت الصمود الجمعة ديسمبر 13, 2013 7:21 pm


زيكار جرجي الحمصي
في ذروة احتدام المصير في مطلع القرن الواحد والعشرين زلق لسان جورج بوش الابن بحقيقة وطبيعة السلوك السياسي للغرب المسيحي المتيهود ذي الأصول الرومانية، وقال “سنعلنها حرباً صليبية”.

نعم إنها الحروب الصليبية قديمها وحديثها، وقد مثّلت أكثر السلوكيات السياسية الثقافية إجراماً بحقّ البشرية، وقد رعتها كنيسة الغرب التي آثرت السلطان السياسي على الإيمان الديني، فأبدعت هذا السلوك تحت اسم “الحروب الصليبية”، وأطلقتها ضدّ كل من لا يخضع لسلطانها ومقاييسها الأخلاقية ولا يخدم مصالحها السياسية الذاتية. وقد كانت موجّهة، وبقيت كذلك في حقيقتها، ضدّ الاتجاهات والمذاهب المسيحية الأخرى، وخصوصاً التي تحمل روح المسيحية الشرقية، أي المسيحية السورية. ونذكر أن البابا يوحنا بولس الثاني قام بزيارة للشرق كان عنوانها “السير على خطى بولس من دمشق إلى روما” بدءاً من دمشق وحتى اليونان ، معترفاً بخطأ الحروب الصليبية بل بخطاياها الكبيرة ، طالباً السماح من مسيحيي المشرق وأهل المشرق على ما ارتكبته الكنيسة الكاثوليكية من خلال شـنها لهذه الحروب، مزيلاً عن كاهل الكنيسة هذا الإثم الكبير. فكانت هذه الزيارة-الحج تمثل ذروة الانتصار القيمي الروحي المسيحي في الكنيسة الكاثوليكية بتكريس سقوط الصليبية السياسي والفكري والروحي من موروثها وعودة الروح لكنيسة بولس مثلما كانت أيام بولس. في الوقت الذي بقيت المؤسسات السياسية الحاكمة في الغرب، والمحكومة من منظمات الظل الأسود ، منظمات الشر اليهوأوروبية، على عقيدتها الصليبية التي نشأت أساساً من نظام فكري سياسي زاوج بين المنحى السياسي الروماني والسلوكية اليهودية ومرتكزاتها (وقد كانت ثمرة هذا التزاوج الآثم: صلب يسوع واضطهاد أتباعه).

يعرف جميع المطّلعين من أين وإلى أين توجّهت الحروب الصليبية، والكلّ يعرف أن حكّام الدويلات من السلاجقة والتتار والمغول وكل علوج آسيا الشرقية، وهم حثالتها، هم من استقدم هذه الحروب إلى سوريا. هذه الحثالة التي جاءت بها بغداد الخلافة العباسية، مرتزقة مجندة من أجل الاستقواء على أهل البلاد ومقابل ذلك تم تسليمهم البلاد بمواردها ورزقها وحياة أهلها والفتك بحياة المجتمع الذي طغت عليه الدولة الدينية بفيئها البغيض الذي يعادي دائماً كل الأفكار البدهية الطبيعية، والطبيعة دائماً حكيمة وفاضلة وأفكارها فاضلة، وجذور هذه الأفكار تضرب عميقاً في تربة الوطن في أعماق مكونات الحياة وعناصرها، والوطن حاضر فيها يعطيها الروح من أجل الفعل والبقاء والتطور والارتقاء؛ وهذا هو ما حاربته الدولة الدينية بنهج الهمجية وانحطاط الأغراض والنفاق الذي طغى على الأخلاق.

هؤلاء الأغراب الذين سلّطتهم الدولة الدينية على السوريين هم الذين استقدموا الصليبيين لكي يتعاونوا معهم في الصراع فيما بينهم، فأفسحوا لهم الطريق للوصول إلى القدس التي أعمل الصليبيون بأهلها المسيحيين تقتيلاً وإجراماً يصعب إدراك بشاعته، كما فعلوا بسائر أنحاء سوريا التي اتسم تاريخها في تلك الفترة بأن لكلّ منطقة مذبحة تسمى باسمها. تماماً “كالمآثر” التي يبدعها اليوم طلاب الدولة الدينية و”أبطالها”، والصليبيون الجدد الذين يروجون لها ويتبنوها ويغذّونها ويديرونها ويستثمرون في مشروعها.

ولمّا كان المسيحيون يشكّلون السواد الأعظم من الريف السوري كله في ذلك الحين، فمن البدهي أن تكون معظم القوّات المقاتلة ضد الصليبيين كانت تتألف من المسيحيين، وكانوا يتطوّعون للقتال تحت رايات كل الأمراء والفرق مهما كانت تسمياتها أو المذهب الذي تتبنّاه من أجل الدفاع عن الوطن والثقافة والهوية ضدّ الصليبيين الغزاة. ومن المفيد والطريف هنا أن نسوق ملاحظة بأن فترة الحروب الصليبية صوّرها كتّاب التاريخ الرسميون في هذا الزمان وقبله على أنها حرب بين المسلمين والمسيحيين أو بين المسلمين والصليبيين بأحسن الأحوال، وقد ساهم كتّاب الغرب في هذه الضلالة لغايات لا تخفى على أحد، ومنذ زمن طويل للأسباب نفسها التي دعت مؤرخي بلادنا إلى هذا التزوير. في حين أن الحرب كانت بين السوريين الوطنيين بكلّ فئاتهم ضد الغزاة، أكانوا صليبيين أو مغول أو تتار أو متحكّمين أجانب ممن استقدمهم فساد الدولة الدينية آنذاك إلى سوريا.

وإذا كان الغرب الاستعماري الصليبي، روماني الأصل، يهوديّ الهوى، قد خرج من سوريا مطروداً بقوة السوريين بكل فئاتهم، فقد بيّت هذا الغرب للسوريين، ولمسيحييهم خصوصاً، خطّة انتقامية بالغة الخبث وبالغة الدقّة وطويلة الأمد، وقام بتنفيذها عبر قرون تحت ستار العمل التبشيري وبالاستفادة من الامتيازات الأجنبية التي حصل عليها من الدول المحلية أو المستعمرة كالدولة العثمانية في سوريا. وقد قامت هذه الإرساليات والتنظيمات الملحقة بها، ثقافيّاً ودينيّاً، بما يمكن تسميته شلّ عصب القوة عند المسيحيين، وإبعادهم عن سلوكيات طلاب الحياة العزيزة الصاعدة مثل السيادة والاشتراك الفاعل في صناعة الحياة والمصير، وهي سلوكيات تهيكلها جميعاً مفاهيم القوّة بكل أشكالها، ومنها تنبثق كل القيم الصاعدة، وعليها يعوّل في بناء المجتمع وحضارته وتعزيز نظامه الأخلاقي. ودُفع المسيحيّ إلى أن يهجر حياته اليومية بانتظار أن يصعد إلى الملكوت السماوي، كما دُفع إلى التخلّي عن الانتماء للوطن والدفاع عن النفس، بكلّ ما يعني ذلك من كرامة وعزّة ودور فاعل في الحياة المجتمعية، إلى دور منسحب من المجتمع، مستسلم لكلّ الإرادات العابرة على أرضه وفي مجتمعه، تحت عناوين فكرية تحمل تزويراً كبيراً وتحريفاً خطيراً للمعنى الأساسي لتلك العناوين الهامّة، مثل قول يسوع “إن مملكتي ليست من هذا العالم” و”أعطِ ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، وغيرها من الأقوال التي فُسّرت على أنها دعوة للانسحاب من الحياة وتحضير للالتحاق المجّاني بالموت. في حين أن هذه الأقوال تؤدّي إلى معاني مغايرة تماماً؛ فالله في المسيحية هو سيد كل الملكوت (مايرى وما لا يرى ، بحسب قانون الإيمان المسيحي)، والملكوت السماوي واحد من ملكوت الله، والملكوت الأرضي أيضاً هو أيضاً ملكوت الله، ومن يحيا في ملكوت الأرض بقيم يسوع وتعليمه إنما يُحيي قيم الله في ملكوته الأرضي المقدس أيضاً، والحفاظ على الوطن وتقديسه بنشر قيم الله في الحق والخير والجمال واجب على من آمن بالله (خالق السماوات والأرض، وكل ما يرى وما لا يرى) وهو قيام بواجب الحفاظ على أمانة الله في عنق من وهبهم الوطن ليحفظوه ويزيدوه جمالاً ويورثوه لأبنائهم وأحفادهم، أبناء الله وعياله الآتون في الزمن القادم. إن التخلي عن الحياة التي هي نعمة الله المقدسة ليست من القيم المسيحية بأي مقياس إلا من أجل الحياة نفسها. وحالة السلبية والتخلي لم تكن أبداً من بين القيم التي علّم بها يسوع، بل العكس هو الصحيح.

لقد حصل الصليبيون القدامى على انتقامهم من مسيحيي سوريا بأيدي الصليبيين الجدد، فظهرت عصابات من مسيحيين يروّجون لأفكار تندرج تحت فكرة الحياد في الحياة عموماً، وكأن المسيحية هي دعوة موت لا دعوة حياة، لأفكار الحياد عن الوطن وقضاياه المصيرية على أن هذه البلاد ليست بلادهم، وأن عليهم أن يستعدّوا للتضحية بحياتهم مجّاناً ليحصلوا على ملكوت آخر في السماء.

يبدو أنه على المسيحيين اليوم واجب إعلان الجهاد الوطني المقدّس ضدّ دعاة الصليبية القدامى والجدد، ومن يرتبط معهم، وضدّ أفكارهم ودعواتهم القديمة والحديثة، وأن يعلنوا أنهم أبناء الحياة وأنهم أبناء سوريا وفي الخطّ الأمامي الأول للصراع من أجل سوريا، كلّ سوريا، بكلّ أبنائها، لأن المحارب الوطني لا يحارب من أجل فئة دون غيرها في هذا الوطن، بل يحارب من أجل المصير الوطني كله، ومن أجل الحياة الوطنية كلها؛ وأن على المسيحيين أن يعلنوا الحرب على الانعزال والسلبية والخوف، فمن آمن بالله لا يخاف الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة. والله لا يحبّ المتخلّين عن أمانات وضعها في أعناق المؤمنين، وأمانتهم الأولى هي وطنهم رحم حياتهم التي هي أهم هبة من هبات الله مع الوعي والإدراك.

من هذا المنظور التاريخي نفسه يمكن أن تسمى الحرب الجارية الآن على سورية حرب صليبية حديثة، تستخدم فيها القوى نفسها المنتسبة للمنهج الفكري الأخلاقي اليهو-روماني-أوروبي نفسه أدوات إجرامية أخرى تخدم أهدافها وتطلعاتها المريضة. وهي أدوات – تنظيمات صنعتها بعناية وصبر من أجل أن تعيد الزمن إلى وراء، إلى زمن الدول الدينية، لأن خصائص ذلك الزمن تضمن لها التربة الخصبة نفسها لنمو طفيلياتها القاتلة وتملأ جو الزمان الحالي والقادم برائحة التفسخ والموت، وهي التي تؤمن أنها لاتحيا إلا في ظل الظلام والموت وما يؤدي إليهما.

هل سيعي السوريون من محمديين ومسيحيين على السواء، أنها حرب يهو- صليبة جديدة بزيّ إسلاموي تارة وبأزياء أخرى تارة أخرى، عرب وتتار ومغول وأوربيون كما في الزمن الغابر. تبدأ عندكم ولاتنتهي في مكان إلا بسيادة الشر وشياطينه على الأرض. فهل يعي السوريون جميعاً، لأي رسالة انتسبوا من أجل معرفة الله ونعمه، أي حرب هذه التي تجري على أرضهم وباستخدام بعض أدوات منهم ومن ناتج انحطاط فوضى مفاهيمهم الناتج لفقدانهم لمعنى أن لهم وطناً واسمه سوريا الطبيعية المقدسة الذي غيبت اسمه وملامحه الدول الدينية التي تكره مفهوم ومعنى الوطن رحم الحياة التي هي نعمة الله الكبرى على البشر وسائر الكائنات على السواء؟؟.
بيت الصمود
بيت الصمود
عضو فعال
عضو فعال

ذكر
عدد المساهمات : 2494
نقاط : 4934
تاريخ التسجيل : 06/05/2013
الحرب الصليبية الجديدة بزيّ إسلامويّ      Fds11


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى