المعركة ضد الإرهاب

غالب قنديل
الهجومان التكفيريان ضد الجيش اللبناني يوم أمس يؤكدان بعد هجوم السفارة الإيرانية وجود مخطط منهجي لدى جماعات قاعدية لضرب الاستقرار الهش في البلاد وبصورة خاصة استنزاف الجيش اللبناني بسلسلة من الهجمات على مواقعه وحواجزه .
أولا إن استهداف الجيش بصورة مباشرة يدل على أن هذا المخطط يطال الدولة الوطنية اللبنانية بعامودها الفقري وليس موجها إلى طرف لبناني بمفرده أو طائفة لبنانية دون سواها فمن يعادي الجيش يعادي الشعب اللبناني والدولة اللبنانية ولا يحيد أحدا عن مخططه حتى لو افترض البعض ذلك وخصوصا أولئك الذين تورطوا في حماية زمرة الأسير التي يتحدر منها الإرهابيون الجدد أو أولئك المتوهمون بأنهم يمكن أن يحصدوا ثمارا سياسية من حاصل هجمات الإرهابيين واعتداءاتهم .
الاعتداء على الجيش يراد منه التأثير على الحالة المعنوية للمؤسسة العسكرية وفرض انكفاء الحواجز والوحدات العسكرية المنتشرة في مدينة صيدا تمهيدا لانتشار مسلح يجري الإعداد له بالتعاون بين فصائل الإرهاب في المدينة والتجمعات المسلحة المتطرفة التي تضخمت داخل مخيم عين الحلوة والانتقال إلى صيدا يأتي بعد العقبات التي اعترضت خطة توسع جماعات التكفير والإرهاب داخل مدينة طرابلس وأهمها الرفض الشعبي .
ثانيا في مجابهة هذا الوضع يفترض رسم خطة للمواجهة الشاملة مع الإرهاب بقيادة الجيش اللبناني توحد جميع الجهود الأمنية والسياسية وتحاصر المتورطين والمتآمرين من القيادات السياسية نتيجة ارتباطاتهم الخارجية وعلاقاتهم المشبوهة بالخارج.
بصراحة يستدعي الأمر تحصين المجلس العسكري للجيش اللبناني وملء شواغره ومن ثم ضم ممثلين لمختلف الأجهزة الأمنية إليه وتفويضه باتخاذ القرارات والتدابير اللازمة بما في ذلك محاسبة المقصرين والمتواطئين لأي جهة انتموا داخل الأجهزة أو في صفوف الأحزاب والتيارات السياسية المعنية بحيث تنظم حملة وطنية لمكافحة الإرهاب في لبنان وفي هذا السياق لابد من تحريك القضاء العسكري ضد المتواطئين والمتدخلين والمتورطين من السياسيين أو العسكريين على السواء .
ثالثا بالتوازي مع هذه الحملة العسكرية والأمنية لابد من حملة سياسية وإعلامية في الداخل والخارج تحمل الدول الداعمة لقوى التكفير والإرهاب مسؤولية التآمر على الأمن الوطني اللبناني وفي مقدمها السعودية وقطر وتركيا والتقدم بشكاوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي تتضمن الوثائق والوقائع التي تكشف دعم الحكومات الثلاث للإرهاب على الأرض اللبنانية .
ومن بديهيات الخطة الوطنية لمكافحة الإرهاب أن تكون خطة إعلامية وقضائية تمنع أي سلوكيات مائعة في الإعلام اللبناني يستفيد منها الإرهابيون لتبرير هجماتهم ولترويج خطابهم السياسي التخريبي .
هل هذه الخطة البسيطة المباشرة ممكنة التنفيذ ؟ بالبطع لا ! لأنه لا سلطة مسؤولة في لبنان ولا رجال دولة في لبنان وبالتالي فلا بديل عن ثالوث الشعب والجيش والمقاومة في حماية البلد مرة أخرى لأن المسؤولين ليسوا مسؤولين ولأن الدولة مخترقة لصالح الدول المتورطة في دعم الإرهاب الذي يستهدف الجيش اللبناني جهارا .
الشرق الجديد