مشكلة الخوف من الامتحان والنسيان يمكن التغلب عليها برنامج غذائي بسيط والابتعاد عن بعض المشروبات ينشّط الذاكرة ويزيد كفاءة الدماغ

تبدأ نوبات القلق والخوف من الامتحان في الشهر الذي يسبق موعد الامتحانات، كما تزداد حدة الرهبة من الامتحان في اليوم الذي يسبق موعد إجرائه، حتى إن بعض الطلاب المجتهدين والأذكياء والمثابرين فشلوا في استرجاع المعلومات المطلوب تثبيتها على الورقة الامتحانية وذلك تحت تأثير عامل الرهبة وعدم القدرة على التذكر، وقد عرضنا هذه القضية وإمكانية علاجها على الدكتور إليان مسعد - المختص بالأمراض الداخلية والهضمية فقال: إن التوتر والخوف لا يصيب الطلاب فقط, بل يشمل الأهل والأسرة كلها فترى الجميع في حالة استنفار وشبه عصاب دائم لذلك أقول: لا داعي إطلاقاً لهذه الحاله وتمكن معالجتها بشكل بسيط من خلال التحلي بالهدوء وممارسة الأسرة كل نشاطاتها اليومية وتوفير أجواء الراحة والطمأنينة لأبنائها الطلاب الذين سيتقدمون للامتحانات العامة... فعلى الأم تنفيذ وممارسة كل متطلبات الأسرة المعتادة من طهي للطعام وتنظيف المنزل ومشاهدة البرامج التلفزيونية التي تتابعها من دون إشراك أولادها معها.. وكذا الأمر بالنسبة للأب، وعلى الزوج والزوجة إذا شعرأن أولادهما في حالة توتر أن يعملا على تهدئتهم. وهناك أمر مهم جداً أودّ الإشارة إليه يتعلق بنوعية الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الطالب التي تقلل من كفاءة الدماغ فيجب الابتعاد أو على الأقل التخفيف من الشاي والقهوة والكولا.
الموصلات العصبية

أيضا هناك أمر مهم علينا أن ندركه جميعاً وهو أن دماغ الإنسان يحتوي على قرابة عشرة مليارات خلية عصبية وكل خلية لها علاقة بما يقارب عشرة آلاف نقطة عصبية في الجسم، كما أن الدماغ يتأثر بالعناصر الغذائية عن طريق إنتاج ما يسمى بالموصلات العصبية التي تقوم بنقل الإشارات والتعليمات بين الخلايا العصبية وهي حوالي 300 نوع تؤثر في الذكاء والتفكير والإبداع والمزاج والقدرة على الاستيعاب والاحتفاظ بالمعلومات والتذكر واسترجاع المعلومات المخزنة في الدماغ وقد تبين أن نقص أو عدم توازن هذه الموصلات يؤدي إلى الاكتئاب وقلة التركيز وضعف الذاكرة...
ويضيف الدكتور مسعد: ولإنتاج هذه الموصلات يحتاج الدماغ إلى التغذية الجيدة التي توفر له الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية غير المشبعة والسكر بمستوى معتدل في الدم، والأحماض الأمينية هي الوحدات البنائية للبروتين ويمكن الحصول على هذه الأحماض من الموز والتمر والجبن والفول السوداني ومن الفول الأخضر والسبانخ والألبان والخبز الأسمر وهذه الأطعمة جميعاً تسهم في تقوية الذاكرة وإنتاج هرمونات الراحة والسعادة وتمنع الخمول.
فيتامينات ضد النسيان

هناك العديد من الفيتامينات الموجودة في الطبيعة تجعل الطلاب أكثر قدرة على تذكر كل التفاصيل العلمية يوم الامتحانات منها:
ب1 ويسمى فيتامين الأعصاب ويدخل في تكوين الخلايا العصبية للدماغ ويوجد في الحمص وخميرة البيرة...
فيتامين ب 3 ينشط الذاكرة ويوجد في القمح واللحوم ونقصه يسبب العصبية الزائدة..
فيتامين ب12 مهم للمخ والأعصاب ويوجد في اللحوم والجبن والبيض والقمح.
فيتامين ب2 يحمي من النسيان ويوجد في الخميرة والأسماك والخضراوات.
فيتامين ب5 يساعد على نقل الرسائل من الجهاز العصبي إلى المخ.
فيتامين ب6 يساعد على تكوين هرمون السيروتونين الذي يحسن المزاج ويحمي من التعب والشعور بالإجهاد.
فيتامين ب9 يدخل في تكوين الخلايا العصبية.
فيتامين ب12 يحافظ على صحة الجهاز العصبي.
فيتامين هـ مضاد للأكسدة ويحمي المخ من التلف ويوجد في الكبد والمكسرات والبيض.
فيتامين سي يحتاجه المخ كمضاد للأكسدة ويتوافر في الحمضيات والجوافة. أما بالنسبة للمعادن التي تمنع النسيان فيأتي في مقدمتها الزنك الذي يعدّ مهماً للذكاء والذاكرة ويحسّن الأداء الدراسي ويوجد في لحوم الدواجن والبقوليات.
معدن السيلينيوم يؤدي نقصه إلى ضعف في الذاكرة، ومصادره الأسماك والحبوب والمكسرات.. أما الكالسيوم فهو مهم لكفاءة الأعصاب وموجود في العسل ومنتجات الألبان.
البوتاسيوم: يسهم في تهدئة الأعصاب ويتوافر في اللحوم واللبن والبيض والفواكه.
الفوسفور: ينشط القوى الفكرية والجسمية ومصادره الكبد والسمك والبيض.
اليود: يقضي على النسيان ومصادره الأطعمة البحرية.
المغنسيوم: يقلل التوتر ويهدئ الأعصاب ومصادره الحبوب واللبن والسبانخ.
التركيز على السكر

يتابع الدكتور إليان مسعد: لقد أثبتت البحوث العلمية أن الدماغ يحتاج كمية من السكر كي يقوم بوظائفه اليومية، كما أن الدماغ يستهلك بالنسبة للفئات التي تستغرق في التفكير كالصحفيين والعلماء حوالي /90/ سعرة حرارية في ساعة ويحتاج المخ إلى حوالي 120-150 غراماً يومياً من الغلوكوز لذلك يفضل بالنسبة للطلبة استهلاك السكريات بطيئة الهضم لرفع مستوى السكر من خلال تناول العسل والفواكه.
الرياضة ضرورية

وأشار الدكتور مسعد إلى أهمية الرياضة خلال فترة التحضير للامتحان لأنها تنشط العضلات وتجعل الدماغ أكثر استيعاباً والرياضة المطلوبة في هذه الفترة هي تمارين خفيفة لمدة دقائق قليلة كفاصل بين مادة وأخرى إضافة إلى النوم المبكر وكذلك الاستيقاظ المبكر.
خمس وجبات

وختم الدكتور مسعد حديثه: إن كل الأطباء الذين درسوا حالات التوتر لدى الطلبة وعالجوها وجدوا أن التوتر العصبي الذي يصاحب الامتحانات يقلل من تأثير العصارات الهاضمة ما يسبب فقدان الشهية ويؤثر سلباً في الحفظ والتذكر لذلك فإنه من الضروري للطالب أن يتناول خمس وجبات غذائية خفيفة يومياً، كما أنه في الوقت نفسه علينا أن ندرك أن ميل بعضهم إلى الإقلال من الشراب والطعام خلال الامتحان يؤثر سلباً في كفاءة الدماغ.