رياض حجاب…ليلة سقوط رئيس الوزراء المنشق!

في غضون شهر واحد، توالت خسائر رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، بعدما كان الرجل في طور إعداد نفسه لتبوء منصب رفيع بالتزامن مع الإستعدادت للدخول في مرحلة التسوية السياسية للأزمة السورية.
حجاب الذي كاد يلامس رئاسة الإئتلاف السوري المعارض، الممثل الشرعي للمعارضة السورية، لولا التدخل السعودي، والذي كان له اليد الطولى في إعادة إنتخاب أحمد الجربا لولاية جديدة، يبدو أنه متجه لخسارة آخر قواعده ضمن مكونات المعارضة السورية، بعد الثورة التي أحدثها رفاقه المنشقون داخل التجمع الوطني الحر.
فقد تداعى رفاق حجاب من المنشقين المدنيين إلى إجتماع عاجل عقد في مدينة إسطنبول التركية، وذلك من اجل البحث في المصير الذي وصل إليه تجمعهم بظل رئاسة حجاب لمجلس الأمناء، وجدير بالذكر “ان اصواتا كثيرة خرجت من اوساط التجمع، لمطالبة حجاب بالإيفاء بالوعود التي اعطاها، خلال إنتخاب الهيئات، ولكن رئيس الوزراء المنشق لم يعر أي آذان صاغية لتلك المطالب، ولم يدع إلى عقد إجتماع كما وعد إبان إنتخاب الهيئات، منتهجا سياسة التفرد والإستئثار”، بحسب مصدر قيادي في التجمع.
وقد أصدر المجتمعون في إسطنبول بيانا في ختام إجتماعاتهم، إعتبروا فيه “أن مجلس الأمناء المنتهية ولايته في التجمع ضرب بعرض الحائط الانظمة والقوانين الانتخابية للتجمع، الذي أبصر النور عقب إنضمام العديد من موظفي الدولة الى الحراك الثوري، ومسارعتهم لتأسيس التجمع الحر من اجل الوصول الى اهداف الثورة والمحافظة على مؤسسات الدولة، بالتزامن مع خروج شعبنا طلبا للحرية والكرامة بوجه الظلم والطغيان”.
وجاء في البيان، انه “وعلى الرغم مضي اكثر من عام على تاسيس التجمع، ورغم تضحيات شعبنا العظيم نجد ان القيادة المتمثلة بمجلس الامناء انحرفت عن غايات التجمع والتفتت الى مصالحها الضيقة الخاصة، وفق ما تبين في التقريرين المالي والقانوني، في محاول لانتاج مفاهيم حزب البعث الفردية والسلطوية، وعلى الرغم من اننا ثرنا على الظلم والطغيان بمفهومه، وليس بأشخاصه، نجد أن مجلس الامناء إمتنع عن دعوة الهيئة العامة لاجتماع رغم مرور شهرين على انتهاء ولايته”.
وقد صدر عن الإجتماع جملة قرارات، قيل أنها تهدف إلى إعادة تصويب عمل التجمع، ومن أهم ما جرى تبنيه:
تبني توصيات مجلس المساءلة والمحاسبة واعفاء مجلس الامناء من مهامه
اعتبار كافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمناء بعد انتهاء ولايته لاغية حكما
تشكيل لجنة متابعة مكونة من السادة: محمود سليمان حاج حمد، محمد انور مجني، عبد الحميد بركات، وذلك من أجل تسهيل عمل التجمع والتحضير لإنتخابات جديدة
مخاطبة الجهات المانحة لعدم التعاون مع قيادة المجلس السابق
مراسلة الإئتلاف المعارض من اجل تسليم تسليم مقعد المنشقين المدنيين وزيادة عدد ممثلي التجمع في الإئتلاف الى ثلاثة
ارسال نسخة من القرارات المتخذة الى الحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني لاتخاذ الإجراءات اللازمة
احداث مكاتب في كافة المحافظات السورية لتسهيل عمل التجمع، ودعوة المنشقين المدنيين الى الانتساب للتجمع
عضو لجنة المتابعة المنبثقة عن التجمع الحر، عبد المجيد بركات، أشار في حديث لوكالة أنباء آسيا، “إلى ان ما حدث اليوم ليس وليد الصدفة، فمجلس الأمناء إرتكب العديد من الأخطاء خلال فترة ولايته”.
وأضاف،” بدل ان يعمل حجاب على إستيعاب المسؤولين المدنيين المنشقين عن النظام، عمد إلى ضم المتقاعدين، كما تم تغييب عنصر الشباب عن العمل الوطني،”، متابعاً” قام بإخراج عبدو حسام الدين من عضوية الإئتلاف، من اجل فتح المجال لنفسه للترشح لرئاسة الإئتلاف، وربط مصير التجمع بمصطفى الصباغ”.
ولفت “إلى انه وعلى الصعيد الداخلي للتجمع، إرتكب حجاب اخطاء كثيرة ابرزها: عدم دعوته الهيئة العامة للتجمع لإي إجتماع طيلة فترة ولايته، ولم يعمل على تفعيل دور المكاتب، وأدار ظهره لمطلب مجلس المساءلة والمحاسبة بخصوص الكشف عن المصاريف المالية، وأنكر حصوله على مساعدات مالية من إمارة قطر، رغم علم الجميع بذلك”.