بعد ابتسامة «لونا الشبل».. «الميدان العسكري» يبتسم للوفد السوري في مونترو

ثائر العجلاني
لن ينفعل الوفد السوري المشارك في اجتماعات مؤتمر الحل السياسي في مونترو، لن يكون من السهل استفزازه، مهما حاول الجالسون على مقاعد لم تكن لهم، ولن تكون، واستجلبوا غصباً عنهم إلى مكان لن يقدر لهم أن يسجلوا ولو نقطة واحدة فيه.
سيبقى مفعول وسر الابتسامات التي شغلت الجميع منذ الجلسة الإفتتاحية، حين ارتسمت على وجوه أعضاء الوفد السوري، مستمراً، فالوفد الذي يرتبط بالأرض التي يمثلها، والشعب الذي يتحدث باسمه، خلفه أيضاً، جيشٌ، يذهب بعيداً دون حساب في التضحية والمخاطرة لأجل استعادة سيطرته على أرضه، وتحقيق الإنجازات، فكيف إذا كانت هذه الإنجازات ستكون أرضية خصبة لإنجازات يسجلها الوفد الرسمي السوري في محفل «السياسة» لتواكب وتستثمر، عن وجه حق، انجازات الميدان.
لم يعلم الجالسون مقابل وفد الحكومة السورية في مؤتمر جنيف أن كلمة السر كمنت بين أحرف وليد المعلم، هَرم الدبلوماسية السورية.
الثالثة من فجر الأربعاء، غفى سكان الفندق في بلدة مونترو السويسرية وبدأ هدير قوات الجيش السوري في حلب شمال سوريا، بخطى عسكرية راسخة، متسلسلة , وكانت الوجهة الى محيط طريق مطار حلب (النيرب) وبالتحديد غرب وشمال المطار.
الساعة الحادية عشرة بدأ وزير الخارجية السوري وليد المعلم كلمته، جبل ثلج هو الرجل، استرسل في حديثه، أجهزة «التيترا» (الإرسال) في حلب تنقل رسائل الضباط الميدانيين في الجيش السوري، قاطع بان كي مون الوزير المعلم طالباً منه الاختصار، ابتسم المعلم وتابع حديثة ممرراً كلمة «الطائرة»، في تلك اللحظات كان موظف برج المراقبة في مطار حلب يرسل أمر الهبوط لأول طائرة سورية تهبط في المطار منذ أشهر، ختم وليد المعلم كلمته، ابتسمت من خلفه لونا الشبل مديرة المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية وسجلت الكاميرات عدة لقطات لإبتسامتها بتساؤلات كثيرة، عندها كانت «التيترا» تنقل رسالة الضابط لرئيسه المباشر «مطار حلب والطريق منه واليه كاملة بيد الجيش».
مصدر عسكري قال لـ«سلاب نيوز»: «الجيش السوري يستكمل خطته في فرض السيطرة على جغرافيا البلاد غير أبه بما يحيكه أعداء سوريا في زواريب السياسة فنحن نعرف أن هناك «رجالٌ» لهم بالمرصاد».
وتابع المصدر «منذ بدء مؤتمر جنيف صد رجالنا محاولة اقتحام دير الشيروبيم في صيدنايا وأوقعوا المهاجمين بين قتلى وجرحى، ونصبوا كميناً لمسلحي جبهة النصرة في عدرا، ثم بسطنا سيطرتنا على محيط مطار حلب، ونتقدم بثبات على محاور الغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق».
هذا الترابط بين الميدان والسياسة، ليس فكرة جهنمية استنبطها أحد «حكماء القيادة السورية»، بل هو علاقة طبيعية، يجب استثمارها وادارتها بحنكة وحزم، يجزم أحد دبلوماسيي الخارجية السورية، وأحد الذين كان ولا يزال له صولات وجولات في أروقتها، مؤكداً أن من حق الوفد السوري أن يستثمر في وقائع الميدان العسكري وانجازات الجيش العربي السوري، الذي بدوره سيكون سعيداً بتقديمه «سنداً» يشد أزر المفاوض السوري في سويسرا، وباعتقاده فإن هذا التناغم سيستمر، خصوصاً وأن الجيش يسجل كل يوم تقدماً جديداً، وإنجازاً إضافياً.
بالعودة الى إنجازات الميدان، يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية على كافة المحاور التي يرى مصلحة ونتيجة في الاستمرار باستهدافها، مسجلاً ليوم أمس مجموعة إضافية منها، تمثلت بتقدمه على محاور ريف حلب، في بلدة تيارة وحي القصر كما في ريف حمص حيث تتقدم قوات الجيش السوري بثبات نحول بلدتي الزارة والحصن، في الوقت الذي سجل اليوم أيضاً وصول تعزيزات محمولة جواً إلى قيادة الفرقة ١٧ في الرقة، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، مع استمرار المعارك على محاور الغوطة الشرقية خصوصاً لجهة غرب القاسمية، والبلالية والنشابية.