( العار في لبنان وحده .. أم أن العار صار عربياً بامتياز ..؟ )

بقلم .. حسن مصطفى جمال الدين

حين يترشح الى رئاسة لبنان محكومٌ عليه بتهمة القتل الجماعي وهدم الكنائس التي ينتمي لها هو بعينه ، وحين يترشح الى رئاسة لبنان قاتل رئيس وزراء لبنان ، والعميل بامتياز لمن احتل لبنان وأفرى به القتل والسيف والنار والمجازر ، ودون خجل أو مواربة ، حين يترشح لرئاسة لبنان وحش مجزرة صبرا وشاتيلا وكل الأمهات اللوات لم تزل أرواحهن تحوم هناك ولما ترحل بعدُ الى باريها تنتظر القصاص بقاتل ، حين يترشح الى رئاسة لبنان شبه رجل كسمير جعجع ، دون أن يكون في لبنان من يلطمه على قرعته أو يشنق الرقبة الهزازة ، فهذا يعني أن ليس في لبنان ، كما كنا نعرف ، ثمة رجال لا يرضون بالعيب ولا يقبلون المهانة والذل ..
صحيح أن القضية ليست في لبنان وحده
وصحيح أن العار الملون هذا ، ليس لبناني القز والحياكة ، بل هو عربيٌ بامتياز ولا يشاركنا فيه أحدٌ في الدنيا ، يبدأ في سعودية اليهود من حيث ملكها الجاثي على بيت الله ، ولملوم أمرائه الصعاليك هناك ، والله ساكت ..!
مروراً بباقي أركو زات الأمراء في الخليج اليهودي الأغبر ، وليس انتهاء ولا شك ، بعراقنا الذي خنا على شطيه المتسولون فصاروا في ليلة غير ذات فجر سياسيو غفلة ، يتبع كل فريق منهم لبنك في مكان ما من هذا العالم أو ممول أو مستثمر أو حتى شيخ مَنصَب ..
ناهيك عن دويلاتٍ كانت في الأصل فراغ ، فأحالها الخريف الأمريكي الى مزقٍ من فراغ في فراغ كبير لا حدود له ، وأسلم السلطة فيها الى الذقون الشعثاء لتحكم .. والعقول العشواء لكي تتحكم ..
أي أمة هذه التي نحن عليها يا ربُ ..؟
أيُ خرافة جوفاء مضحكة ، أيُ وسَطٍ هذا الذي وصفتنا به سبحانك ..؟؟
اننا وسط العار ، وسط الخزي ، وسط المهانة ، إننا يا ربُ ، وسط الصفحات المخجلة من تأريخ البشرية والخليقة مذ خلقتها سبحانك والى اليوم الذي ستقبضها جميعاً وعلمه عندك وحدك ..
عذراً لبنان الصغير اذا قسى صبري عليك أو تفجر عندك
لكنها طالت مسرحية الفصول التي لا تنتهي ، تلك المسرحية التي لا يملك المتفرجون في مسرحها الخروج اذا ملوا أو ضجروا أو كادوا ينفجرون تخمة من عار ممثليها ..
— avec May Kanjrawi.