منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحرب على سورية… وقصة مثلث برمودا الصيني

اذهب الى الأسفل

   الحرب على سورية… وقصة مثلث برمودا الصيني Empty الحرب على سورية… وقصة مثلث برمودا الصيني

مُساهمة من طرف السهم الناري الأحد مايو 04, 2014 9:27 pm


فراس عزيز ديب

تزامنَ اكتشافُ «مثلث برمودا» أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، بكلِّ ما يعنيهِ هذا الاسم من رعبٍ لكل العابرين نحو بلاد العم سام، مع بدايةِ صعودِ إمبراطورية الشرّ الأميركية. قادت حكومات هذه الإمبراطورية العالم بأسره، في العقود الأخيرة، نحو بحورٍ من الدماء وأمطارٍ من أشلاء الأبرياء؛ تقود الحروبَ في كلِّ مكانٍ من أجل بسطِ النفوذ ونهب الثروات. اليوم وبعد أكثر من نصف قرنٍ من اكتشاف هذا (المستنقع) يبدو أن مثلثاً آخر بدأ يظهر على الساحة، كانت أولى ضحاياه ركاب الطائرة الماليزية المتجهة إلى الصين. لكن ما يميز هذا المثلث أنه في الطريق نحو العبور إلى الجهة الثانية من العالم، أو كما سماه الرئيس الأميركي «باراك اوباما» يوماً «العدو الصيني».

مما لاشك فيه أن انطلاق الحرب على سورية، وما سبقها من الترويجِ لربيعِ الدمِ العربي، أغوت الطامعين من كلِّ بقاعِ الأرض للانخراط في الحدث، عساهم يحققون أحلامهم في بلاد الشام. لكن علينا أن نعترف أيضاً أنه وبعد سنواتٍ ثلاث من هذه الحرب على سورية، وعدم سقوطها، أو منعها من السقوط «إن جاز التعبير»، أغوى الكثيرين باغتنام الفرصة.

يوماً ما أطلق الزعيم الصيني «دينج شياو بينج» مقولة إن لون القط لا يهم طالما أنه يصطاد الفئران، في إشارة منه لبدء التمرد الفكري والعملي على مقولة «ماوتسي تونغ» الشهيرة، بأن الفقر في ظل الاشتراكية، أفضل من الغنى في ظل الرأسمالية، ليُعلن الثورة الصناعية تحت جناح الاشتراكية في جمهورية الصين. عُرف عن «دينج شياو بينج» نزعته نحو احتواء الخصم لا الصدام معه، لكن فيما يبدو أن زمن هذه الأيديولوجية في طريقه للانحسار، فالرئيس الحالي «شي جين بينغ»، وإن كان معروفاً بنزعته القومية وسعيه الاقتصادي الحثيث لتصبح الصين الدائن الأوحد في العالم للولايات المتحدة عبر شرائها لجميع سندات الديون، باعتبار أن حصتها الآن تفوق تريليوناً وثلاثمائة مليار دولار، مما جعل البعض يطلق عليها لقب «بنك أميركا». إلا أن هناك أصواتاً عسكرية باتت تعلو لتطالب فعلياً بالمسير في الشق العسكري، بطريقةٍ توازي تماماً الشق الاقتصادي، ويبدو أن هذا الأمر بات واضحاً عبر الطموحات العسكرية الصينية التي بلغ إجمالها «المعلن» نحو 210 مليارات دولار.

ليست المشكلة في الولايات المتحدة أنها فشلت تماماً في احتواء الصين، بل تعاملت معها في كثيرٍ من المواضِع بشكل استفزازي، إن كان فيما يخص التبت واستقبال «الدالاي لاما»، أو من خلال التلويح الأميركي المستمر بالورقة اليابانية، لكن المشكلة الأكبر أن الجميع كان ينظر ويترقب وتحديداً في الحرب على سورية إلى الموقف الروسي، دون أن يلفته مواقف عدة في آلية التعاطي الصينية.

منذ البداية كان على الجميع أن يفهم إصرار المندوب الصيني ولمرتين على رفع اليد بالفيتو على مشروعي القرارين المتعلقين بسورية، مع العلم أن الصين التي كانت تتبع سياسة متوازنة كان بإمكانها أن تمتنع عن التصويت، باعتبار أن الفيتو الروسي كان سيفي بالغرض، لكنها كانت سياسة تثبيت المواقف.

كذلك الأمر قلنا في مقالٍ سابق، إن على البعض أن يفهم أن سر التهديدات الكورية الشمالية المفاجئة للولايات المتحدة، منتصف العام الماضي، يكمن في الصمت الصيني.

ربما أن حال الصين مشابه تماماً لما هي عليه روسيا الآن، فإقليم «شينجيانغ» قد يبدو النسخة الأوكرانية من حرب الأميركيين بالوكالة على كل من يحاول إزاحتهم عن عرش الدولة الأولى في القوة العسكرية والاقتصاد، فكيف وإن كانت هذه المرة قد تستطيع إشعال حربٍ مذهبية قومية وقودها كالعادة هم الأبرياء، ما سيمكّنها تماماً من الضرب تحت الحزام الصيني الآمن. قد يبدو الأمر أعمق من الرغبة الأميركية بإلهاء الصين أولاً، ومعاقبة من تسبب بهزيمتها «غير المباشرة» في سورية ثانياً، وهنا علينا أن نوسع الدائرة ونعترف أن الولايات المتحدة وعبر الحكومة الإجرامية في تركيا قادرة على بث روح الفتنة في العديد من الجمهوريات التي تحيط بالصين وروسيا، والتي تضم في تركيبها الديموغرافي ذوي الأصول التركية كإقليم «شينجيانغ» أو في قرغيزستان وطاجكستان. لكن هناك حرباً أخرى بدأت تُقرع طبولها لامتلاك حقول النفط «الواعدة» في الجمهوريات السوفييتية السابقة، فكازاخستان وحدها تمتلك احتياطيات تتجاوز 40 مليار برميل، أي نصف ما لدى روسيا، أما أذربيجان ففيها سبعة مليارات برميل، أما تركمانستان ففيها رابع أكبر احتياطي غاز في العالم.

بالتأكيد أن الجميع الآن أعد العدة لكل الاحتمالات، فقد يكون «هنري كيسنجر» قد أصاب يوماً عندما أقر بصعوبة التكهن بالمنتصر في حال اندلعت الحرب بين الصين والولايات المتحدة. في المقابل لا تبدو الصين مستعجلة، تحديداً أنها تعي قدراتها تماماً، ففي الوقت الذي كانت فيه التوقعات تتحدث عن اعتلائها صدارة الاقتصاديات الأكثر قوة في العالم عام 2020، ها هي الصحف الأميركية نفسها تؤكد أن هذا الأمر قد يتم مع نهاية العام الحالي.

لم يأتِ قيام صحيفة «الايكونومست» في تشرين الثاني الماضي بوصف التصرفات الصينية على مستوى السياسة الدولية بـ«المراهقة» من فراغ، بل إن رد الفعل هذا كان نتيجة تراكمية لردات الفعل على التمرد الصيني على سياسات الولايات المتحدة ذاتها، ففي العام 2010 على سبيل المثال زار المستشار الخاص في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الحد من الانتشار النووي «روبرت اينبورن» بكين لطلب مساعدتها لتثبيت العقوبات على إيران، فكان الرد الصيني باستثمارات في الغاز بقيمه 40 مليار دولار حسب ما صرح يومها نائب وزير النفط الإيراني «حسين نقريكار شيرازي».

هي لم تكتف بذلك بل أزاحت ألمانيا من مقدمة الدول المصدرة لإيران. يبدو هذا المثال البسيط عن طريقة التعاطي الصينية أشبه بإخطبوط يتلاعب بفريسته بأذرعه الثماني كما يشاء، لكن مشكلة الفريسة أنها تتنفس الصعداء عندما تنتقل من ذراع لآخر ظناً منها أن اللعبة انتهت لتعود وتتلقفها الذراع الثانية، هو كذلك حال الصين في طريقة تعاطيها مع الولايات المتحدة. أما الأمر الثاني فإن الصين تبدو مرتاحة لتحالفاتها، فالحليف الروسي الذي ستجمعهما مناورات مشتركة يوازي أوروبا بكاملها، أما الحليف الكوري الشمالي فلا يمكن بأي شكلٍ من الأشكال مقارنته بغيره، أما الهدف الصيني الحقيقي بالوصول إلى المتوسط عبر العراق وإيران فلم يعد بعيد المنال، فيما يبدو الأميركي عاجزاً أمام الوهن الاقتصادي الأوروبي، ليصطدم بحليفٍ شرق أوسطي يخاطب شعب بلاده على أنه شعب شقيق!

إنها الحرب على سورية، التي وإن كان ثمنها غالياً جداً لكنها عجّلت فتح كلِّ الملفات الشائكة، بما فيها توزيع التركة الأميركية على طريقة توزيع تركة السلطنة العثمانية المشؤومة، وهذا يعني بالضرورة أن الولايات المتحدة لن تخوض حرباً بعد اليوم طالما أنها تستطيع فعل ذلك عبر وكلائها، فالولايات المتحدة باتت أوهن من خوض الحروب، لكنها لا تزال تراهن على اللعب في الوقت الضائع قبل أن تسلم بالأمر الواقع الجديد وهو مثلث برمودا الصيني، والذي قد يعني اكتشافه «معنويا» أن مقولة «دينج شياو بينج» تحققت، فليس مهماً لون القط، ما دام سيلتهم الجرذان جميعاً؛ فهل بدأت حرب الأصلاء؟
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى