هل تنسحب معارك الجنوب السوري على الوضع في الأردن؟

أنطوان الحايك

قرأ دبلوماسي شرقي التقارير الواردة اليه من الجبهة الجنوبية السورية، مستعيناً بخريطة الانتشار العسكري لكل من الجيش النظامي والمسلحين المعارضين، لتحديد مواقع كل منهما بعد عمليات الساعات الأخيرة الماضية وتقدم الجيش السوري باتجاه مثلث نوى، فتوقف ملياً قبل أن يخاطب الحاضرين، معلناً أن النظام تمكن حتى الآن من اجهاض محاولات المسلحين فرض أمر واقع ميداني استراتيجي يقوم على مبدأ التعويض عن خسارة معابر القلمون مع لبنان بأخرى مع الأردن، وبالتالي فإن معارك الجنوب السوري مرشحة لأن تشهد نهاية مماثلة لتلك التي حصلت سابقاً في القصير ومن بعدها القلمون، وكل ذلك خلافاً للتوقعات العسكرية التي قدر لها أن تثمر ارباكاً للنظام من خلال عودة الخطر العسكري على العاصمة دمشق، وبالتالي التأثير على مسار الانتخابات الرئاسية عبر اعادة خلط الأوراق، خصوصاً أن الأهداف الحقيقية الكامنة من وراء كل معركة ميدانية هي سياسية أولاً وأخيراً، وتحمل في طياتها حواراً دبلوماسياً ساخناً بين الدول المعنية بالأهداف السياسية.

انطلاقاً من هذه النظرية، أعرب الدبلوماسي عن خشية حقيقة من تداعيات معارك الجنوب السوري على الوضع في الأردن، لا سيما في حال استمر الجيش السوري في ممارسة لعبة الأبواب المفتوحة، أي محاصرة الجبهة من ثلاثة محاور مفسحاً في المجال أمام المسلحين للتراجع والانسحاب، ما سيؤدي إلى واحد من احتمالين: اما عودتهم باتجاه الأراضي الأردنية إسوة بما حصل في القلمون، أو دخول الجيش الاردني على خط المسلحين لمنعهم من التقدم باتجاه الحدود ما سيوقعهم بين فكي كماشة من شأنها أن تحرج الأردن وتريح سوريا وتكشف الدور الأميركي السعودي، بحيث تنحصر المواجهة في شمال البلاد ومع تركيا تحديداً، وذلك في ظل معلومات متنامية عن استعدادات عسكرية واستنفارات ينفذها بشك تصاعدي سلاح الجو السوري، في مشهد يوحي بأن سوريا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تطور عسكري قد يطرأ على أي من خطوط التماس مع تركيا أو مع الأردن.

في الموازاة، توقف الدبلوماسي عند سرعة الحركة التي نفذها الجيش النظامي، على اعتبار أن الرد السريع أثبت أن خطط المواجهة كانت موضوعة سلفاً وجاهزة للتنفيذ مع اعطاء اشارة الانطلاق بها، كما أشار إلى أن القرار السريع هو نتيجة لتراكمات ميدانية وسياسية، اعادت الاعتبار الكامل للنظام وسمحت له باستعادة المبادرة من دون الالتفات إلى أي من المحاذير الكثيرة المحيطة بالوضع السوري عموماً، فحقيقة الوضع أن المحور الروسي الايراني الروسي أصبح أشد صلابة ومناعة في ظل عمليات توزيع أدوار سياسية ناجحة وانشاء غرف عمليات قيادية مشتركة نجحت في الاستفادة من الخبرات العسكرية والتكنولوجيا القتالية، كما أسست إلى المشهد الذي يخيم على الساحة السورية، بيد أن الجيش لم يخسر أي معركة بدأ بها منذ أن نجح في اعادة القصير إلى أحضان النظام، إنما على العكس تماماً هو يلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة مع ما يعنيه ذلك من خطر على المسلحين وخسائر فادحة في صفوفهم، بشهادة المرصد السوري المعارض، الذي يتحدث عن مئات القتلى وعشرات الاصابات في كل مرة ينطلق فيها الجيش في معركة استعادة مواقع، مع الإشارة إلى أنه يركز بصورة دائمة على الاستراتيجية منها.

Qasem Aref · الأكثر تعليقا · Amman, Jordan

أنا أردني ولا أتمنى رؤية أي من هؤلاء الإرهابيين على تراب بلدي حتى الأردنيين منهم الذين يقاتلون الجيش العربي السوري المقاوم البطل أتمنى أن لا يعود منهم حي ولا ميت لأنهم أنجاس والأرض الطاهرة في سوريا والأردن ستلفظ جثثهم العفنة, اقتلوهم واقذفوهم بمنجنيقات أبو جهل التي صنعتها أيديهم إلى حليفهم إسرائيل.