الجيش السوري يعود من بوابة “الوحدات”.. شمال شرق سوريـا بين العسكر والسياسة

المكان شمال شرق سورية ، يعني جغرافيا ً أتصال ريف الرقة بريف دير الزور ، والحسكة وريفها ما بينهما ، يعني امتداد الحدود السورية التركية مع الحدود العراقية .

هذه المنطقة المشتعلة حتى اللحظة ، والتي يغلفها مليون حجاب وحجاب ، ومليون بل أكثر من اشارات الاستفهام ، التي حيرت كل المراقبين والعاملين في السياسة على مر السنتين الماضيتين ، وكيف لا .. ولا زالت تشهد معارك تتبدل اطراف النزاع فيها يوماً عن يوم .

ومن هذه المقدمة أردت الدخول إلى صلب مقالتي الإخبارية عن الحسكة ، التي شهدت كباقي المحافظات السورية الاستحقاق الرئاسي ، نامت على أقبال كبير للاقتراع مع تسجيل لمصادرة الصناديق في بعض المراكز الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية في مدينة الحسكة .

أما اليوم استيقظت الحسكة على وجه جديد غير الذي توقعه المراقبين ، فقد تفاجاً المواطنين بانسحاب مقاتلين وحدات حماية الشعب من النقاط التي تمركزوا فيها ضمن مدينة الحسكة في الاشتباكات الأخيرة مع قوات الدفاع الوطني والتي اعتبرت فتنة بحسب تصريح محافظ الحسكة ، ليحل محلها الجيش العربي السوري والنقاط هي :

مركز الإطفاء بجانب كراج الانطلاق ودوار الإطفاء والمديرية العامة للري في حي الناصرة ، كانت حالة من الارتياح معها حالة من التعجيب ، كيف ومتى ولماذا وماذا حصل هذا حال لسان المواطن .

أما على المقلب الآخر وفي ريف رأس العين تحديداً ، وبعد توقف دام لثلاث أيام على جبهات الريف الغربي بين وحدات حماية الشعب وداعش ، انطلقت فجر يوم 4/6/2014 حملة تمشيط واسعة لوحدات حماية الشعب باتجاه محوري قرية أم عظام وقرية المقرن التي تعتبر المنفذ الوحيد لداعش المتمركزة في صوامع العالية على الطريق الدولي حلب الحسكة ، وتحدثت مصادر متابعة أن العملية هدفها تمشيط الريف الغربي باتجاه الجنوب حتى الاستراد الدولي مع القرى على ضفاف الخابور وصولا ً إلى مدينة تل تمر ، وجغرافيا ً حتى مدخل جبل عبدالعزيز الذي يمتد خلفه الطريق الواصل بين ريف رأس العين وريف الحسكة ومنه إلى ريف دير الزور.

أذا هذه هي حالة السياسة والعسكر ، في شمال شرق سورية ، عمليات عسكرية لوحدات الحماية وأستلام وتسليم مع الجيش العربي السوري وخلاف أداري مع قيادة مدينة الحسكة وبذات الوقت تموضع مشترك في ريف القامشلي في وجه داعش التي تتمركز في تل حميس وتل براك ، وامتحانات للشهادة الثانوية تابعة لوزارة التربية في كامل المحافظة لكافة أبنائها ، ولا أحد يعرف ما تحمله الأيام القادمة من تقلبات العسكر والسياسة لهذه المنطقة التي تشربكت خطوط اللعبة فيها ، لكن بكل الأحوال لا يزال الخطر التركي هو الأكبر بالنسبة لسكان الشريط الحدودي ، وبالأخص لوحدات حماية الشعب التي تنتظر أي أشاره للانتقال على المقلب الآخر على حسب متابعين .