يونيـ9ـــو يوم مشهود في تاريخ اخوان ليبيا

ميلاد عمر المزوغي

تتوالى الضربات الموجعة التي يتلقاها الاخوان, اخوان مصر تلقوا ضربة قاضية, فقدوا اتزانهم ,سقطوا مغشيا عليهم,الجميع يكرهونهم,لم يدخلونهم غرفة الانعاش,لم يعد لهم مكانا إلا الجحور, فالأرض تقبل الجميع خاصة وأنهم تعودوا العيش تحت الارض في الظلام,لأنهم يكيدون الدسائس للآخرين,نور الشمس يفضحهم,وقد كشفوا عن حقدهم المقدس تجاه الشعب الذي منحهم الثقة في محاولة منه لإعطائهم فرصة للتوبة.

اخوان ليبيا الذين يسيطرون بقوة السلاح على المؤتمر العام الفاقد للشرعية لم يأبهوا بمظاهرات الجماهير المطالبة برحيله,استغل النواب المتبقون(فاقدي الحياء) الاحداث الدامية في بنغازي ونصبوا من يشاءون رئيسا للحكومة,اقتحموا مقر الرئاسة الاولى تحميهم الميليشيات التي لم ولن تكون تابعة للدولة ,فلا وجود للدولة إلا بالعاصمة ويمكن ان نطلق عليها “المنطقة السوداء” لأن من يسيطرون على الامور هم اصحاب القلوب السوداء الذين ما انفكوا يحاولون اذلال عامة الشعب وسرقة مقدراته.

استقال العديد من النواب ,استجابة للضغوط الجماهيرية التي خرجت منددة بمواقف المؤتمر وسكوته عما يجري في بنغازي من اعمال قتل, وسيطرة الميليشيات التي يقول عنها المؤتمر بأنها تتبعه انها ميليشيات انصار الشريعة,حاول المؤتمر ابعاد صفة الارهاب عن تلك العصابة ,سخر المؤتمر وسائله الاعلامية المختلفة فضائيات يفترض بها ان تكون للشعب فإذا بها منحازة كل الانحياز الى الذين انقلبوا على ارادة الشعب,فالانقلابيون جهزوا للحرب عدتها,ساسة حمقى, اعلام اجوف, وميليشيات دموية,وتلك معالم الدولة المتجبرة على شعبها,خرج علينا من يقول انها حكومة شاء من شاء وأبى من أبى,اي ان قانون القوة هو الذي يحكم, وليس قوة القانون الذي كنا جميعا ننشده.

لقد اتضح لليبيين وبما لا يدع مجالا للشك ان النواب دونما استثناء طلاب سلطة,أتوا من اجل مصالحهم وتحقيق مآرب من ساعدوهم في الوصول الى السلطة,ينفذون اجندات خارجية تهدف الى احداث الفتنة بين مكونات الشعب ,حيث القت الاحداث الدامية بظلالها, وذهب ضحيتها آلاف القتلى والجرحى , هناك احتقان شعبي لا يمكن تخفيفه إلا بالمصالحة والمصارحة والمسامحة .

حكومة بثلاثة رؤوس,اقيل الاول دون تحقيق النصاب الشرعي,الرجل وباعتراف الجميع حاول ان يضحك على الجميع في سبيل المكوث اطول مدة في الحكم,لكن من حوله ليسوا من السذاجة بان يضحك عليهم ,ازاحوه في عز النهار, فما كان منه إلا ان فر الى المانيا بلده الاول لئلا يلقى به في غياهب السجون, فالميليشيات التي تناصره لم تكن في مستوى قوة الميليشيات التي تتبع المؤتمر,المجابهة لن تجدي نفعا,امنوا له خروجا امنا,ما ان انتهى به المطاف خارج الوطن وظن انهم لن يطاولوه, حتى كشف عن ما في قلبه, نعتهم بأقبح الاوصاف,اظهر انه كان مجرد دمية في يد الاخوان,وبالتأكيد لم يتركوه يتفرج فقط, بل كانت تناله بعض من عطاياهم. كلف الاخر لكنه اعتذر بفعل التهديد,اصبح يسيّر الاعمال.

انتفاضة العسكر كانت القشة التي قصمت ظهر البعير,كلف الاخوان احد ازلامهم ليكون رئيسا للحكومة,لم تنل الحكومة النصاب لكن الحاضرون ابوا إلا تمرير ما يريدون فكانت حكومة من حضر,خروج الجماهير المؤيدة للعسكر افقدتهم صوابهم,اصدروا مذكرات توقيف واعتقال بحق الذين اعلنوا عن عملية الكرامة واعتبروهم انقلابيون,لقد تمادى الاخوان في اهانة الجماهير فقالوا:انها حكومة شاء من شاء وأبى من ابى ,ظنوا ان قوتهم العسكرية تجعل من القضاء اداة طيعة في ايديهم وتحميهم من غضب الجماهير التي كانت مظاهراتها جد سلمية.

اليوم التاسع من يونيو,اعلنت المحكمة العليا بأن عملية انتخاب رئيس الحكومة الذي دخل مقر رئاسة الوزراء عنوة, ليست قانونية, بمعنى اخر وبصريح العبارة وقد تعوّد الليبيون على سماعها وإسماعها للعالم : طز في حكومتكم فهي غير شرعية, طز في ميليشياتكم فهي لن ترهبنا. لقد اثلجت المحكمة بقرارها صدور الليبيين,وأثبتت انها جهة مسؤولة ولا تخاف في الحق لومة لائم,نعلم ان الاخوان لن يسلموا بالأمر ولكنهم حشروا انفسهم (او حشروا عنوة من قبل اسيادهم القطريين والعثمانيين الجدد) في الزاوية, قرار المحكمة اليوم يعطي دفعا قويا للعسكر الذين انتفضوا في وجه السلطة .التاسع من يونيو بداية النهاية للإخوان في ليبيا وما لهم من قرار.

سيسجل التاريخ هذا اليوم بمداد من نور في تاريخ القضاء الليبي, تهنئة من الاعماق لرجال الحق والقانون الذين ابوا إلا قول الحقيقة وعلى الباغي تدور الدوائر.