هذه النظم المتخلفة ترسل لنا فخر صناعاتها الوطنية ومنتوجها الحصري الا وهو الفكر التكفيري الوهابي القاتل

جديرة بالقراءة بقلم الأستاذ علي سلمان


مفارقة محزنة ومبكية ان يكون التنافس على اشده في دول المعيز بين مواهب فنية مستوردة في الغالب من بلاد الفكر والعلم والابداع بينما هذه النظم المتخلفة ترسل لنا فخر صناعاتها الوطنية ومنتوجها الحصري الا وهو الفكر التكفيري الوهابي القاتل فنرى في شوارع دمشق وطرابلس وبغداد والقاهرة وتونس تلك الاشكال الصحراوية المقيتة تحمل السيوف وتقطع الرؤوس وتمارس جهلها ونفاقها وجهادها الجنسي بينما في بلاد الخليج التنافس على اشده والصراع يحتدم بين تلك المسماة دول على تحقيق تفوق ما في مباريات الطرب والغناء ليصبح ايدول العرب الفني يقيم في دبي وايدول العرب الجهادي يقيم عندنا .


نحن نتحمل كامل المسؤولية في ما وصلنا اليه كان يجب ان يتم حبس حسن يوسف وزوجته وكل الشلة التي قررت ان تعتزل الفن لانه حرام في بلادنا باوامر وهابية بينما في بلادهم كان محمد عبده واحلام وعتاب يمارسون الغناء المحرم بكل حرية كان ذلك السرطان الفكري الخبيث يتسلل الى بلادنا عبر كل انواع الفنون ويرمدها ويحورها ويجعلها مطية لتمرير هذه السموم الخليجية في مجتمعاتنا من اجل حفنة من الدولارات ها نحن ندفعها اضعاف مضاعفة دمارا وخرابا وحروبا لا تنتهي بينما مجتمعاتهم تعيش في امان وسلام وتضخ الينا ما تيسر من جهاديي العالم عبر مطاراتها وتقدم كل الدعم المادي واللوجستي لهم لا بل حتى نخبنا اليسارية والمفكرة اصبحت تهز اطيازها في مهرجانات الجنادرية الابداعية وتستنكر الفنون والادب وتحرم التمثيل والتدخين وتؤيد قطع الاصابع والايادي ارضاء لسيد وهابي يمارس كل ما يحرمه علينا ان يكن في بلاده علنا دون حساب او رقيب او في منتجعات الشرمطة المغلقة في بلاد الواق الواق وما اكثرها لنصبح مجرد قوادين لهم نقف اذلاء مأجورين سعداء وهم يمارسون جهاد نكاح عقولنا وتاريخنا وحضارتنا .

في بلادنا اليوم يعم الخراب والفقر والعوز لان دول المعيز تتوق لتحقيق الديمقراطية عندنا وتحلم برؤية شعوبنا تستخدم صناديق الاقتراع لتنتخب بكل حرية من يمثلها نعم هذه حقيقة فطويلو العمر قلوبهم رقيقة ولا يتحملون ديكتاتورية جمال عبد الناصر ولا بشار الاسد ولا معمر القذافي ولا علي عبدالله صالح ولا زين العابدين ولا صدام حسين لذلك قرروا في لحظة مصيرية انه آن الاوان ان ينقلوا لنا تجربتهم الابداعية والفكرية والحضارية الرصينة والمتزنة فوقعوا اخبث صفقة تجارية في التاريخ البشري صدروا لنا كل تاريخهم واستوردوا كل حاضرنا وحضارتنا .

تغيرت الاشكال في بلادي اصبحنا نرى في شوارع عواصمنا الزي الافغاني وفي شوارعهم محلات الماركات العالمية من ازياء وعطورات استغنوا عن العود والمسواك والبخور الذي اصبح عطرنا واكتفوا هم بعطور الكفار من كريستيان ديور وايف سان لوران ، حللوا العيش المشترك بين شعوب الارض في بلادهم بين الهندوسي الهندي والمسيحي الغربي والمسلم الاسيوي وافتوا بتقاتلنا وتذابحنا وارسلوا المتفجرات لتدمير كل شيء مشترك بين شعبنا واهلنا .

بسحر ساحر اخضر شاحب اسمه دولار جعلوا من المسيحي يؤيد خطف مطارنته ومن الدرزي والعلوي يفتي بقتل اهله ومن السني مجاهدا يدمر كل ما بناه اجداده وما زرعه من فواكه وخضار وعلم وثقافة ميزت هذه البلاد عبر قرون ، بسحر ساحر تحول مذيعينا وممثلينا وفنانينا ومبدعينا وكتابنا وعلمائنا وشعرائنا وكل من قرأ حرفا في بلادنا الى اجير ذليل يعمل لديهم ويتبنى كل شذوذهم تحت شعار خبيث مقيت اسمه الرزق يحب الخفية فصرخوا باعلى صوتهم (صرعتوا ربنا بفلسطين) وها نحن اليوم نتحول من عمال وفلاحين الى ثوار لا نلوي على شيء الا ارضاء آل سعود والاكتفاء بالصلاة والقتل المفارقة اننا لا نملك مالهم ولا نستطيع ان نمارس ترف الجلوس في الجوامع نهارا وفي المواخير ليلا او نسوح في تايلاند ولندن صيفا فارضنا ان لم نزرعها جعنا لندخل في دوامة الشحاذة المستديمة ولنصبح اشباه بشر بلا عقول ناكل الاكباد ونشوي الرؤوس ونصرخ ببلاهة تكبير تكبير تكبير باصوات مخنوقة وعقول وضيعة تافهة .

بلاد الرافدين وبلاد الشام وبلاد المغرب العربي وبلاد وادي النيل تئن وتنزف وتحتضر آن الاوان ان نغير هذا المشهد وان نقف بقوة ونقولها باعلى صوت ان بناة الاهرام وصناع الكلمة ورواد الفكر لن يسمحوا لهذه الجراثيم ان تعبث بامننا واستقرارنا آن الاوان ان نعترف اننا سنة وشيعة وعلويون ودروز ومسيحيون نموت ونقتل وتدمر ارزاقنا وتحرق محاصيلنا وتسرق اوطاننا بايدينا وبرضانا وان اقصى ما يمكن ان يقدمه لنا اوباش الخليج فائز او فائزة في مباراة واحدة يغني او يمثل لفترة قبل ان يقرروا ان الوقت قد حان لتتحجب الفائزة او ليعتزل الفائز ويرخي لحيته ويتأبلس ويتحور الى شيطان بشري يصرخ بطرزانية مقيتة تكبير فنكون ارسلناه رقيقا ليعود ديناصورا قاتلا مجرما سفاحا يتبنى اسما من غياهب التاريخ فيعود الينا مجاهدا مع مسخه حفصة بذرة شيطانية تفرخ وتنمو وتتكاثر كالفطر السام استعدادا لنيل كاس الجهاد الذهبي في مباريات جهاد ايدول في ما تبقى لدينا من وطن .


اليوم وفي كل يوم قادم معركة واحدة وقرار واحد ان نعلنها ثورة نعم ثورة بنكهة مشرقية شامية مصرية عراقية مغاربية ثورة تستأصل هذا الفكر من جذوره وتعيد بناء انسان جديد بعقل جديد يرفض كل اشكال الوصاية الدينية الوهابية على مجتمعاتنا لنقاطع كل منتوجاتهم الملوثة والمتزايدة لنعلنها ثورة نكاح حقيقي تنكح كل ما اورثونا اياه من بلاهة وتعصب وحقد والاهم ان نعيدهم الى جحورهم مجرد رعاة ابل ولنسحق تلك المشخات الكرتونية لان طريق تحرير فلسطين اي فلسطين لا يمكن الا ان يمر في شوارع الدوحة والرياض وفي مكة التي نحن ادرى واحق بشعابها .

نعم صدقت ... وكلنا مع الثورة الحقيقة اخي العربي وانشاء الله الاحرار العرب يعجلون بها