الأسد ، في مسألة الخروج الآمن
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
الأسد ، في مسألة الخروج الآمن
أحمد الحباسى
أصدقاء سوريا كرماء ، هذا أقل ما يمكن أن يقال عنهم ، فقد عرضوا على الرئيس بشار الأسد ما يسمى “بالخروج الآمن ” ، قبل ذلك عرضوا الأمر على الرئيس صدام حسين ، و على الزعيم معمر القذافى ، و على سلوبودان ميلوزيفيتش ، و على أسامة بن لادن ، الأمريكان دائما هكذا يخلطون بين الماء و الزيت ، بين المقاومة و الإرهاب ، بين الديمقراطية و معتقل قوانتنامو ، بين حرية التعبير و إحراق جيشهم المستعمر في العراق كتب الإسلام و هتك دور العبادة ، يخلطون بين سماحة السيد حسن نصرالله و هذا الناطور خالد مشعل ، بين الرئيس إيميل لحود و هذه النسخة الفالصو ميشال سليمان ، الأمريكان دائما هكذا ، غرورهم هكذا ، نرجسيتهم هكذا ، دائما يعدون ، قليلا ما يوفون بالعهد .
لقد أثار عرض الأمريكان على الرئيس يشار الأسد في بداية تنفيذ مؤامرة” الثورة” السورية القذرة و الذي عرف ب”الخروج الآمن من السلطة حالا ” حفيظة الشعب السوري و كثير من الأحرار في العالم العربي بالذات ، خاصة أن الرئيس الأمريكي هو من خرج إلى العالم مطالبا الرئيس السوري بالتنحي حالا و الخروج الآمن حالا ، ذلك أن هذه المبادرة ” الكريمة ” من رئيس أكبر دولة في العالم ليست وليدة الصدفة و لا تمثل نتاجا لرغبة شعبية سورية ، بل يظهر أن الإدارة الأمريكية قد ناقشت مع بعض أتباعها العرب في المنطقة و في أوروبا هذا العرض السخيف ، و انتهت إلى قرار غير قابل للطعن بأي شكل من الأشكال مفاده أنه على الرئيس السوري الخضوع إلى منطق القوة الصهيونية الأمريكية و القبول بمغادرة سوريا إلى مكان تخصصه هذه الإدارة عادة للمغضوب عليهم من رؤساء العالم .
لم يكن مدرجا على جدول أعمال القيادة السورية بالطبع مسألة التنحي أو القبول بالعرض الأمريكي ، هذا مؤكد و معلوم للجميع ، و لم يكن الشعب السوري قابلا بهكذا عرض صهيوني امبريالي ، فمشاعر الشعب السوري تجاه الضغوط و الإملاءات الأمريكية معلومة و هي ترفض من الأساس المس برمز الدولة و النظام السوري تحت أي مسمى و تحت أية ظروف ، و إذا كانت هناك مآخذ شعبية مختلفة على الرئيس و على حكومة الرئيس و على سياسة الرئيس فالشعب السوري يرفض نشر الغسيل الوسخ في الخارج و لا يقبل المساس برمز الدولة بعلة مد العون لتطلعات الشعب أو الوقوف إلى جانب خيار الشعب السوري في البحث عن مزيد من مناطق الحرية و أمكنة ممارسة الديمقراطية ، لذلك جاءت مشاعر الشعب السوري متعارضة تماما مع “الوصفة” الأمريكية الجاهزة ، و زادت النرجسية الأمريكية هذا الشعب شعورا بواجب الوقوف مع رمز الدولة ، حتى لو كان من باب المناكفة للهيمنة الصهيونية على المنطقة .
هناك أمر مهم ، إذ يتحدث الجميع عن وجود مكاتب دراسات و أبحاث و متابعات و تحليل أمريكية صهيونية مهمتها متابعة و تحليل الأحداث العربية ، لكن من المثير أن المراقبين لم ينتبهوا إلى حد الساعة إلى فشل هذه المكاتب و الرؤوس المفكرة التي تعمل فيها أو تشرف عليها ، فرغم كل “شغل” هذه المكاتب و تدعيمها بتقييم المخابرات الأمريكية الصهيونية الأوروبية العربية ، فقد فشلت في استشعار ما يسمى بالربيع العربي ، في طرد الخبراء الروس من طرف الرئيس السادات ، في التنبؤ بحرب أكتوبر 1973 ، بصمود المقاومة اللبنانية صيف تموز 2006 ، بقدرة المقاومة على حماية ” أمنها الداخلي” ، بقدرة المقاومة العراقية على إيقاف مشروع الفوضى الخلاقة ، بتأميم قناة السويس سنة 1956 ، ياغراق السفينة ايلات ، باستهداف السفارة الأمريكية في لبنان ، بقدرة المقاومة على جلب السلاح من إيران إلى سوريا ثم لبنان ..الخ من علامات فشل هذه الدكاكين ، و بالتالي فقد فشل الرئيس الأمريكي مرة أخرى في فهم التضاريس السياسية و العقائدية و الفكرية للشعوب العربية .
على طول مسافة حكم الحكام العرب كانت هناك تنازلات قذرة للأمريكان ، و كانت هناك مناطق ” ظل ” و عتمة كثيرة ، و بالطبع أدت كل هذه التنازلات إلى خلق شعور لدى الأمريكان بالقوة و بالعظمة ، لكن الحقيقة الساطعة أن هؤلاء أكثر جبنا من الصهاينة لولا قوة السلاح المفرطة التي يملكونها ، و لولا طبيعة التنازلات المهينة للحكام العرب ، و مع الوقت شعر الأمريكان أنهم قادرون على الإطاحة بكل الأنظمة العربية بمجرد أمر عمليات تنفذه القوات أو المخابرات الأمريكية ، لكن ، و دائما هناك لكن ، هذه المرة لم تكن سوريا دولة من ورق ، و لم يكن نظامها آيلا للسقوط بمجرد إيعاز أمريكي ، بالعكس ، كان على الأمريكان و حلفاءهم المتآمرين أن يبحثوا لدى الروس عن طريق للخروج الآمن من سوريا ، و من هذه المؤامرة اللقيطة ، و كما هرب الجيش الأمريكي من العراق تحت ضربات المقاومة العراقية المسنودة سوريا ، فقد جاء الوقت ليهرب الإرهابيون و كل أزلام المؤامرة من سوريا تحت جنح الظلام كما حصل للصهاينة عند فرارهم من لبنان سنة 2000 ، المشكلة في الصمود و الصبر ، في الصمود و الصبر .
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» لافروف: مسألة الرئيس الأسد شرعية و مغلقة... وقف إطلاق النار في سوريا لا يشمل الإرهابيين
» بوتين: روسيا لا تملك الحق في طرح مسألة الرحيل أمام الرئيس السوري بشار الأسد
» منقول للأهمية يجب الخروج و الخروج لي نصرة اخوانكم في سجن عين زارة
» الآمن والآمآن
» إسرائيل ليست البيت الآمن ليهود العالم ..
» بوتين: روسيا لا تملك الحق في طرح مسألة الرحيل أمام الرئيس السوري بشار الأسد
» منقول للأهمية يجب الخروج و الخروج لي نصرة اخوانكم في سجن عين زارة
» الآمن والآمآن
» إسرائيل ليست البيت الآمن ليهود العالم ..
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أبريل 27, 2024 9:47 pm من طرف الحيوانات بالعربي
» وزير الأمن القومي للكيان المحتل ينقل للمستشفى بعد إصابته في حادث مروري في مدينة الرملة
الجمعة أبريل 26, 2024 10:50 pm من طرف larbi
» كلمة الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في اليوم الـ200 للحرب على غزة
الأربعاء أبريل 24, 2024 12:02 am من طرف larbi
» هل سمعت يوما بحيوان إسمه الميركات
الأربعاء أبريل 17, 2024 8:32 pm من طرف الحيوانات بالعربي
» ليبيا.. اشتباكات في طرابلس بين فصائل مسلحة
الجمعة أبريل 12, 2024 1:50 am من طرف ينبوع المعرفة
» شاهد و تمتع مع اسود غزة
الأربعاء أبريل 10, 2024 12:28 am من طرف larbi
» في يوم القدس العالمي.. كلمة الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة
الجمعة أبريل 05, 2024 1:04 am من طرف larbi
» كتائب القسام تستهدف مقرا لقيادة الاحتلال بمحيط مجمع الشفاء في غزة
الثلاثاء مارس 26, 2024 12:14 am من طرف larbi
» فشل إسرائيلي جديد.. المساعدات تصل لشمال القطاع في حماية شرطة غزة
الإثنين مارس 18, 2024 12:12 am من طرف larbi
» صور تظهر تتبع القسام لتحركات ضابط إسرائيلي الذي اقتحم مشفي الشفاء قبل قنصه
الإثنين مارس 18, 2024 12:10 am من طرف larbi