قرية غمام و أهميتها الأستراتيجية

سليمان منصور
منذ البداية كانت بلدة قرية غمام هدف الجماعات المسلّحة لأهميتها و موقعها الاستراتيجي. هذه القرية التي تتوسط الريف الشمالي لمدينة اللاذقية، والتي تطلّ مباشرةً على سدّ 16 تشرين، أكبر سدود مدينة اللاذقية من الجهة الشمالية، والتي تكشف من الجهة الشرقية طريق حلب القديم والجديد، كما أنها تتمتع بطبيعةٍ جبليةٍ وحرجية قاسية تسهّل تحركات المجموعات المسلحة.

كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن قرية غمام، وتداول اسمها في وسائل الإعلام لسباب عديدة أهمها أنها تكشف وبشكلٍ كامل جميع مناطق طوق مدينة اللاذقية وصولاً للمدينة، حيث تقوم المجموعات المسلحة التي تسيطر على القرية باستهداف هذه المناطق بالصواريخ، مستغلةً العوامل والتضاريس التي تمكنها من تحديد أهدافها بطريقةٍ سهلة.

تكمن الأهمية اللوجستية للمنطقة في أنها تُعتبر حلقة ربطٍ بين مناطق ربيعة وغابات الفرنلق وبيع عوان وخربة سولاس بالشمال الغربي، وصولاً للحدود التركية، وفي الجهة المقابلة تصل مناطق جبل النوبة وسلمى وجبل الأكراد بتلك المناطق.

أحاطت بهذه القرية العديد من المعارك، حيث تتركّز ضربات واستهدافات الجيش العربي السوري على غمام منذ سيطرة المجموعات المسلحة عليها، وكانت أولى تلك المعارك معركة كفريا، التي تسلّلت خلالها المجموعات المسلحة تجاه مدينة الحفة، والتي كانت أيضاً معبراً لتسلل ذات المجموعات خلال معارك صلنفة. من هنا تأتي أهمية هذه القرية، التي يعمل الجيش العربي السوري على استعادتها والسيطرة عليها لسببين، الأول هو إيقاف إطلاق الصواريخ تجاه مدينة اللاذقية، والثاني قطع خطوط الإمداد والتواصل بين مناطق سيطرة المجموعات المسلحة.

أما بالنسبة لأبرز الجماعات المتواجدة بقرية غمام، فقد كان أولها ما يسمى بالجيش الحر، قبل أن تدور معارك بينه وبين ما يسمى بجبهة النصرة والتي تسيطر بجميع فصائلها على القرية، وكان آخرها تنظيم نصرة المظلوم والذي تبنى بأكثر من بيانٍ له عملية إطلاق الصواريخ تجاه مدينة اللاذقية وطوقها، كما انضمّت إليهم أيضاً مجموعاتٌ تابعة لما يسمى بالجبهة الإسلامية.