فلسطين ، إنها لمؤامرة .حتى القبر

أحمد الحباسى

من مصيبة غزة أنها أرض محتلة من الداخل و من الخارج ، محتلة من حماس و من إسرائيل ، كلا الطرفان من أعداء الشعب الفلسطيني و كلاهما يدعى الديمقراطية ، لكن كليهما لا ينويان رفع هذا الاحتلال و كلاهما يريد التوسع و يؤمن بالتوسع، حماس تريد أن تتوسع غربا في اتجاه سيناء ، و هناك حديث عن خطة أمريكية إخوانية تركية لإنشاء دولة فلسطينية تشمل غزة و سيناء ، لكن الأقدار الحسنة شاءت أن يسقط الإخوان و يسقط محمد مرسى و يفشل العرابون في مسعاهم مؤقتا ، و إسرائيل تريد أن تتوسع في كل الاتجاهات ، و الذاكرة الجمعية تحتفظ بما تضمنته خريطة إسرائيل الكبرى المرسومة على أحد الجدران في الكنيست الصهيوني ، لنصل في نهاية الأمر إلى نتيجة واضحة لا لبس فيها بكون ما يحصل للشعب في غزة هو ضريبة يدفعها للمحتل بوجهيه المذكورين .

نحن لا ننشر الغسيل الوسخ لأحد ، لكن من حقنا أن نتساءل لماذا يتعامل محمود عباس مع حرب الرصاص المسكوب و مع هذه الحرب الدموية على شعب غزة بلغة الوسيط و ببطيء الجامعة العربية و لؤم المجتمع الدولي و بقذارة الجانب الصهيوني، لماذا لا يتظاهر السيد رئيس السلطة ، حتى من باب رفع العتب ، بشيء من الجدية في التعامل مع الحدث ، و لماذا نشاهد تلك الضحكات المستطيلة و المربعة التي تزين وجه الخيانة و هو يجالس الرئيس المصري ، فهل أن مشاهد الدم الفلسطيني لا تغيض السيد الرئيس ؟ و هل أن بكاء الأطفال لا يصل إلى مسامع السيد الرئيس؟ هل أن فزع الأمهات و عويلهم لا يصبغ عليه شيئا من الجدية ؟ ثم بالنهاية هل أن هذا “الرئيس” هو رئيس شعب محتل يصارع عدوانا أمريكيا عربيا صهيونيا أم مجرد نادل في ملهى ليلى يوزع الضحكات السخيفة على كل الزبائن .

صعب أن نصدق أن خالد مشعل هو قائد لشعب محتل ، صعب أن نصدق أن إسماعيل هنية هو رئيس حكومة هذا الشعب المحتل ، صعب أيضا أن نصدق كل تلك الوعود السخيفة الكاذبة التي تطلقها ألسنة هؤلاء في كل المناسبات بأنها ثورة حتى النصر ، ثورة سترجع الحق و تعيد اللاجئين و تفرض استقلال دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف ، صعب جدا…جدا ، من السهل أن نلقى الخطب جزافا و نلقى الوعود جزافا،من السهل أن نتحدث عن نصر آت لا ريب فيه و الجميع في حاضنة قطر الصهيونية ، منذ سنوات و حكومة غزة في نفس ” المكان” لا تتقدم بالشعب الفلسطيني و لا تطرح بدائل منطقية تأخذ بعين الاعتبار كل المتغيرات على الساحة العربية و الإقليمية و الدولية ، مثلا ، هل أن الحديث عن القدس كعاصمة الدولة الفلسطينية هو حديث ” منطقي ” بالنظر لطبيعة ما يحدث فعليا على الأرض من حفريات و انتهاكات و تهويد و تغيير ، ما هي خطة حماس “لانتزاع” القدس من مخالب الصهيونية العالمية ، ما هي ؟ .

مضحك هذا العربيد التركي الذي يتحدث عن فلسطين في حين أن مخابراتــه و مالــه و فكره الصهيوني يهدمون كل شيء في سوريا ، سوريا الحاضنة الكبرى للمقاومة الفلسطينية ، مقزز هذا العربيد العثماني الذي يحاول إيهام المغفلين العرب بكونه حاضن مقاومتهم و المدافع الشرس عن عروبة فلسطين ، مؤسف أن يجاهر راشد الغنوشى بعشقه للقضية الفلسطينية و هو الذي تذبح حركته بواسل الجيش التونسي في هذا الشهر المحرم ، مريع أن يقف محمد المرزوقي مناديا تدخل رئيس فرنسا الصهيوني حتى تحقن الصهيونية دم الشعب الفلسطيني في حين أنه من تشابكت مصالح حزبه الدموي مع الجماعات الإرهابية التي تقتل الشعب التونسي بدم بارد منذ تاريخ اعتلاءه للسلطة ، مثير للاستغراب أن يصمت محمد السادس عن بحر الدم الفلسطيني ، مثير للشفقة أن يتحدث مجلس التعاون عن القضية ، فضيحة هذا الاجتماع على الطريقة البطيئة لكوادر الهوان في الجامعة العربية ، و هذه المبادرة المصرية التي تتحدث عن وقف “العمليات العدائية” من الجانبين ، مقاومة المحتل هي أعمال عدائية سيادة المشير بتاع مسافة السكة ؟ ، يعنى أن ما تقوم به إسرائيل من عدوان بربري هو نفس ما تقوم به المقاومة سيادة المشير ؟ أين حمرة الخجل سيدي الرئيس حسنى مبارك ، عفوا عبد الفتاح السيسى .