فصائل المقاومة,التيه في الزمن القاتل

ميلاد عمر المزوغي

قطاع غزة وكعادته يحتل المركز الاول لأخبار العالم,كل يروي الاخبار بما يتناسب وتوجهه السياسي ورؤيته لأحداث المنطقة, ثلاثة محاور تترابط مصالحها في ازمة غزة ,محور المقاومة الذي ادارت حماس ظهرها له في وقت كانت سوريا تتلقى الضربات الموجعة بأموال دول عربية منها قطر التي أعلنت ارتباطها بها,بل نجد حماس في كثير من الاحيان اعلنت عدائها للنظام السوري وأنها تقف الى جانب الشعب السوري في تقرير مصيره,هذا المحور امد المقاومة بالمعدات اللازمة لصمود القطاع ,علاقة حماس مع محور المقاومة يشوبها بعض الفتور وان اعلنت ان علاقاتها مع ايران جد ممتازة,محور المقاومة غير قادر على وقف العدوان لان اي من دوله ليست لها علاقات جيدة مع امريكا التي ولا شك تمثل الداعم الرئيس لكيان العدو وتعمل كل جهدها في سبيل ان يبقى متفوقا على قدرات العرب مجتمعين.

المحور الثاني يمثل حماس قطر وتركيا ما يمكن ان نطلق عليه محور الاخوان المتاسلمين,قطر وان كانت لها ارتباطات اقتصادية مع كيان العدو إلا انها لا يمكن ان تلعب اي دور ايجابي لصاح المقاومة,مساعداتها المالية لا تتعدى بضع ملايين الدولارات التي لا تكفي مرتبات من يعملون في مؤسسات السلطة لبضع اشهر,وأما تركيا فإننا نعلم جميعا انها ترتبط مع كيان العدو بالعديد من الاتفاقات العسكرية والاقتصادية وان عملية مرمرة لفك الحصار عن غزة لم تكن سوى محاولة جذب الرأي العام العربي حيث ان النظام التركي فشل في الانتساب الى الاتحاد الاوروبي الذي اعلن بان ملف حقوق الانسان في تركيا اسود ولا يمكن له ان يقبلها ما لم تعطي المزيد من الحريات للأقليات الاثنية ومنها الاكراد حيث زعيمهم اوجلان لا يزال سجينا وكان ان حكم عليه بالإعدام ولم يتم التنفيذ بسبب المواقف الاوروبية الرافضة لحكم الاعدام.فهل هذا المحور قادر على تلبية مطالب المقاومة.

يبقى اخيرا محور مصر السعودية والإمارات,نعلم جميعا مدى الحساسية بين حماس ونظام مصر الحالي, خاصة وان حماس انضوت في حكومة وحدة وطنية مع بقية الاطراف الفلسطينية وبالتالي فان مصر تتفاوض مع الرئيس الفلسطينية الذي ابدى تأييده للمبادرة المصرية التي رفضتها حماس واعتبرتها ناقصة وان اتفاقية 2012 لم تعد تكفي وأعلنت عن شروط جديدة للتهدئة مع كيان العدو.مصر ترى نفسها وفي ظل علاقاتها المتأزمة مع حماس بأنها غير ملزمة بالتواصل مع الحركة بل تتفاوض مع السلطة الشرعية باعتبارها الجسم الشرعي للشعب الفلسطيني.

الفصائل المقاومة في غزة لا شك انها تسعى الى وقف العدوان وضمان عدم تكراره وضمان فتح المعابر والحصول على المزيد من الاميال البحرية بشان الصيد البحري,هناك تباينا بين مواقف كل من حماس والجهاد الاسلامي الحركتان الاكثر تواجدا وفاعلية في قطاع غزة, الجهاد الاسلامي تريد اشراك مصر في اية اتفاقية مرتقبة مع العدو باعتبارها الجار الوحيد للقطاع ومنفذه الرئيس الى العالم الخارجي,بينما حماس تحاول سحب البساط من تحت اقدام النظام المصري وأعلنت عن مساندتها قطر وتركيا لبلورة هدنة تهدف الى تحقيق تلك المطالب.

المقاومة الفلسطينية بكل اطيافها الوطنية والإسلامية شاركت في رد العدوان وإمطار مغتصبات العدو بكافة وسائل الدمار التي تمتلكها,فوصلت الى اماكن كان العدو يعتقد انها في مأمن من صواريخ المقاومة, فقدت المقاومة الكثير من مجاهديها وكوادرها اضافة الى استشهاد آلاف المواطنين العزل الذين ولا شك انهم يشكلون العمق الاستراتيجي للمقاومة ودعم صمودها.

وبعد كيف تستطيع المقاومة الوصول الى اهدافها بأقل الخسائر الممكنة والمحافظة على فتح كل السبل مع المحاور الثلاثة والاستفادة منها لتثبيت الاستقرار ,فالفصائل المقاومة لا يمكنها ان تنسلخ عن محور المقاومة

الداعم الرئيس لها في المحافل الدولية وتوريد الاسلحة والتقنية العسكرية المتطورة,كما انها ليست في غنى عن دول الاعتدال العربي,لا شك ان المقاربة تتطلب صبرا وحنكة في زمن جد صعب ان لم نقل قاتل ذاك ما ستنبؤنا به هذه الفصائل في الايام المقبلة.فالعدو لن يندحر إلا بتضافر كل الجهود.