قراءة في المشهد

إجلاء العثات الدبلوماسية وعلى رأسها أعضاء السفارة الأمريكية . بدون شك أشارة واضحة بأن الوضع سئ للغاية . والقادم سيكون أكثر سوء . أيضا يؤكد أن الأمريكان الذين على تواصل دائم ومباشر مع كل مجرمين الحرب في طرابلس وبنغازي . قد أعطوا الضوء الأخضر لهذه الحرب الشرسة حتى نهايتها . بهدف تدمير كل شي . وإنهاك كل الأطراف . بمافيها الجماعات الأسلامية التي يعول عليها الغرب بالأنتصار في هذه المعركة . وهذا واضح من تدمير مطاري طرابلس وبنغازي لمنع وصول أي أمدادات لخصوم الجماعات الأسلامية . في ذات الوقت تمت السيطرة على مطار معيتيقة بخدعة تسليمه للدولة من قبل كارة . لتأمين وصول الأمدادات للجماعات الأسلامية بطرابلس . وأيضا مطار سرت الذي يشهد حركة طيران مكثفة . بجلب كل المقاتلين الأرهابيين الخارجين من الحرب بسوريا . وجلبهم عن طريق تركيا . ثم تحويلهم مباشرة لدعم مليشيات أنصار الشريعة في بنغازي لإحكام السيطرة على الشرق الليبي .
...
وللأجابة عن سبب إشعال هذه الحرب في هذه الفترة نوضح الأتي ::
هناك تركة ثقيلة خلفتها نكبة فبراير . وأصبحت محل نقد من قبل الرأي العام الدولي والإعلام العالمي . وتحت ضغط أوروبا وخاصة دول الجنوب . من خطر الأرهاب الذي يسهل تسربه من سوريا عن طريق تركيا . أو من ليبيا عن طريق البحر أو حتى المطارات كون الأن هناك حالة أنفلات كامل يسهل التلاعب بالأوراق الرسمية والتزوير . وأيضا الهجرة الغير شرعية التي أصبحت تشكل هاجسا يقلق حكومات أوروبا .
كل ذلك جعل الدفع من قبل الأمريكان بهذه الحرب ضرورة وذلك للأتي ::
أولا :: التخلص من الأطراف المنافسة للجماعات الأسلامية لمنع تدخل أي طرف خارجي في ليبيا كون هذه الجماعات قد تلجأ للتعاون مع أي دول تقدم لها المساعدة والدعم . وخاصة روسيا والصين وإيران دوليا . ومصر والجزائر أقليميا .
ثانيا :: إرضاء وطمأنة دول أوروبا بإضعاف الجماعات الأسلامية المقلقة لأوروبا بالقضاء على جزء كبير من قوتهم والتخلص من بعض قياداتهم في هذه المعركة . وملاحقة البعض الأخر الذي يحمل أي توجه معادي لسياسات الغرب . عن طريق توريطهم في هذه الحرب وطلبهم دوليا عن طريق الجنايات الدولية والأنتربول . والأحتفاظ فقط بجماعة الأخوان وبعض الجماعات الأخرى المتعاونة كليا مع الغرب لتنفيذ مخططاته بالمنطقة . كجماعة بلحاج والحاراتي مثلا .
ثالثا :: التدخل عندما يتم أرهاق أطراف الحرب . بالدفع بحكومة يختارها الغرب للمرحلة القادمة . وحتما ستحضى بقبول الشارع الباحث عن التهدئة والأمان وتأمين أحتياجاته الأساسية من كهرباء ومياه ووقود . والتي سيساعد الغرب في تأمينها . ليلتف الشارع حول هذه الحكومة الموالية كليا للغرب . وبوجوه جديدة لم تحرق في السابق في أي عمل . وسيتم تلميعها من قبل الإعلام .
رابعا :: سيكون هناك الباب مفتوح على مصرعيه بعد هذه الحرب . لدخول الغرب بقوة . في كل الجوانب . سياسيا للأشراف على المرحلة القادمة . وعسكريا تحت ذريعة بناء وحدات الجيش المنهكة وتدريبها وتسليحها . وأمنيا بذريعة التعاون للخروج من حالة الأنفلات الأمني بالتحكم في المعابر الحدودية والمطارات والموانئ وكذلك السيطرة الجوية . أقتصاديا بذريعة أعادة الأعمار . وسيفتح الباب للشركات النفطية والأستثمارية لإعادة تشغيل الحقول والمصافي والأستكشاف . ولبناء المطارات المدمرة والمشاريع المتوقفة والأحياء السكنية التي دمرت . وكل ذلك سيؤمن تواجد غربي في كل مفاصل الحياة لعقود من الزمن ... وقد يتدخل الغرب في هيئة قوات دولية لحفظ السلام وفرض التهدئة . ومن بعدها التقسيم والتفتيت لولايات وكيانات صغيرة تنهي ماتبقى من الوطن ... وللحديث بقية ... الفـــــــــــــــــارس

شكرا اخي الفارس