أوباما يسمح بتنظيم طلعات جوية استكشافية فوق سورية وخلاف في واشنطن حول التعاون مع الأسد لمواجهة «داعش»

تقرير استخباراتي أميركي: يتعين النظر إلى «داعش» كدولة لها جيش نظامي مقسم بصورة احترافية

واشنطن- أحمد عبدالله والأناضول

نقلت وسائل إعلام أميركية، عن مسؤولين أميركيين لم يفصحوا عن هوياتهم، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، منح إذنا بتنظيم طلعات جوية استطلاعية فوق الأراضي السورية، لجمع معلومات استخباراتية عن مواقع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ«داعش».

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، إن الوزارة تجهز لطلعات جوية فوق سورية تتضمن طلعات لطائرات من دون طيار، وأكد المسؤولون للصحيفة أن المعلومات التي سيتم جمعها لن يتم إطلاع النظام السوري عليها.

وفي تصريحات مشابهة لقناة «سي إن إن»، قال مسؤول أميركي لم تفصح القناة عن هويته، إن الطلعات الجوية الاستكشافية قد تبدأ في أي وقت، مضيفا أن الجيش، والمخابرات الأميركية، يجمعان معلومات عن أماكن قادة، وعناصر التنظيم في سورية.

وأشار تقرير لوكالة الأسوشيتدبرس، الى أن الإدارة الأميركية بحاجة إلى معلومات استخباراتية إضافية عن تواجد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، حتى وإن كان البيت الأبيض قد صرح بأن أوباما لم يوافق حتى الآن على عمل عسكري في سورية.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، قد صرح في المؤتمر الصحفي اليومي أمس، بأن أوباما لم يتخذ بعد قرارا بخصوص عمل عسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية.

واعتبر محللون استطلعت وسائل الإعلام الأميركية آراءهم، أن تنظيم طلعات جوية استكشافية، هو بمنزلة مقدمة لغارات جوية محتملة على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، ولم يصدر تعليق من البيت الأبيض حول التصريحات المتعلقة بتنظيم طلعات جوية استكشافية فوق سورية.

وكان إد توماس، المتحدث باسم الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، قد صرح بأن ديمبسي، يعمل بالتعاون مع القيادة المركزية الأميركية، على التحضير لخيارات عسكرية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وسورية، تتضمن شن غارات جوية.

الى ذلك، سرب أعضاء في القوات الخاصة الأميركية الى شبكة تلفزيون «ايه. بي. سي» محتويات تقرير أعدته القوات التي شاركت في مهام محدودة بالعراق مؤخرا، كما يدور نقاش واسع النطاق داخل إدارة الرئيس باراك أوباما وفي أوساط مراكز البحث الاكاديمية حول إمكانية التعامل مع الحكومة السورية بهدف التنسيق لمواجهة داعش.

وقال التقرير المسرب ان هناك فروقا جوهرية بين «قاعدة العراق» التي ظهرت في منتصف العقد الماضي وقادها ابومصعب الزرقاوي حتى مصرعه في غارة شنتها الطائرات الأميركية وبين داعش. وأشار التقرير طبقا للشبكة التلفزيونية الى ان العسكريين الاميركيين يعتقدون ان داعش في العراق تشكل قوة عسكرية مدربة تدريبا رفيع المستوى وانها مسلحة جيدا بسبب ما غنمته من الجيش العراقي اثر انسحابه من مناطق واسعة كما ان مقاتليها يتسمون بجلد على القتال.

ولفت التقرير الى ان المعلومات الاستخبارية تشير الى ان المنظمة ممولة تمويلا كبيرا وان النظر اليها يتعين ان يتشابه مع النظر الى دولة لها جيش نظامي مقسم بصورة احترافية. كما أشار التقرير الى ان داعش ربما لم تكن تهدف الى الاحتفاظ بسد الموصل من الأصل وانها دفعت قواتها الى مواقع ابعد مما تريد حتى يمكنها التراجع عند الحدود التي تريد في حالة مواجهتها.

وفي خط مواز لما يبدو تعديلا لرؤية الپنتاغون لدرجة خطورة داعش فان النقاشات حول التنسيق مع حكومة الرئيس بشار الأسد لمواجهة المنظمة الإرهابية شهدت خلافات عميقة بين آراء مختلفة، فقد كرر سفير واشنطن الأسبق في بغداد رايان كروكر انه لا يرى مناصا من حدوث نوع من أنواع التنسيق بين واشنطن والأسد وان كان قد اكد ان ذلك التنسيق لا يرقى الى التحالف مع الرئيس السوري.

وقال كروكر «انه لن يكون تحالفا مع الأسد. الا اننا نرغب في الوقت ذاته ان نحارب عدوا يعمل على الأراضي السورية دون ان نتورط في الحرب الاهلية هناك»، وقالت عضوة مجلس الشيوخ النافذة دايان فينشتاين ان على الرئيس ان يحسم خياراته بسرعة اكبر بشأن الموقف من الأسد، وأضافت «داعش تزداد قوة كل يوم واما ان نواجهها اليوم او ننتظر حتى تصبح اقوى لنواجهها غدا او بعد غد».

وفي المقابل رفض مستشار وزير الخارجية لشؤون سورية السابق فريدريك هوف أي خطة للتعاون مع الأسد من اجل مواجهة داعش، قائلا: انه كان أحرى بمن يدعون الى التعاون معه ان يضغطوا على الإدارة لتقديم المزيد من القدرات العسكرية للمعارضة السورية المعتدلة.

داعش ولغزها المحير