لاريجاني: على تركيا ألا تحمّل إيران وحزب الله مسؤولية فشلها في سوريا

أشار رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، يوم الأحد، أنه لا ينبغي على تركيا تحميل ايران و "حزب الله" مسؤولية ما وصفه بـ"فشلها" في سوريا، مشيرا إلى أن التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، مؤخرا "غير واقعية وخاطئة".
وقال لاريجاني, في تصريحات صحفية نقلتها وكالة "مهر" الإيرانية، إن "المسؤولين الاتراك وانطلاقا من حساباتهم الخاطئة في سوريا حملوا ايران وحزب الله مسؤولية فشلهم في سوريا ولكن السبب الحقيقي لهذا الفشل هو حساباتهم الخاطئة"، مشيرا إلى أن "التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية التركي "غير واقعية وخاطئة".
وجاءت هذه التصريحات بعد أن حذر داوود أوغلو يوم السبت من "اندلاع صراع سني شيعي واسع النطاق في منطقة الشرق الأوسط جراء الحرب الدائرة في سوريا"، معتبرا ان "هناك محاولة لجر المنطقة من إيران إلى لبنان إلى هذا الصراع".
وأقر أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، في كلمة له يوم السبت في مهرجان "عيد المقاومة والتحرير" الـ 13، بتدخل الحزب عسكريا في سوريا ضد مسلحي المعارضة، مشيرا إلى أن المقاومة في لبنان "لم تتدخل في سوريا إلا مؤخرا وبشكل محدود في مقابل تدخل عالمي"، الأمر الذي لاقي ادانات دولية، فيما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق إلى أن "حزب الله" لا يقاتل في سوريا بل "يحمي المقدسات الشيعية".
إلى ذلك، قال لاريجاني إن "طهران ومنذ اندلاع الازمة في سوريا دعت الى ايجاد حلول سلمية عبر المباحثات السياسية"، منتقدا "ارسال الاسلحة وتقديم انواع الدعم للإرهابيين في سوريا"، معتبرا هذه المساعدات بانها "تؤجج الصراع وتشعل الحروب في المنطقة وتعمق الازمة فضلا عن انها لا تدعم الديمقراطية في البلاد".
وأضاف لاريجاني انه "اليوم وبعد التكلفة الباهظة والخسائر في الارواح والممتلكات ادركوا ان الحل يكمن في تبنى لغة الحوار والحلول السياسية"، داعيا تركيا الى "اعادة النظر في حساباتها وتعديل مسارها بدلا من اتخاذ سياسة الهروب الى الامام واتهام الاخرين".
وتشهد العلاقات السورية التركية توترا منذ بداية الأحداث في سوريا، حيث قامت تركيا بقطع علاقاتها مع الأخيرة، مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك بسبب ما أسمته ممارسة السلطات السورية أعمال "القمع والعنف" بحق المدنيين في البلاد، في حين اتهمت سوريا تركيا ودول أخرى بأنها ترعى مسلحين يهاجمون الأراضي السورية انطلاقا من الحدود، الأمر الذي نفته تركيا مرارا.
وتدور مجمل الجهود الدولية بما يخص الأزمة السورية في الأيام الماضية على مسألة التحضير لمؤتمر جنيف 2، وسط ترحيب دولي ودعوات لايقاف العنف، وأعلنت ايران رغبتها بحضور المؤتمر، الأمر الذي رفضته أطراف دولية، فيما أشارت مصادر دبلوماسية أن تركيا لا تعترض على مشاركة إيران في المؤتمر.
ويعتبر الملف السوري احد أهم المواضيع الخلافية بين بعض الدول الغربية وإيران، حيث تتهم إيران الدول الغربية بالتورط بالأزمة السورية، فيما تتهمها دول غربية بلعب دور سلبي في الأزمة السورية بعرقلتها الحل السياسي وتزويد الحكومة السورية بالدعم اللوجستي والعسكري, فيما تتهم ايران دول غربية على راسها الولايات المتحدة بتاجيج النزاع في سورية جراء دعمها المعارضة المسلحة.