أمريكا ستحارب داعش حتى آخر عربي؟

بقلم اندريه أونتيكوف

يشار إلى أن كيري كان قد قام بزيارة الأردن والعراق. وكان محور المحادثات أيضاً موضوع مكافحة هذا التنظيم.

والسؤال ما الذي يريده رئيس الدبلوماسية الأمريكية من دول المنطقة؟ إذ أنه باستثناء تركيا، لا تتضمن قائمة التحالف الدولي التي أعلنت عن تشكيلها أمريكا في وقت سابق لمحاربة المتطرفين والمكونة من خمسة عشر بلداً، أي من دول الشرق الأوسط، اليكم رأي المحلل السياسي السوري طالب إبراهيم، الذي أشار قائلاً:

تحميل مواد صوتية

أياً كان الأمر، لا يمكن القيام بأي عملية في سوريا من دون موافقة دمشق، وكذلك اتخاذ قرار من مجلس الأمن الدولي بهذه المسألة بالذات. والواضح تماماً أن واشنطن لا تعول لا على هذا ولا على ذاك. وفي هذا الصدد، يفترض بعض الخبراء بأن الولايات المتحدة تقوم على التوازي الآن بتشكيل ائتلاف من جهة، والحصول على دعم- ولو نظري- من أكبر عدد من البلدان، وأهمها دول الشرق الأوسط. ومن خلال ذلك تسعى أمريكا أن يكتسب نشاطها، ولو في حده الأدنى، شرعية دولية. وما على أمريكا بعد ذلك إلا أن تذهب في لحظة من اللحظات أبعد من الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، كما كان في ليبيا.

إليكم ما يقوله سيرغي فيلاتوف الكاتب في مجلة "الحياة الدولية"، التي أسستها الخارجية الروسية:

 كان العدوان ضد يوغوسلافيا من دون قرار من مجلس الأمن الدولي، والشيء نفسه تكرر في العراق. أما في أفغانستان، فقد سعى حلف شمال الأطلسي لأن يكون بديلاً عن منظمة الأمم المتحدة. وبالتالي يمكن أن يتكرر الوضع. ففي أي حال، واشنطن بحاجة إلى هذه الحرب. إذ أن الولايات المتحدة تجد نفسها الآن في أزمة سياسية. حيث انقسم الديمقراطيون والجمهوريون مناصفة وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال التصويت في الكونغرس. كما أن الأزمة المالية تشهد تفاقماً ملحوظاً، والديون الخارجية الهائلة آخذة في الازدياد. ففي مرحلة ما يجب أن ينهار هذا الهرم المالي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة تشهد أزمة اقتصادية مستعرة. فالخدمات الحكومية بما في ذلك القطاع المصرفي وسوق المضاربة تقدم 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. ولمعالجة هذه القضايا، تحتاج الولايات المتحدة لحياة هادئة تمتد لفترة ما بين 8-10 سنوات. ولكن لتحقيق ذلك على بقية العالم أن يغوص في الفوضى، ويجب أن ينصب بالتالي اهتمام هذا العالم على حل الصراعات المسلحة بدلاً من اهتمامه بالتطور والتقدم.

ولخلق هذه الفوضى من الضروري تدويل الأزمة السورية. أي بعبارة أخرى فإن الولايات المتحدة تقود المنطقة إلى فخ عن طريق تقديم الدعم العلني لفكرة محاربة داعش. فمن الواضح أنه من الصعب أن نجد في العالم من يقول أنه ليس من الضروري مواجهة الإرهاب. وفي لحظة من اللحظات سوف تعلن واشنطن بأن العالم كله يصوت لصالح الضربات ضد مواقع المسلحين في سوريا. وبالتالي ليس هناك حاجة لموافقة دمشق ولا لقرار مجلس الأمن. ومن أجل أن يكتسب الأمر أكثر جدية يمكن إظهار لقطات فيديو حول إعدام صحافي أميركي آخر.

كما تعلمون، حذر سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في وقت سابق، من أن قصف الأراضي السورية سيؤدي إلى "تصعيد هائل من الصراعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". ففي نهاية المطاف لن تتعامل الولايات المتحدة مع هذه الصراعات، وإنما سيترك على كاهل بلدان هذه المنطقة.

 http://arabic.ruvr.ru/2014_09_11/277174146/