اسعد محسن زهيو:رسالة الى أخي ..

أشعر بما تشعر به من ألم وحزن لاجل رفاقك الصادقين الذين واريتهم تحت التراب و أولئك المعتقلين في أقبية التعذيب من قبل والآن، أعيش معك ساعات الليل الحالك وأوقات النهار المظلمة وأعلم أنك تتظاهر امام الناس بأنك قوي ومتماسك الا ان بداخلك ذاك الطفل الطيب الذي كبرت معه وعايشت مغامراته وبراءته اعرف ماذا يريد وبما يشعر من تقاسيم وجهه ولمعة عيناه البريئة .

اعلم جيداً انك ورفاقك الصادقين وهبتم أرواحكم للوطن وانتم تعلمون جيداً ما هو الثمن، أقبلتم على لعبة الموت وأنتم تدركون انها اخر الألعاب، وفي كل يوم تقدمون للوطن رابح في هذه الحياة ليصعد لمن هو أرحم، أعلم أنكم لم تمنحوا رفاقكم حقهم حتى بالبكاء والحزن لأجلهم، لأنكم في غمار الحرب وكلكم مشاريع شهادة وإنكم خصصتم يوم بكاء لكل واحدٍ منكم لان اليوم التالي لرفيقه الفائز بعده، أعلم انه لم يعد بوسعكم الانسحاب من هذه اللعبة المزعجة والمثقلة بالأحزان والاهات، كيف ذلك وانتم بدأتم هذه اللعبة سويةً ولستم ممن يخون الرفاق، كيف ذلك وانتم الصدق في زمن الكذب وانتم الحق في زمن الباطل وانتم الرجال في زمن أشباه الرجال وانتم الفرسان في زمن الصعاليك وانتم الامانة في زمن الخيانة .

يا اخي ..

أقول لك ولرفاقك اصبروا وصابروا ورابطوا فأنتم الأعلون بإذن الله تعالى، وانكم تسجلون تاريخ تكتبونه بدمائكم وتورثونه لأبنائكم وأحفادكم جيلاً بعد جيل، واعذرونا فإننا صغار امام تضحياتكم وجبناء امام شجاعتكم وضعفاء امام قوتكم، اعذرونا على تقصيرنا وضعف حيلتنا فلم نستطع ان نفعل شيئ امام ما تصنعون ولم نقدم شيئ امام ما تقدمون فكل ما يمكننا تقديمه سيقف عاجزاً امام تقديم الأنفس والأرواح .

رحم الله رفاقك الشهداء وفك الله اسر رفاقك المعتقلين وثبّت اللهم اقدامك واقدام رفاقك الصامدين الصابرين الصادقين واحفظ اللهم ارواحكم حتى تجنوا ثمار اعمالكم وتستذكروا من استشهد منكم وانتم امنيين و وطنكم امن .