الزنتان في مهب الريح

من طرف larbi السبت سبتمبر 27, 2014 2:21 pm

مقال نشرته منذ سنتين تقريباً
الزنتان في مهب الريح
قطار فبراير القاتل لن يترك أحد فقد دمر بلداً كان آمناً و مزق نسيجاً كان متماسكاً و بعثر ثروةً كانت بأيدينا. الأحداث بدأت تتوالى و بشكل منظم و بأكثر عدوانية و عنجهية لا يثقنها إلا المؤدلجين و أصحاب الأجندات الاجنبية و بتنسيق عالي مع مفتي الديار الحاكم بأسم تميم و القرضاوي و بأسم الدين.
ما حدث في بنغازي ذليل واضح أن أهل برقة أنتهت مهمتهم و يجب تنحيهم عن المشهد فمعركة وسام بن حميد و دروعه و قتل أكثر من أربعين شاب من مدينة بنغازي و في حوالي 6 ساعات، لا يحتاج عباقرة أو خبراء لتحليل الحدث و تداعياته و الهدف منه، فرجل الشارع البسيط في ليبيا كلها و في الشرق خاصاً بدأ يدرك المؤامرة و بدأ يعرف أن أبناءهم قد زُج بهم و أستعملوهم في حرب لم تكن واجبة لإستعمار ليبيا.
و في هذا المقام نسأل القارئ سؤالاً سوف يأخذنا إلي صُلب الموضوع، هل أهل الزنتان أفضل و أقوى عند هؤلاء من أهل برقة؟
برقة التي كان يحج لها كل مناضلين المخابرات الأجنبية قبل السقوط، و فنادقها التي كانت غرف عمليات لإسقاط البدوي العنيد الذي كان حجر عثرة أمام مخططاتهم الخمسية و مبادرات السلام السعودية و سرقة أفريقيا الفتية.
برقة التي هب شبابها لدمار الوطن و تجمعاتهم التي هتفت بليفي و صلاواتهم و بُكائهم مع الدعاء لإنتصار فثنتهم، برقة التي زُيِنة بأعلام فرنسا و بريطانيا و أمريكا لن تكونوا أفضل منها أيها الزنتان فالمصير سوف يكون واحد و لكم في برقة المثال المبين.
إن قبيلة الزنتان في مهب الريح فقد ثم طردها من المطار و نعتوها بكل الأوصاف رغم أن التمشيط و التعذيب و القتل أشترك فيه كل الفبراريين. قبيلة الزنتان غير محبوبة من قِبلْ جيرانها مند زمن طويل و ركوبها سفينة برنارد أفقدها تعاطف و مساندة قبائل ليبيا من ( الصيعان، النوائل، الأصابعة،الرياينة، القذاذفة، ورفلة،العربان، أولاد بريك المعدان،الحسون،أولاد وافي، ورشفانة، ترهونة، الحساونة، المقارحة، المشاشية، الطوارق، الفواتير و أولاد الشيخ، العواقير، الجوازي، أولاد علي، إلي أخره).
فالقادم سوف يكون سئ بالنسبة للزنتان التي فقدت البوصلة و آثرت الإنضمام إلي الإنهيار، لإن وجود سيف الإسلام معمر القذافي في الزنتان أصبح يزعج حكام ليبيا الجدد. و بدأ واضحاً أن سفينة الزنتان بدأت تتقاذفها الأمواج وريح فبراير الفوضاوية و من خلال التهديدات التي قررت أن تكون الزنتان الهدف التالي و الخبر الذي لا نريد سماعه هو أن الزنتان أصبحت تاورغاء ثانية.

د. جمال بن نائل