اغتيال بلعيد ، الجزيرة هذا الصندوق الأسود

أحمد الحباسىاحمد-الحباسي

القاتل الإرهابي المأجور الذي ضغط بدم بارد على الزناد لقتل الشهيد شكري بلعيد يشبه في كثير من التفاصيل القبيحة “الوثائقي ” القذر الــذي أعدته محطة الصهيونية القطرية ” الجزيرة” ، كلا الفعلين تما بدم بارد و بواسطة زناد إرهابي ، هكذا تعاملت حركة النهضة مع المعارض الشهيد شكرى بلعيد ، قتلته بدم بارد ، هكذا تعاملت القناة الصهيونية بدم بارد ” إعلامي ” مع هذه الجريمة السياسية بامتياز ، استحضرت كل شياطينها الإعلامية لتلويث سمعة الرجل و سمعة عائلته ، فقط المافيا و تجار المخدرات و كبار العصابات الإرهابية قادرة على هذا الفعل الرديء ، فقط حركة النهضة الإرهابية و ذراع الإخوان و الصهاينة الإعلامية الجزيرة قادران على هذا السلوك .

لا أخلاق لحركة النهضة زاعمة الفضيلة و الأخلاق ، لا أخلاق لقناة الصهيونية القطرية زاعمة الرأي و الرأي الآخر ، و في عهد حركة النهضة الدموية أصبح شعار مكافحة الفساد الكاذب هو الفساد بعينه ، و في “عهد” محطة الجزيرة أصبح البحث عن المعلومة النزيهة هو التضليل و الضلال بعينه ، فبحجة البحث عن حقيقة قاتل الشهيد بلعيد تم إعداد وثائقي يشبه في كثير من التفاصيل كل وثائقيات الجزيرة التي تعدها المخابرات الصهيونية لتشويه المعارضين العرب ، فالجزيرة ذراع إعلامية للمخابرات القطرية التي هي في الأساس جزء من الموساد و المخابرات المركزية الأمريكية ، وبحجة البحث عن الحقيقة تمت مصادرة و تغييب الحقيقة كل ذلك لينتهي الوثائقي إلى النتيجة التي تبحث عنها المخابرات الصهيونية ، تشويه المعارضة التونسية بكل الطرق لفائدة مشروع بث الانشقاق داخل الطبقات السياسية التونسية .

الجزيرة في وثائقي الصندوق الأسود الذي يشبه في كثير من الأهداف و التفاصيل الكتاب الأسود الذي أعده الموظف لدى نفس القناة الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي لغاية تشويه الطيف التونسي بكل ألوانه و الذي انتهى إلى “معاقبته” شعبيا في الانتخابات التشريعية يوم 26/10/2014 بسقوط حزبه ، قلت الجزيرة في هذا الوثائقي حاولت في الظاهر ، و هي متعودة على ذلك ، البحث عن الحقيقة المفقودة منذ أكثر من عام و نصف من الاغتيال و لكن الهدف لم يكن إحقاق الحق كما ذهب إليه بعض المغفلون و الصائدون في الماء العكر و إنما إيذاء خصوم حركة النهضة الإرهابية التي تعانى من هبوط حاد في الشعبية نتيجة عملياتها القذرة ضد الشعب التونسي و الذي تجلى في العقاب الشعبي في الانتخابات التشريعية الأخيرة عندما سقطت شعبيا لصالح حزب نداء تونس أو ما عبرت عنه وسائل الإعلام بالزلزال السياسي الذي غير خارطة المشهد السياسي و خاصة حماية أزلام حركة النهضة من المحاكمة السياسية و القانونية المنتظرة بمجرد صعود الحكومة المنتخبة إلى الحكم .

هناك حقيقة منطقية ثابتة تقول و تتهم أنصار الشريعة الجناح العسكري لحركة النهضة بتمويل و إعداد خطة الاغتيال و تنفيذها ، هذا ما توصل إليه و أعلنه على العريض وزير داخلية حكومة النهضة نفسه، لكن الجزيرة لم تبحث في هذه الحقيقة قصدا ، بل حولتها إلى قضية شرف و مس من عرض زوجة الشهيد ، هذا هو إعلام المخابرات ، هذا هو فكر الإخوان التشويهي ، و هذه هي حكومة قطر المتآمرة على الشعوب العربية ، و بعد قليل سيأتي الدور على “فضيحة” عبد الفتاح السياسي بعد أن شوهت وثائقيات الجزيرة عائلات صدام حسين و معمر القذافى و حسنى مبارك ، دون أن تأتى على ذكر فضيحة يتيمة لحاكم قطر ، لكن محطة المخابرات لم تنتبه إلى أن الغباء ليس سمة تونسية و أن هذا الشعب الذي أطاح بطاغية لا ” يأكل” من هذه الوجبات المسمومة ، فالجزيرة تريد الإقناع بكونها تعارضت “للمصادرة” من فرقة مكافحة الإرهاب التونسية ، و بكون المحامى فوزي بن مراد قد وقع تسميمه لأنه يعرف حقيقة الاغتيال ، و بكون زوجة الشهيد لها علاقة محرمة ، و بكونها أخفت طلاقها من الشهيد عن الناس ، و بكون رجل الأعمال كمال اللطيف هو المدبر لعملية الاغتيال ، تلاحظون معي أنه لا رابط منطقيا يجمع هذه الخيوط .

تناست الجزيرة أو إعلام المخابرات أن قاتل الشهيد بلعيد هو نفسه قاتل الشهيد محمد البراهمى بعد أشهر من عملية الاغتيال الأول ، أن نفس الاغتيال الثاني قد تم بنفس سلاح الاغتيال الأول ، أن المحامى فوزي بن مراد قد توفى في الأثناء ، أن زوجة الحاج البراهمى ليست مطلقة و ليست لها علاقة محرمة ، و أن كل الأبحاث التي تمت في عهد حركة النهضة نفسها قد أثبتت أن أنصار الشريعة التابعة لحركة النهضة فعليا هي من قامت بعمليتي الاغتيال السياسية و أن الأبحاث لم تثبت علاقة كمال اللطيف بعملية اغتيال بلعيد و البراهمى ، تناست الجزيرة أن كل وسائل الإعلام قد كشفت أن السيدة بسمة الخلفاوى مطلقة من الشهيد بلعيد ، و أن “عشيق” الجزيرة قد مات من بين عدة أشخاص في حادث مرور تم الحديث عنه في وسائل الإعلام في حينه خلافا لما تزعمه القناة ، أن وزارة الداخلية قد حذرت الشهيد من تعرضه إلى محاولة اغتيال محتملة على يد مجموعات إرهابية بعد وصول معلومات مؤكدة و هو ما تحدث عنه الفقيد في آخر مقابلة في قناة ” نسمة” التونسية .

لا شك أن محطة الجزيرة الصهيونية لا تبحث عن الحقيقة و همها الوحيد تبييض الوجه القبيح للإخوان و بالذات حركة النهضة التونسية ، بالمقابل ، لا يجب أن يذهب في ظن محطة المخابرات أن دم الشهداء سيذهب هدرا و لا يمكن لحركة النهضة الإرهابية أن تفلت من العقاب بعد أن تضع الحكومة الجديدة يدها على الملف ، لا يجب أن يظن الرئيس المرزوقي المتعاطف و المتحالف مع الإرهاب و مع هذه الحركة الإرهابية و مع أعوانها القطريين الصهاينة أن التاريخ سيغفر صمته القبيح على اغتيال الشهداء ، لا يجب أن يفكر رئيس المجلس التأسيسي السابق مصطفى بن جعفر أن وضع اليد في يد القتلة له ثمن ” انتخابي” معلوم ، لا يجب أن تظن “الجزيرة” أنها محطة إعلام لان الإعلام لا يبنى على جثث و دماء الأبرياء .