لهذه الاسباب تخشى واشنطن و الغرب قيادة بوتين لروسيا ؟؟

المتتبع لسياسة روسيا بعد انهيار الاتحا د السوفيتي عام 1991 يتاكد له ان موسكو كانت صادقة في نهجها بالتعامل مع الغرب وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية لاخشية منه لكن ظنا منها ان الغرب قد يعدل من نهجه الاستعماري التوسعي وان العالم الذي عاش فترة حرب باردة قد يتنفس الصعداء لكن الولايات المتحدة التي تقود الغرب الطموح لاخضاع العالم لمشيئته خيبت امال موسكو واستغلت هذا النهج الروسي المتواضع للتمدد والتوسع شرقا ولعل سعي واشنطن الى ضم دول انسلخت عن الاتحاد السوفيتي الى حلف " ناتو" لاسيما تلك المجاورة لروسيا كان بمثابة مؤشر خطير على النهج الضاغط على روسيا ومحاصرتها فضلا عن النهج الامريكي الغربي و التوسعي والاستبدادي في مناطق عدة في العالم وفي مقدمتهاالمنطقة العربية نظرا لموقعها الجغرافي ووجود النفط بهدف الانفراد بالعالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا والتخلص من الانظمة والحكومات التي لاتدين بسياستها للغرب الاستعماري وصولا الى غزوها وتدميرها من خلال بسط الهيمنة احادية الجانب

. ولعل تجربة العراق وليبيا واسقاط الدولتين فيهما واحدة من تلك الاهداف الاستعمارية بصرف النظر عن طبيعة الحكم فيهما سواء كانا " من الانظمة الدكتاتورية ام الشمولية والقمعية لانهما كانا لايختلفان عن انظمة" عائلية" تقيم الولايات المتحدة علاقات مميزة معها وربما افضل من تلك الانظمة وان واشنطن لم تثر اية " بالونات اوفقاعات الديمقراطية او الحرية او حقوق الانسان ازاءها" مثل السعودية ا و وقطر وغيرها ".

وبقيت روسيا رغم كل ذلك تسعى الى اقامة علاقات متكافئة مع الغرب وخاصة في اوربا واطلقت على " دول الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة" تسمية " الشركاء" ورغم كل ذلك واصلت واشنطن سياسة معاداة موسكو وتضييق الخناق عليها تارة تحت واجهة ضم دول سوفيتية سابقة الى حلف الاطلسي وتارة من خلال اقامة " درع صاروخية" في اوربا وعلى اراضي دول مجاورة لروسيا بحجة حماية " دول اوربا الغربية" من الصواريخ الايرانية وهي كذبة لاتنطلي حتى على الطفل.

روسيا وفي عهد الرئيس يلتسن كانت منشغلة بترتيب اوضاعها الداخلية بعد الانهيارات التي اعقبت او تزامنت مع انهيارالاتحاد السوفيتي ومنها انهيار جدار برلين لكن هذا الامر لم يستمر طويلا بعد ان وصل الى سدة الحكم الرئيس فلاديمير بوتين هذا الشخص المقتدر الذي يعرف الكثير عن خبايا ومشاريع واسرار الغرب الاستعماري وهو الابن البار للاتحاد السوفيتي قبيل انهياره " منذ كان في المانيا الديمقراطية ممثلا لجهاز المخابرات السوفيتية في برلين الشرقية اضافة لحسه القومي والوطني وحبه لبلاده وقد تجسد ذلك في الموقف الروسي الصلب ازاء ازمة اوكرنيا وما تخللها من استعادة موسكو " جزيرة القرم بعد ان شعرت ان تهديد امنها القومي والوطني بات قوسين او ادنى .

وتواصل السجال بين " موسكو" التي انضمت اليها الصين ودول بريكس وايران عندما تمادت واشنطن في سياستها العدوانية للتخلص من سورية الدولة والنظام وهي اخر حليف ربما لروسيا في المنطقة وبين الغرب بقيادة امريكية كان بوتين واضحا هذه المرة ازاء الغرب ولن يخفي او يجامل بل ان معظم تصريحاته الصحافية كانت تتسم بالسخرية من " الغرب" اي انه شعر ان " مصطلح الشراكة" ماهو الا اكذوبة لم تلنزم بها الاطراف الاوربية في سياستها الذيلية للولايات المتحدة الامريكية

. بوتين كان يرد على الصحفيين الغربيين الذين يتعمدون اثارته بطريقة تنم عن ثقة بالنفس وهو مايحصل لانه يمثل دولة عظمى لها وجودها على الساحة العالمية لايمكن نكرانه حتى بغياب الاتحاد السوفيتي ومن تلك السخرية المعهوده عنه ازاء الغرب قال مرة ان الدب عندما يدخل الغابة لايطلب اذنا من احد والدب هنا هو رمز لقوة سوريا واعتدادها بالنفس

. واخر صيحة غربية مثيرة للسخرية اشاعات ترددت في وسائل الاعلام مصدرها اجهزة استخبارات غربية " مفادهاان بوتين مصاب بسرطان البروستات"" اوانه يعاني من مرض ما.

شيئ طبيعي ان يتعرض اي انسان للمرض لكن هل هذا يعني نهاية االمطاف بالامس كان السيد " خامنئي" هذا الرجل الكبير في السن اجرى عملية استئصال " سرطان البروستات" اين هي المشكلة هل انتهت ايران ؟؟

هناك قيادة فذة في روسيا وهناك مليون " بوتين" يحب روسيا ويضحي من اجل الحفاظ على تاريخها وتراثها القومي ولمن لايعرف روسيا فليستمع الى بعض الاغاني الوطنية التي تمجد " تربة البلاد.

بالامس قالوا عن الصين انها نمر من ورق وجاء الرد ان لهذا النمر انياب وها هي الصين قوة عظمى لايستهان بها " اقتصاديا وعسكريا" وحتى واشنطن رضخت واقرت بهذا الوجود الدولي. روسيا لن ترسل جيوشها او مرتزقتها للدفاع عن سورية لكنها وقفت موقفا في مجلس الامن حال دون اعطاء مبررات لغزوها عسكريا رغم ماتعانيه من عدوان يتواصل منذ اكثر من ثلاث سنوات واجهته بكل بسالة انه " الارهاب" لكن واشنطن وحلفئها الغربيين والانظمة الفاسدة في المنطقة تكالبت جميعها من اجل محاولة تكرار ذات الجريمة التي ارتكتبت في العراق و ليبيا للتخلص من النظام الحاكم في سورية تحت اعذار واكاذيب عديدة؟؟