ما قصة «أغنية فيروز الممنوعة من النشر»؟!

انتشرت في الأيام الماضية أغنية للسيدة فيروز بعنوان "سافرت القضية" على مواقع التواصل الإجتماعي، قيل أن فيروز غنتها عام 1967 في الجزائر وقد منع تسجيلها او نشرها منذ تلك الفترة، ولا تزال طي النسيان منذ ذاك التاريخ حيث لم تخرج الى العلن قبل الآن.

موضوع الأغنية يتمحور حول القضية الفلسطينية، حيث تمثل كلماتها نقداً لاذعاً للأمم المتحدة وطريقة تعاطيها مع القضية الفلسطينية، وقد بنى الناشطون إدعاءاتهم على موضوع الأغنية، حيث زعم البعض ان النقد اللاذع فيها هو سبب تهميشها وكتمانها.

وعلى الرغم من رداءة التسجيل، والذي يشير الى انه قديم العهد فعلاً كما قيل، إضافة الى النقد في كلمات الأغنية، الأمر الذي قد يرجح فرضية منع نشرها او تسجيلها في تلك المرحلة، إلا أن ثقتنا بالسيدة فيروز وبجرأة الأخوين رحباني، دفعت بفريق عمل سلاب نيوز لتقصي حقيقة منع نشر الأغنية وتفاصيل ما أشيع عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

وبعد محاولات عديدة للإتصال ببعض الشخصيات القريبة من السيدة فيروز، بعضها أجاب نافياً علمه بالأغنية والبعض الآخر لم يجب على اتصالاتنا، كان لنا تواصل مع الأستاذ الجامعي محمود الزيباوي، والذي يعتبر من أبرز الملمين بأرشيف الأخوين رحباني والسيدة فيروز، اكد زيباوي لـ"سلاب نيوز" عدم صحة ما يشاع حول تلك الأغنية، مؤكداً انها أغنية نادرة التداول للسيدة فيروز، لكنها لم تكن يوماً ممنوعة.

وأشار زيباوي أيضاً، إلى أن الأغنية لم تغنًّ في الجزائر كما قيل، بل في دمشق عام 1968 خلال إفتتاح مسرحية الشخص التي أقامها الرحابنة وفيروز آنذاك، وقد اعيد تأديتها أكثر من 20 مرة في حفلات دمشق، كذلك فقد أذاعتها الإذاعة الأردنية وهي موجودة في الأرشيف وبالتالي لا صحة لأي انباء عن منع تسجيلها. وقد نوه زيباوي إلى أن موضوع هذه الأغنية قد طرح عدة مرات حيث نشرت تحت عناوين عدة أبرزها "أغنية فيروز الممنوعة من النشر" وقد حصلت عدة محاولات لإثبات عدم صحة ما يشاع عبر الإنترنت، إلا أن احداً لم يدقق معلوماته وما تزال الإشاعة سارية.
فيما يلي كلمات الأغنية والتسجيل المتداول:

سافرت القضية
غناء: السيدة فيروز
كلمات وألحان: الأخوين رحباني

سافرتِ القضية تعرُضُ شكواها
في رُدهَةِ المحاكمِ الدَّوْلية

وكانت الجمعية قد خصصتِ الجلسة
للبحثِ في قضيةِ القضية
وجاء مندوبون عن سائرِ الأممْ
جاؤوا من الأمم
من دول الشِّمال والجنوب
والدولِ الصغيرة
والدولِ الكبيرة
واجتمع الجميع في جلسةٍ رسمية

وكانت الجمعية قد خصّصتِ الجلسة
للبحثِ في قضيةِ القضية

وخطَبَ الأمينُ العام
،حكى عن السلام
وبحث الأعضاءُ الموضوع
وطُرِحَ المشروعْ
عدالةُ القضية، حريةُ الشعوب
كرامةُ الإنسان، وشُرعةُ الحقوق
،وقفُ إطلاق النارْ، إنهاءِ النزاع
،التصويتْ، التوصيات
،البتُ في المشاكلِ المعلقة
!الإجماعْ...

وصرّحت مصادرٌ موثوقة
نقلاً عن المراجع المُطَّلعة
،ودَرستِ الهيئة، وارتأتِ الهيئة
وقَرَّرتِ الهيئة إرسالَ مبعوثْ

وصرّحَ المبعوث بأنه مبعوثْ
،من قِبَلِ المصادرْ
وأنَّ حلاً ما في طريقِ الحلّْ

،وحين جاء الليلْ
كان القُضاةُ تعِبوا
أتعبَهم طولُ النِقاش
فأغلقوا الدفاترْ، وذهبوا للنوم
!...وذهبوا للنوم
وكان في الخارجْ صوتُ شتاءِ وظلامْ
وبائسونَ يبحثونَ عن سلامْ
والجوعُ في ملاجئِ المشردين ينامْ
!...وكانتِ الرياحُ ماتزالْ تقتلِعُ الخيامْ