من ذاكرة تونسية: عذرا شهداءنا

زينب السماوي

يومها كنت نتابع في الاحداث و انا على جمر….
قلبي و روحي في تونس و انا في باريس عم درس عربية لتونسي عايش في المهجر….
تونسي لا يعرف عن تونس الا الشمس و البحر و العطل في افخر النزل…
تونسي لا يعرف القمع و الظلم و الاستبداد و القهر الي عايشة فيه فئة من بنات و ابناء بلده…
اخر الاخبار انو بعد مسيرة صفاقس الكل متوجه للعاصمة….
احساسي انو نهاية الطاغية مش بعيدة…
تلميذي مش فاهم توتري…
رنة الموبايل…
اخي من تونس…
“زينب… بن علي هرب…. الكلب هرب… زبنب راهو هرب….
– عمر… بربي يزي…
– و راس اختي راهو هرب…. ”
انا في باريس نبكي و خويا في تونس يبكي و قداش كنت نتمنى نكون في تونس في هاكي اللحظة…
تلميذي مش فاهم شي…
جريت على التلفاز و شفت النقل المباشر….
الموبايل مش عم يسكت…. الكل عم يهنيني… و انا مش مصدقة…. قداش حلمت بهاليوم… قداش من مرة و انا موقوفة و عم اتحدى اعوان الشرطة و انا عم قلهم يجي اليوم يلي نتخلصو فيه منكم…
ساندرو…. رفيق الدرب من اول يوم نزلت فيه للشارع بالعلم التونسي لنتظاهر…
ليلتها نزلنا نحتفل… رنة صوته و هو عم يباركلي مش عم تفارقني لهاللحظة…
امي… ابي…. عايلتي…اصحابي…. الكل مش مصدقين…
ليلة ما تتنساش… رغم البعد كنت حاسة روحي في عالم اخر… من كثرة الصياح فقدت صوتي…
لوجه الصبح و نحنا في الشارع…
و بدات المغامرة… مشروع امنت بيه منذ سنين… من السر الى العلن….
من مشروع مقاومة الاستبداد والدكتاتورية الى مشروع بناء… من باريس الى تونس…
4 سنين مروا… بين حلو و مر… : انتخابات، مجلس تاسيسي، دستور لكن في نفس الوقت اغتيالات و حرب اعصاب ما تنطاق.. منذ البداية و هوما حابين يفشلو هالمشروع….
تجربة كنت نحلم نعيشها و عشتها…
4 سنين تنفست فيهم الحرية كيف ما كنت اتمنى…. لكن في نفس الوقت تعبت…. تعبت لانو مش ساهل انك تسبح ضد التيار…
انتخابات من جديد و نتيجة تعلن عن فوزهم….
لن اقول عادوا لانهم لم يرحلوا… كانوا هنا لافشال مشروع البناء…. و نجحوا…
كان بن علي رئيسهم…. و تعودوا على العبودية… منذ 31 جانفي 2014 و السبسي رئيسهم….
اعود الى موقع المعارضة من جديد… لانني لم و لن اكون عبيدا يوما ما….
و تبقى تونس هي العزيزة…
عذرا لشهادئنا، الله يرحمهم… الكلمات تعجز عن وصف شعور الخجل و العجز امام دمهم اللي سال…
عذرا يا بنات و ابناء تونس على دمكم الغالي الي سال…