تعزية خاصة من د حمزة التهامي للأسير اللواء منصور ضو وقبيلة القذاذفة في وفاة الحاج أمحمد ضو

ـ برغم الصخب والضجيج الغامر الذي يجتاح الوطن .. برغم رفقته للسلاح منذ مطلع شبابه .. وامتهانه الجندية .. رغم رغم معايشته للحمم وهي تقذف على بلدته ( سرت ) براً وبحراً وجواً وتعرض منزله للقصف المباشر بصاروخ من صواريخ الناتو وهو و عائلته بداخله في شهر سبتمبر2011م مما أجبره على مغادرة موطنه رفقة أسرته وبناته الى الجنوب تاركاً أبنائه في خطوط المواجهة .. رغم مكابدته للنوائب التي أنهالت عليه في تتباع مريع .. التي قاسى معها مرارة الفقد كما لم يقاسها أحد ! التي أستهلها القدر بإختطاف فلذة كبده عبدالله أو " عبدّه " كما يحلو له أن يناديه الذي نال الشهادة دفاعا عن الوطن والحق في معركة الشرف في 2011م ولم تكد نار " عبده " أن تخمد حتى شبت من جديد بأسر الشقيق المجاهد البطل العميد منصور ضو أحد أوفياء" رتل العز " الأفذاذ ، لم يكد يلتقط أنفاسه ويرتب أمور معيشته في مقر إقامته " الجديد " حتى فُجع في شقيقه " الحاج سعد " .. وأي " سعد " ؟ الأخ والرفيق والصديق والعضد والعون ..، لم يدر بخلد حتى أكثر المتشائمين أن يصل به حد المعاناة الى أبعد من هذا .. لكن الرحلة تواصلت حتى وصلت المحطة الأكثر أسى ولوعة .. كان المصاب عظيم والخطب جلل هذه المرة !! إنه الإبن " إبراهيــم " نعم .. العميد ركن : إبراهيم امحمد ضو الإبن الأكبر له ! المجاهد المحتسب الذي لم يفقد روح المثابرة والمقاومة رغم التخاذل والنكوص .. وإنعدام ذات اليد.. المقربون يرون أنها الضربة القاصمة التي أتت على ماتبقى من فتات عزم لدى الرجل..تلاها على عجل رحيل " الأم " ..!! بالرغم من هذا كله آثر الرحيل في صمت دون ضجة .. قام هذا الصباح .. صلى .. جلب الخبز من المخبز .. أتكأ في ( المربوعة ) لتصعد الروح الطيبة الودود الى بارئها .. في هدوء ودعه .
سلام عليك " أمحمد ضو إبراهيم منصور ".. ووداعاً أيها العزيز الكريم .. من صحاري "عقي " حيث أبصرت عيناك النور.. وطاردت غزلانها يافعاً .. الى وديان ومراعي " سرت " وأنت ترافق ذات الوبر.. وداعُ من قارة جهنم الى الظهير إلى البوانيس المقر الأخير .. وداعاً .. وداعاً .. وداعاً .. أسأل الله الرحمة والمغفرة لك .. بقدر حزننا على فراقك .