صالح الابيض وعبير الترهوني وغيرهم

هل يستطيع صالح الأبيض أن يرسم ضحكة على وجوه أطفال بنغازي المشردين بدون مأوى و نسائها المرعوبات من القذائف الطائشة و هو يتهكم على جماهيرية الإعلام و كتايب الطاغية التي تمزقت أجسادها بالتوماهوك في قار يونس و لم يتبقى منها إلا حبوب الفياقرا علي حسب قولهم .. و هل تجرؤ عبير الترهوني أن تتجول بسيارتها التي أستلمتها من الحرس الشعبي لتحيي معجبيها في شارع عشرين و تخبرهم بحسرة أن الطاغية حرمها من حضور ( مهرجان كان ) لأن فرنسا أحتلت فزان و جعلتها نسيآ منسيا .. و هل ستجد حنان الشويهدى جموع يصفقون لها بحرارة في مسرح بنغازي على دموعها تأثرآ بمأساة إيمان العبيدي و تذكرهم بمنعها من أداء دور (الأميرة ديانا) التي طرد الطاغية أسلافها من الديقادوستا و ويفل .. و هل سيجد فرج عبدالكريم حديقة أمنة أو شارع بدون رصاص أو بيت عامر بالحب و الطمأنينة في الليثي و بوهديمة و الفويهات و حي الدولار ليصور مشهد يتهكم فيه على الطاغية الذي أخجل ( كازي روما ) بارغامه على تقبيل يد محمد عمر المختار و يذكرهم ببطولات المستشار المبارك خلف الملك الصالح .. و هل سيجد سيف النصر من يستقبله من أهالي رباية الدايح و هو يغني لهم ( الصابري عرجون الفل ) الذي وعدهم ليفي أن يتحول لحدائق فل و ياسمين قبل غزوات الثائر الزهاوي .. و هل سيجد حميد الشاعري الشباب مكتظين في إنتظاره بتيبستي لإلتقاط الصور التذكارية و هو يغني لهم عن نسيم الحرية و مصراتة الصمود و ( خليفة ما جابت بنغازي كيفه ) الذي أسر في أوزو و عجز في البريقة و فشل في بنغازي .. و هل سيجد ابراهيم عبدالعظيم من ينتظره في مقهي الديوان ليحييه على إبداعاته و هو يتمتم لهم بسر منعه أن يكون ( بودري ) و يغني الريقي و الراب بدل النجع و الجلسة و رفاقة عمر التي لا تعبر إلا عن القهويين و رعاة الإبل و الغنم .. و هل سيجد محمد الهوني و سمر بوحلفاية و خالد عثمان من يتصل بهم من شباب بنغازي و البيضاء ليشكر لهم طيور الأبابيل و يحي كلينتون و يترحم على كريس الذي كان ممنوعآ في قناة الليبية بعهد الطاغية الذي يفخر بأسر فيلادلفيا و إسقاط F16 في خليج التحدي .. و هل سيجد فوزي العيساوي من ينتظره في مقهى أوزو ليسأله عن تعاقدات نادي النصر و يخبرهم بمنع الطاغية له من الإحتراف في ( جوفنتوس ) لأن إيطاليا لم تعتذر عن شنق عمر المختار و الفضيل بوعمر .. و هل سيجد بالراس علي إستوديو في إذاعة بنغازي ليعلق على مباريات الأهلي و يذكر لهم البطولات و الإبداعات التي طمسها الطاغية عنهم و عدم دعمه ليكون محلل في ( الليقا ) لأجتياح إسبانيا الشواطئ الليبية في القرن الخامس عشر و منعه من لقاء زيكو في ( كوبا كابانا ) لأنه زار الكيان الإسرائيلى . غابت إبتسامات رباية الدايح منذ غياب عباءة الفرح .. و منذ ذلك الرحيل سقطت الأقنعة لتمارس ذات الوجوه فنون الخداع و بيع الأحلام بالأكف المغموسة بالحبر الممزوج بدم المراهقين و المخدوعين بأبراج الوهم .. الفن رسالة كما الأدب و الثقافة و الإعلام و الرياضة .. و الرسالة أمانة لا يستطيع حملها أصحاب الأيادي المرتعشة و القلوب المرتجفة و الضمائر الميتة .. الفنون يحملها أصحاب الأحاسيس المرهفة و المشاعر النبيلة و ليس التجار و المصلحيين و المنافقين والمتسلقين .. سيبقى البيان صادحآ بالحق .. و ستبقى القدس كلمة سر ترسم في الذاكرة محطات عز و مجد .. و سيبقى الفاتح حجة على تحرير رباية الدايح من أحذية الديقادوستا و ويفل و العدم .. وطأطأة رؤوس مجرمي معتقل العقيلة و ألغام الجغبوب .. و سيبقى التاريخ شاهدا حيآ و منصفآ لمن حمل روحه على كفه في لحظة قدر رهيبة ليهدي بيان الخير لتراب شبع ذل و هوان .. و شاهدآ على من دنس تراب رباية الدايح بنجاسة المرتدين و جنود أبليس و يهدي شبابها الواعد شرارة دم و دموع و خراب و يصبحوا دوايح في شوارع الإسكندرية و مقاهي مطروح .