ليبيا، خزان الموت.

أحمد الحباسى

كل الشعارات الزائفة سقطت في ليبيا ، و الذين سوقوا لهذه “الثورة” الليبية اللعينة القذرة من الصهيوني برنار هنري ليفي إلى محمود جبريل إلى الصلابى و بقية تجار الدماء الذين جاءت بهم قطر في بداية مشوار رحلة تدمير ليبيا على يد حلف الناتو بالتعاون طبعا مع المخابرات الصهيونية القطرية يقفون اليوم مبهورين بهذا ” الانجاز” الثوري الذي أغرق المياه البحرية الليبية بالدماء البريئة لواحد و عشرين مواطنا مصريا من الإخوة الأقباط ، سقطت كل الشعارات في نفس اليوم الذي اندلعت فيه “ثورة” تدمير ليبيا بكل ما فيها و على من فيها خدمة للصهيونية الماكرة و للمآرب النفطية العالمية ، و الذين بحثوا عن جواب لسؤال العقيد القذافى الشهير : من أنتم ؟ لعلهم اليوم قد توصلوا بعض الشيء و بكثير من التضحيات إلى معرفة هوية هؤلاء القادمين لتدمير ليبيا.

في نبأ عاجل منعت المغرب الطائرات الليبية من دخول مجالها الجوى ، إذا صح الخبر بالطبع ، فلعله القرار الأول الصحيح الذي يتم اتخاذه في الاتجاه الصحيح ، فليبيا قد تحولت إلى بلد الطاعون الإرهابي الأول في العالم و إلى مساحة جغرافية تستغلها المخابرات التركية – الصهيونية – القطرية كمحطة دائمة لتمويل و تدريب و تسليح العصابات الإرهابية بهدف تدمير دول الجوار تونس و مصر بالذات و الجزائر على المدى القريب ، و ما تنقله محطة الجزيرة من “أخبار” مزيفة عن الوضع يفرض طرح ألف سؤال و يبعث بإشارات مسمومة مرعبة حول القادم من أحداث مرعبة في هذا البلد ، و إذا تنبهنا أن مجلس التعاون الخليجي لم يستطع لجم المؤامرة القطرية خاصة بعد أن تبين سقوط النفوذ السعودي فمن الواضح أن قطر و تركيا هما من يديران اللعبة المدمرة اليوم تحت رعاية برنار هنري ليفي بعد زيارته العاصفة الأخيرة إلى تونس .

تحولت ليبيا جغرافيا على الأقل إلى أفغانستان أخرى بمقاييس أكثر رعبا و تدميرا ، بل تحولت ليبيا إلى رقعة شطرنج تنفذ فيها لعبة الأمم بعنوان الاستحواذ الكامل على النفط و العمل على مواصلة تنفيذ مشروع تدمير الدول العربية ، من المهم إذن أن يتفهم العرب و بالذات القيادات السياسية في كل الــدول العربية و أخصها قيادات مصر و تونس أن وقت الصبر و التلاعب بالشعارات و انتظار المجهول قد ولى و لم يعد بالإمكان الصبر على هذا الوضع الكارثى في ليبيا بحيث يجب إقفال كل الحدود مع هذه الرقعة الجغرافية المصابة بطاعون الإرهاب لعزلها عن تدمير محيطها الجغرافي و العمل بكل الطرق على توجيه ضربات عسكرية نوعية داخل التراب الليبي لتدمير معاقل الإرهاب و لم لا فرض حصار بحري عسكري على هذه البيئة الدولية الحاضنة للإرهاب الدموي .

مع ليبيا ، لم يعد هناك مكان للشعارات “القديمة” من الجوار الليبي و الإخوة الليبية إلى غير ذلك من أبيات الشعر الوردية لان هذه الرقعة قد تحولت إلى موطن للموت القادم لدول الجوار ، و عزل ليبيا عن محيطها الجغرافي سيساعد بعض الشعب الليبي الرافض للعنف على تخطى هذه المرحلة ، بل من الواجب اليوم أن تبحث تونس و مصر بالذات على أماكن عمل أخرى لعمالتها التي تحولت إلى قربان تذبحه الجماعات الإرهابية و كسلعة مقايضة تفرض على الدول العربية تقديم تنازلات مخجلة في مجال التعامل مع الإرهاب، أيضا يجب نزع الاعتراف بهذه الدولة الإرهابية في كل المجالات حتى يتبين الجميع الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، في حين أنه يجب من ناحية أخرى على تونس و مصر و الجزائر بالذات التفكير في خطة عسكرية موحدة قادرة على التعامل مع الخطر الليبي خاصة أن المخابرات القطرية التركية الصهيونية هي التي ترعى تسليح القوات الإرهابية الليبية بكل الأسلحة النوعية القادرة على التعامل مع الضربات الجوية إضافة إلى غنائم هذه الجماعات من أسلحة النظام السابق .

لعله من المفيد التذكير اليوم أنه بعد ما حدث في سوريا لم يعد مجال للتفكير بالعاطفة في مواجهة أمهات الأحداث و المشاكل العربية ، و من الواجب على الشعوب العربية أن تعيد النظر في كم الشعارات السابقة و في كيفية التعاطي مع بعض الدول العربية المؤيدة للخيار الصهيوني و خاصة و بالذات في كيفية معاملة بعض الدول التي تقف اليوم لتشكل خطرا مرعبا بعد أن تحولت إلى بؤرة للإرهاب ، فلا مجال بعد أحداث سوريا أن نقبل بعضوية السعودية و قطر و ليبيا في نادي الدول العربية و لا مجال للتعامل مع شعوب هذه الدول بنفس التعامل الأخوي السابق خاصة أنها لم تعبر بصورة واضحة عن خيار تمسكها بالمقاومة و برفض التطبيع مع الصهيونية العالمية ، و عندما تقف الشعوب موقف المتفرج على خطايا حكامها فلا بد أن تحاسب على مواقفها لان مصلحة الأمة العربية تبقى دائما فوق كل اعتبار.

ليبيا ضاعت فى غوط الباطل والسبب السدج من صدقوا اكدوبة الحرية