كيف نفّعل الحراك الجماهيرى ليصبح واقعا ملموسا .. ؟

و الأن ماذا أنتم فاعلون ..؟
إنتظرنا أربعة سنوات كي نرى مثل هذه الهبة الجماهيرية عبر ربوع ليبيا ، أربعة سنوات كي يتخلى بعض الليبيين عن جبنهم و خوفهم و سلبيتهم و يخرجوا بصدور عارية رغم التهديد و الوعيد رافعين الرايات الخضراء متضامينين مع رجال الوطن الأسرى المعتقلين فى غياهب سجون الظلم ، أربعة سنوات و نحن نقول لابد لليل أن ينجلى و لابد للقيد أن ينكسر .
التحية العسكرية لكل الشرفاء الأحرار الذين إنتفضوا داخل الجماهيرية و خاصة أحرار و حرائر مدينة سرت الأبية المدينة التى دفعت الثمن غاليا أثناء و بعد عدوان النيتو و مدينة بنى وليد الرجولة ، و التحية لكل القبائل الشريفة التى خرجت على صمتها و أعلنت رفضها للأحكام الجائرة فى رموز الوطن .
لكن السؤال الذى يطرح نفسه اليوم هو : هل نكتفى ببضعة مظاهرات هنا و مسيرات هناك و بعدها كل واحد منا يعود لبيته و كأن شيئا لم يكن ..؟
هل نكتفى برفع الرايات و الشعارات ليوم واحد فى مكان واحد ثم نعود من حيث خرجنا و كأن شيئا لم يكن ..؟
هل نكتفى بهذا الحراك المحدود زمنيا و مكانيا كي تعود ريمة إلى عادتها القديمة ..؟
و لماذا إذن ناضلنا و واصلنا النضال طوال أربعة سنوات ..؟
أهذا هو المنتهى ..؟
يا جماعة .. أنظروا إلى الطرف الأخر الذى تحالف مع الشيطان للوصول إلى السلطة ، كيف كان و كيف أصبح ..؟
أدخلوا إلى مواقعهم و أنظروا بأنفسكم .. هم فى حالة من الضياع و الهزيمة و التراجع و إذا لم يتقدم الأحرار الشرفاء لملء الفراغ فمن سيتقدم ..؟
نعم دول عصابة حلف النيتو ماتزال تدعمهم .. و لكن الحاضنة الشعبية لم تعد معهم كما كانت ..؟
كل الأغبياء و الحمقى و المغرر بهم عرفوا الحقيقة و هم اليوم بين نادم و ساكت .. الدور عليكم ماذا أنتم فاعلون ..؟
من يدعم فجر ليبيا اليوم بالسلاح و المال و الإعلام ..؟
طبعا هي نفس الجهة السابقة ، مع فرق بسيط أن هذه الجهة لم تعد تعربد فوق الأجواء الليبية اليوم .
فإذا لم يبادر الشرفاء الأحرار لإستغلال هذه الفرصة و تفعيل الحراك الجماهيرى على الأرض فمتى سيكون ذلك ..؟
تذكروا ما حدث فى ليبيا بداية نكبة فبراير ، الأمر إحتاج فقط لكمشة من الخونة و العملاء كي يسيطروا على مدينة بنغازى عسكريا ، بل أن سقوط مدينة طرابلس جاء نتيجة صعود هؤلاء أعالى البنايات بغض النظر عن الخيانة التى حصلت .
الجبن و السلبية هما اللذان أسقطا مدينة بنغازى و طرابلس و كل ليبيا بيد هؤلاء المجرمين حكام ليبيا الجدد لذلك تجدهم أكثر الناس تمسكا بالسلاح و هم لحد اليوم يرفضون التخلى عن فكرة حمل ميلشياتهم للسلاح سواء بتفاهمات أو من دون تفاهمات لأنهم يدركون أن بقائهم فى الحكم هو نتاج عملية سطو مسلح ليس إلا .
نحن لا نطلب من الأحرار أن يحصلوا على السلاح و يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة لأن الفارق كبير بينهما .
لكن لا تنظروا و لا تنتظروا شيئا من الطرف الأخر ، بل أنظروا إلى أنفسكم ماذا أنتم فاعلون ..؟
الأمر بسيط و بسيط جدا كي نفّعل هذا الحراك الجماهيرى داخل ليبيا .. نحتاج فقط لبضعة مجموعات صغيرة فى هذا الحي أو ذاك الحي ، لبضعة مجموعات صغيرة لا تتعدى المئة أو المئتين فى هذه المدينة أو فى تلك المدينة تنسق فى ما بينها و لا تكون تابعة لأي قبيلة ، التنسيق يكون حاضر بين تلكم المجموعات إنتظارا لساعة التظاهرة الكبرى .
قد يحصل إختراق لهذه المجموعة أو تلك ، لا تخافوا مادام الحراك سلمى فلا يهم الأمر إذا تم الإختراق لأنه كلما كثرت و زادت المجموعات ستنجح مجموعة و قد تفشل أخرى .. المهم العمل و التنسيق و التوفيق من الله .
يا جماعة .. لا أحد زايد عمر أو ناقص عمر ، و لا أحد يستطيع هزيمة إرادة فرد فكيف بإرادة شعب .
كل التواريخ العظيمة كُتبت بمبادرات فردية أو تحرك مجموعات صغيرة .. نحتاج لمبادرات فردية و مجموعات صغيرة حرة و مستقلة عن أي تبعية للخارج على الأرض تُحضر و تُنسق فى ما بينها داخل مدن الجماهيرية من دون خلفية قبلية و عندما تحين ساعة الصفر للتظاهرة السلمية أو للمسيرة الجماهيرية تنديدا أو تضامنا يخرج الجميع كرجل واحد فى ساعة واحدة .
إبتعدوا عن الجبن و السلبية و كوِنوا هذه المجموعات و التوفيق من الله ، ثم علينا أن نفكر من الناحية المالية كيفية دعم هذا الحراك كدعم عوائل الشهداء الذين يسقطون فى هذا الحراك و علاج جرحاهم ، يجب أن لا نتركهم لوحدهم لمجابهة غدر و ظلم الميليشيات الإجرامية .
الحراك بدأ و لن ينتهى إلا بإسقاط حكم الميليشيات الذين جاؤا على ظهر طائرات النيتو ، و من لم يركب هذا القطار و من لم يصعد الجبال يبقى أبد الدهر بين الحجار ، و شتان بين شجاعة الرجال و بين جبن الجبناء .

اتمني