عندما سلمت مصراتة مدينة سرت للدواعش

مادام عدّاد النفط يمشى بلا رقيب لصالح دول عصابة حلف النيتو التى تتوزع الأدوار فى ما بينها ، دول مع برلمان طرابلس و أخرى مع برلمان طبرق و تتصدق على كلا الطرفين ببعض الفتات ، و مادام الليبيون غير متوحدين تغلب عليهم روح السلبية و الإتكالية و الجبن ، و مادام المهجرون يرفضون العودة فسيبقى الحال على حاله .
و الأن أين هؤلاء الأغبياء السدج من أنصار الفاتح الذين رفعوا شعار : الدواعش و لا المزاريط .
بحّ صوتنا و نحن نشرح لكم أن لا فرق بين أصحاب اللحى المقملة ، قالها لكم الشهيد معمر القدافى و شرحها لكم المهندس سيف الإسلام القدافى ، و قلناها لكم أن داعش مخترق إستخباراتيا و هو لا يعمل إلا وفق مخطط أجنبى و مع هذا مازلت لم أفهم أثمة غباء من غباء لا نستطيع تفسيره .
قلناها لكم داعش و مصراتة وجهان لعملة واحدة ، الإسلام السياسى يرضع من ضرع واحدة يبدأها بالسياسة و ينهيها دائما بالعنف كاشفا عن وجهه الأخر المتعطش للدماء ، فى البداية يمثلون دور الدعاة المصلحون ثم يكشفون عن حقيقة و أسباب تواجدهم هؤلاء يريدون الحكم و فقط ، و لقد شاهدتم كيف تحالفوا مع الشيطان للوصول إلى الحكم أو للبقاء فيه و أخر همهم الدعوة و الإصلاح .
لقد نجحوا المزاريط و الدواعش مرة أخرى فى اللعب على عقول الأغبياء السدج و كلاهما من اصحاب اللحى المقملة.
لا أحد سأل لماذا سحبت مصراتة قواتها من مدينة سرت بعدما عاثت فيها فسادا و قتّلت أبناءها و سرقت مواردها و جردت سكانها من السلاح إسألوا أنفسكم هل كان ذلك بالإتفاق مع الدواعش ؟
حيث نجحا كلا الطرفين فى تمثيل دور الإخوة الأعداء عندما أوحت داعش أنها ستهاجم مصراتة حتى يتعاطف آهالى المدينة مع القادمين الجدد و ينضموا إليهم طلبا للإنتقام و يرفعوا شعار : الدواعش و لا المزاريط ، ثم طمع بعض الأغبياء السدج أن يأخد لهم الشيطان حقهم المغتصب .. ممن ..؟ من الشيطان نفسه ..!؟
فأي غباء هذا .. و أي جهل و قلة وعي و غياب العقل ..؟
ألم يتساءل هؤلاء الأغبياء : من يمول و يسلح فى تنظيم داعش ..؟
كيف يقرر داعش الذى كان متجها نحو مصراتة تغيير وجهته فجأة و يقبل بعملية المقايضة : الأمن مقابل المال ..؟
و لماذا مصراتة التى إختلفت سابقا مع تنظيم انصار الشريعة هي اليوم متفقة معهم فى مدينة بنغازى لمحاربة قوات حفتر و فى نفس الوقت هي متفقة معهم فى مدينة درنة لمحاربة الدواعش ..؟
كيف و لماذا تم سحب قوات الجيش الليبى المرابطة للدفاع عن حقول النفط و بالضبط قوات قبيلة المغاربة الذى أعقبه أمر بسحب قوات مصراتة فى وقت واحد حتى وجد الدواعش أنفسهم فجأة أمام سكان عزل من السلاح ..؟
ألا يعلم الأغبياء السدج أن أصل الداء إمارة قطر التى كانت ولاتزال تقف بسلاحها و مالها مع مصراتة التى تتلاعب بهم كما يتلاعب اللاعبون بالكرة ، فلمصراتة جيش من الخبراء و المخططين و المؤيدين من أمريكا إلى إسرائيل إلى قطر إلى تركيا ، و هل فهمتم لماذا لا يستطيع حفتر قصف ميناء و مطار مصراتة ..؟
اليوم قبيلة الفرجان و غدا من يدرى قد تكون قبيلة القدادفة هي المستهدفة و من تم باقى قبائل المدينة و الحبل على الجرار ، ألا يعلم الأغبياء السدج أن مصراتة اليوم فرحة جدا بما تفعله داعش فى المدينة ، و هي التى قالت لداعش أن إكملوا ما بدأتُ فيه قبل أربعة سنوات من قتل و تدمير و تهجير و سجن و تنكيل و إفساد فى الأرض حتى ننهى تواجد مدينة سرت من على الخارطة الليبية .
أنظروا إلى المدن العراقية و السورية التى دخلها ياجوج و ماجوج من الدواعش كيف كانت و كيف أصبحت ..؟
بحّ صوتنا و نحن نقول لكم أن داعش أنشأته الإستخبارات الغربية و مثل الوحش الذى يخرج عن السيطرة تتعامل معه اليوم تلكم الحكومات المجرمة التى كانت سببا فى إخراجه و زراعته فى بلداننا العربية ، هم يريدون داعش فى دول المشرق العربى و داعش فى مصر و داعش فى دول المغرب العربى حتى لا تقوم قائمة لشعوب و حكومات تلكم الدول هو ببساطة مشروع الشرق الأوسط الجديد و سياسة تقسيم المقسم أو سايكس بيكو الجديد .
ما يهمنا اليوم هو كيف نتعامل مع دواعش فى مدينة سرت ..؟
لا تنتظروا شيئا من قوات حفتر و لا من ميليشيات فجر ليبيا ، داعش سيمضى فى تثبيث إمارته على أرض سرت و سيحاول تكرار فعلته فى مدينة تكريت و مدينة الفلوجة فى العراق أو مدينة الرقة فى سوريا ، سيخترع قوانين ما أنزل الله بها من سلطان و سيفرض على الناس نمطا معيشيا من ملبس و سلوكات يعود تاريخها للقرون الغابرة و سينفد كل الحدود على طريقتهم الوحشية و ستجتمع كل العاهات المرضية فى مدينة سرت و سيستقطب كل المجرمين من آهالى المدينة و أي فرد يحاول الإنشقاق سيصلب من خلاف .. ببساطة داعش سيحاول بسط نفوده و التمدد نحو كل فراغ أمنى و سيستهدف خاصة القبائل الشريفة و حتى الدول المجاورة ، و بعدما ينجح فى نشر الفتنة و القتل و الدمار و بعد خراب مالطا تأت الطائرات الغربية لتلعب معه لعبة الغميضة و تلعب مرة أخرى على أدقان الأغبياء السدج .
مدينة سرت دفعت الثمن غاليا نتيجة موقفها و صمودها ، و آهالى سرت هم اليوم بين لاجئ و مهجر و مطارد و سجين و القصد من إدخال المدينة إلى هذا المستنقع هو مزيد من الدمار و الخراب حتى يستجير سكانها بالنار على الرمضاء هم اليوم يستهدفون فكر الناس و نفسية الناس فى المدينة .
يا جماعة .. علينا أن نفهم أن مدينة سرت و من ورائها كل المدن الليبية التى صمدت فى وجه عدوان النيتو مستهدفة فى نفسية سكانها و فى عقولهم الخضراء ، و عندما يتوقفون عن الحلم فى إسترجاع مجدهم التلد و سيادتهم و إستقلالهم و حريتهم سيتوقف كل شيء بإصبع زر واحدة .
ما حكّ جلدك سوى ظفرك .. عليكم الإعتماد على أنفسكم ، بحّ صوتنا و نحن نقول هذا الكلام لكن لا حياة لمن تنادى .