أسئلة قبل ساعة الصفر

التحضيرات تجرى على قدم فى كل الدول العربية التسعة التى أعلنت مشاركتها فى التحالف العربى ضد دواعش ليبيا .
ساعة الصفر غير المعلنة تقترب عقاربها من لحظة الحزم و قد يكون التوقيت قد حدد فى بداية شهر سبتمبر حتى قبل الإعلان عن تشكيل ما سمي بحكومة التوافق الوطنى.
و لأن خليفة حفتر من أكبر المتحمسين للضربات العسكرية الجوية هاهو اليوم يسابق الزمن قصد حشد أكبر عدد من الطيارين العرب ضد تنظيم داعش من خلال سفرياته المكوكية بين العواصم العربية ، و قد نجح فى ذلك .
السؤال الذى يطرح نفسه : من سيدفع تكاليف الحرب القادمة على داعش ..؟
إذا قلنا أن الطيارين السعوديين و حتى الخليجيين مشغولين اليوم فى اليمن فإن الأنظار تتجه إلى الطيارين المصريين و كذا الأردنيين و كلا البلدان وضعهما الإقتصادى لا يسمح بتمويل حرب طويلة المدى خارج حدودهما ، السلطة فى كل من مصر و الأردن فى عداوة دائمة مع تنظيم الإخوان المسلمين فكيف سيكون موقف إخوان ليبيا من المشاركة العسكرية المصرية ..؟
علما أن حكام طرابلس تابعين اليوم لكل من قطر و تركيا و هما على خلاف دائم مع القاهرة .
السؤال الأخر الذى يطرح نفسه هو: هل ستشارك الطائرات الغربية بعيدا عن حلفها الأطلسى فرادا و أسراب فى المعركة القادمة علما أنها تملك خبرة كبيرة من خلال عدوانها الأول على ليبيا ..؟
ثلاثى الإجرام " فرنسا ، بريطانيا ، أمريكا " أخد الجمل بما حمل ، و بإسم عدوان النيتو السابق سرقوا و نهبوا الخزينة العمومية الليبية " حوالى نصف ترليون دولار " فماذا بقي لحكام ليبيا الجدد من أموال ينفقونها على حرب قد تطول و قد تقصر بحسب الدعم المقدم للدواعش ..؟
ضف إلى ذلك هل خليفة حفتر شخص ذو نفود و ذو ثقة داخل ليبيا حتى يفرض أجندته على الطرف الأخر ..؟
علما أنه بدخول أول طائرة عسكرية الأجواء الليبية يكون حفتر بيد ثلاثة عواصم عربية ” القاهرة ، عمان ، أبو ظبي " تحركه كما تُحرك طائراتها .
العنوان البارز الذى يرفعه حفتر فى حربه الجديدة هو إعلان الحرب ضد داعش ، لكنه أيضا يحمل عنوان أخر موازى و هو الحرب على من ينافسه الحكم " ميلشيات فجر ليبيا " أو على الأقل إضعافهم .
لكن أهم شيء يعنينا فى هذه الحرب هو آهالينا بمدينة سرت المجاهدة ، ما الذى سيحدث لهم ..؟
علما أن أي حرب تُشن فى أي بلد سيكون ضحاياها من المدنيين و تكون خسائرها فى البنيان و العمران أكبر ، فكم ستدفع مدينة سرت من الضحايا و من الدمار هذه المرة .. ؟
داعش تنظيم إرهابى يُجيد حرب العصابات و التمترس خلف المدنيين و هو فى النهاية يخدم مصالح أطراف أخرى لا تحب الخير للشعب الليبى ، و هم لم ينجحوا فى دحره فى كل من العراق و سوريا برغم الألة العسكرية و الإستخبارتية الرهيبة التى يملكونها فهل سينجحون فى ليبيا ببضع طائرات عربية هنا أو هناك ..؟
هنالك نظرية تقول أن هدفهم من فتح جبهة عربية ضد داعش فى ليبيا هو مزيدا من التوريط لدول الجوار فى المستنقع الليبى و مزيدا من إستنزاف الجيوش العربية المجاورة لليبيا بعد نجاح عملية القضاء و إستنزاف الجيش العراقى و الجيش السورى ، و فى النهاية قد يتمدد داعش و يطول عمره بحسب الحاجة إليه .
يجب أن نفهم أن هذه الحرب هي حربهم هم و ليست حربنا نحن ، وعلينا العودة دائما لتحليل لأسباب و ليس الغوص فى تفاصيل النتائج. كما هو حاصل اليوم .

احسنتي اختنا بنت الدزاير .تحياتي لك