يتسألون ماذا تريد بني وليد؟!
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
يتسألون ماذا تريد بني وليد؟!
بقلم الدكتورعبدالله علي سليمان
بعد كل هذا النضال وبعد تلك الملحمة التي جعلت التاريخ ينتحي جانبا وبعد ذاك الزخم، والأجماع الذي لم يتحقق على مدى تاريخنا الحديث حيث كان لليبيين موعد مع الزمن جعل كثيرٌ من المراقبين يتخبطون. كان مشهداً رائعاً، وصموداً أسطورياً تصدرته ورفلة كما غيرها من خالصي الوطنية، وحتي بعد تنفُّذ النكبة، وتسرطنها على جسد الوطن كانت بني وليد أكثر تشبُثاً بما عُرف عنها وأكثر استماتة لِما اختارت عن قناعة.
العجيب هنا إن الكثير، وجُلّهم نخبويون يتعجبون ماذا نريد، والى ما نطمح أقول وبثقة هل هذا سؤال يُطرح بعد كل هذا النضال، وهل هناك شئ لم يتضح لأى متابعٍ فطِن كل ما هنالك هو إن التقييم أو القراءة قد تختلف من حين لآخر هذا في حالة عدم تحكيم المبدأ والأساس الذي يُحتدى، ولكن في أحيان قليلة تبرز رغبات جامحة لتحقيق مكاسب قد تكون ذات جدوى هشة، ولكن بأثمان باهظة، وهذا ما لايروقنا، نقول نحن لسنا ترساً في آلة ندور بدوران باقي تروسها لنكمل دورة رتيبة تؤدي لطرق معهودة وتقود لخطوط تكاد تكون حرام عرفاً بالوليدي والليبي القُح.
بني وليد تريد وأد النكبة، وتسعى لِلمّ شمل وطن يكون خالصاً لأهله يتدبرون أمره وفق رؤيتهم وتفكيرهم وبلا أعتماد على طبخات مستورده لا تخلو من دُمل السياسة ووقاحة الفجار.
بني وليد لا يمكن أن تكون شريكا مع من تعرى من كل ما يملك، وباع نفسه، وفرّط في دينه وبالتالي دنياه....
بني وليد دخلت حروبها، وهي تعلم نتائجها مسبقا، ولكن أقبلت على الخسارة بالمعنى الآنِي للكلمة، لأنها أدركت إن خسارتها كمدينة ستقود إلى، وطن يتفاخر بالتاريخ، فلذا كانت المهمة، وكانت لها بني وليد...
بني وليد كانت، و لازالت حاضنه لكل المحترمين بغض النظر عن الجغرافيا، ولم يكن لها معيار سوى الانحياز للوطن، فمن الطبيعي أن يهرع إليها المتشبتين بالوطن في موقف تاريخي تكرر كثيرا، وليس ببعيد عِقد العشرينيات من القرن الفائت..
بني وليد ليست قيادة، وليست خارطة محددة تتفاعل مع الأحداث، وفق منطق الفعل ورده، بل هي معادله تفردت بها هذا البقعه الجغرافية ومتغيرات تلك المعادلة غريزية بالمطلق، ولذا فإن المواقف تأتي قاعدية، ومحسومة برغم صعوبة خوضها، والأدهى من ذلك إنها لا تُعِر النتائج أي أهتمام مهما كانت قسوتها بل تستمتع بالصِعاب..
الثابت الوحيد في المعادلة الوليدية، وبالتالي الوطنية إن فبراير، ونِتاجها وإرهاصاتها وكل ما تبعها لا مكان لها، ولن تجد لها موطئاً في التفكير الوليدي...
مايسميه البعض سياسة بقصد الوصول للمآرب هو في أحيان كثيرة مرفوض من النهج الوليدي بسبب إن الغَلبة تُنتزع بالجهد الخالص الصافي بدون شوائب نكبوية، وإلا فان الغُلب أي أن تكون مغلوبا هو أفضل من مِنَّة فارغة تقود لوطن مهزوز ومرهون ولذا كانت بني وليد تعتد بأنها غُلِبت آنيا ولكن سلمت بالتاريخ لأن الوطن والرذيلة لا يتوافقان...
أنها لاتسعى لمحافل، ولا تهرول لأعمال إرتجالية يتولاها الموتورين، بغرض خلق مناخات حسب الطلب للوصول لمعنويات فارغة لاتقدم للوطن شئ سوى المحافل..
إن الاجتهاد المفرط بداعي السياسة يجعل السياسي يعيش غِشاوة ولا يبحث إلا عن الحركة بأي شكل الذي يقوده في النهاية لحضن غريمهُ، وبالتالي تفلت منه قضيته، ويُسلّم عُنقة لم صارعه بالأمس، وبهكذا يكون أمسه ندامة.
تدرك بني وليد جيداً، وغريزياً إن الوطن لا يسعها، والخونة، ولايمكن تشريع، وتحليل البيع فمن هلل، وصفق لروما لايمكن أن يكون قلبه على طرابلس إلا إذا تغير ناموس الحياة، وهذا يستحيل...
بني وليد خط واضح وصِراط جليّ تستشعره جميع حواسها الوطنية الخالصة، وبالتالي هي لاتجامل، ولا توارب، ولاتهادن في مواقف الوطن لأن الغريزة الوطنية هنا هي من يسبر غور الدرب، ولا سلطان على الغريزة...
نحن نعي جيدا مانحن فيه، ومتمسكين بقوة بما نحن عليه، ويكاد يكون يقينا في داخلنا إن من يُناكفنا اليوم، ويحاول إناخة الراحلة عن الدرب هو آت في النهاية إلى درب الوطن، وليس الأمس ببعيد...
هنا ننوه إن وثيقة سنة 1911، ومواقف 1918، و 1920 لم تكن نابعة عن تدبير وسياسة أوتواصل واتصال، بل كانت جينات تفاعلت عند رجال خبروا الوطن، ونكروا ذواتهم، فكان التاريخ حليفهم، والشرف وشاحهم، وهذا مانراه يتكرر بتفصيله الدقيق، فلا تحاولوا ودعوها فهي مأمورة..
لا رجوع ولا خضوع مع إن الثمن كان كبيراً، وقد يكون الآتي أكبر، ولكننا لا نستطيع أن نقامر بالتاريخ، فأفضل لنا أن نُحرق ألف مرة كما فعل بنا يوسف باشا، وحملات الكفرة من قبل على أن يُروى عنَّا إننا بعنا الوطن..
الشابي- مشرف عام
-
عدد المساهمات : 5777
نقاط : 15814
تاريخ التسجيل : 04/06/2014
مواضيع مماثلة
» عبدالحميد الشندولي عضو المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة:ماذا تريد بني وليد؟؟؟
» ماذا تريد موسكو من احمد جبريل ؟
» هام :: ماذا تريد مصراتة من الشعب الليبي من تهجير تاورغاء إلى سفينة المتفجرات ؟؟
» ماذا تريد مصراتة الأن من تورغاء ..؟
» راسلني بعض الاحرار و يتسألون عن هذا الكلب الخائن
» ماذا تريد موسكو من احمد جبريل ؟
» هام :: ماذا تريد مصراتة من الشعب الليبي من تهجير تاورغاء إلى سفينة المتفجرات ؟؟
» ماذا تريد مصراتة الأن من تورغاء ..؟
» راسلني بعض الاحرار و يتسألون عن هذا الكلب الخائن
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء مايو 14, 2024 10:53 pm من طرف larbi
» جولة داخل سوق الحوت- النادي البحري- في منطقة شط الهنشير ورصد أسعار بعض للأسماك
السبت مايو 11, 2024 3:59 pm من طرف larbi
» لقاء خاص مع وزير التخطيط بحكومة الوحدة الوطنية أ.محمد يوسف الزيداني
السبت مايو 11, 2024 3:58 pm من طرف larbi
» غائط القرن
الخميس مايو 09, 2024 3:33 pm من طرف larbi
» مؤتمر صحفي لحركة حماس في بيروت بشأن آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة
الثلاثاء مايو 07, 2024 9:04 pm من طرف larbi
» غائط القرن
السبت مايو 04, 2024 2:41 am من طرف عبد الله ضراب
» 5 علامات تشير إلى أن قطتك مستعدة للتزاوج
السبت أبريل 27, 2024 9:47 pm من طرف الحيوانات بالعربي
» وزير الأمن القومي للكيان المحتل ينقل للمستشفى بعد إصابته في حادث مروري في مدينة الرملة
الجمعة أبريل 26, 2024 10:50 pm من طرف larbi
» كلمة الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في اليوم الـ200 للحرب على غزة
الأربعاء أبريل 24, 2024 12:02 am من طرف larbi
» هل سمعت يوما بحيوان إسمه الميركات
الأربعاء أبريل 17, 2024 8:32 pm من طرف الحيوانات بالعربي