بيان مؤسسات المجتمع المدني ورشفانة بشأن قصف المدنيين في الماية

الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
قال الله تعالى :- "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَة اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " آل عمران (103)
في الوقت الذي نعرب فيه عن "ذهولنا " جراء الإعتداءات التي يتعرض لها المدنيين في الماية منذ سقوط الطائرة العمودية في 27 : 10 : 2015 قبالة سواحل الماية و التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع .
فإننا نؤكد أن القصف العشوائي المتواصل وما تتعرض له ممتلكات المواطنين في الماية والزهراء ليس من شأنه سوى تعميق المعاناة وعرقلة سبل التعايش والسلم الأهلي وزرع العداوة والبغضاء.
إن ما يجري ضد ورشفانة هو محاولة ومؤامرة تسعى منذ 2011 لضرب الترابط الإجتماعي والأخوي وعلاقات الجيرة والمصاهرة والتشابك بين ورشفانة والزاوية بما يخدم مصالح أطراف سياسية لا تراعي في الليبيين إلًا ولا ذمة وهي أطراف ذات مصالح وتوجهات سياسية وإنتهازية لا تأبه بالوطن وجراحاته.
لقد جاءت جريمة القصف العشوائي وإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات في وقت تتواصل فيه جهود خيرة لرأب الصدع ونزع فتيل الفتنة في الوطن ، كما تزامنت مع ما يلوح في الأفق من تقارب للتوافق السياسي الوطني الذي يسعى إلى تحقيق السلام في ليبيا ، وكأنها عملية ممنهجة وفعل مقصود لإرباك وعرقلة المصالحة والتوافق وإذكاء الفتنة.
إننا نعرب عن إدانتنا للإعتداء المتواصل على ورشفانة بالقصف العشوائي على مدينتي الماية والزهراء ونستنكر هذه الأعمال التي تتواصل في ظل صمت مريب للأطراف المعنية في الداخل والخارج.
فإن مؤسسات المجتمع المدني ورشفانة تناشد حماية المدنيين وإحترام القانون الإنساني الدولي"، ونشدد على أن الإعتداء على المدنيين "غير قانوني ويجب أن يتوقف".
واذا نشير إلى كل ذلك وننبه إليه فإن مؤسسات المجتمع المدني بورشفانه تؤكد وتدعوا إلى الآتي :-
1- أن عملية القصف المتواصلة للمدنيين في كلا من الماية والزهراء ليست منقطعة الصلة بأهداف ومخططات عدوانية لا صلة لها بالوطن ولا بنبل الأبرياء ودمائهم بل إستخدام إنتهازي يستغل القيم والمباديء لأغراض وضيعه.
2- أن المجزرة التي نتجت عن قصف المدنيين في الماية والضحايا بين قتلى وجرحى هي الفعل الأكثر دموية ، منذ سقوط الطائرة العمودية قبالة سواحل الماية ، وإنطلاق العمليات المسلحة تجاه المدنيين في ورشفانة في التحالف الذي تقوده التشكيلات المسلحة من الزاوية .
3-نستغرب صمت بعثة الأمم المتحدة و المنظمات الحقوقية و الدولية عن هذه الجريمة التي أودت بحياة الأبرياء ونطالبهم الإهتمام بمنطقة ورشفانة و لما تتعرض له منطقة الماية والزهراء من قصف عشوائي وقتل للمدنيين ، و يعد إنتهاكا للقانون الإنساني الدولي .
4- نحمل التشكيلات المسلحة المسؤولية الكاملة عن القصف ، ونرى في تعامل الأطراف السياسية الليبية والمجتمع الدولي الباهت مع هذا الواقع عاملاً مساعداً في تصعيد الإعتداء ضد المدنيين في ورشفانة "ونعرب عن أسفنا "لتجاهل الأطراف السياسية في شرق البلاد وغربها إصدار مواقف منددة بقتل المدنيين بورشفانة .
5- نطالب المجلس البلدي الماية والزهراء والمجلس الإجتماعي لقبائل ورشفانة وأعيان ومشائخ وعقلاء الزاوية بإدانة واضحة لما تتعرض له منطقة الماية والزهراء من قصف عشوائي وقتل للمدنيين ، وندعوهم للتعاون والعمل لدعم جهود المصالحة بالمنطقة الغربية و المساهمة في إطلاق سراح المحتجزين .
6- نؤكد على الدعوة إلى المصالحة الوطنية الشاملة واستيعاب الجميع دون إقصاء أو تهميش أو تخوين فذلك هو المخرج الوحيد وهو طوق نجاة الوطن.
وفق الله ليبيا لكل خير، وأصلح الرعاة والرعية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مؤسسات المجتمع المدني ورشفانة
صدر بالماية :
يوم الاربعاء : الواحد والعشرون من شهر محرم 1437 هجري
الموافق : الرابع من شهر نوفمبر 2015 ميلادي..