الشاعر علي الكيلاني

الشاعر علي الكيلاني

ونحن على أعتاب إنقضاء العام الخامس من البؤس والشقاء الذي حل بالبلد ، تنتابنا الحسرة ويعتصرنا الأسى على ما آلت إليه حالة بلادنا ، وما نتج عنها من ضياع الإستقلال والهيبة ، وما يعانيه الليبيين من هموم حيث تتقاذفهم المهاجر ويقاسون أهوال النزوح والإغتراب .. جراء هذه المعاناة وشجونها التي تتوالد بنسق متسارع فقدنا خلاله طعم الحياة .. وفي محاولة للتعبير عن هواجس هذه الذكرى الأليمة جاء هذا النص :

خمسه اسنين واحنا في ظلام
وخمس اسنين واحنا مهجرين
وخمس اسنين من قطع الرحام
بين لحباب والحبل المتين
خمس سنين واكلنا السلام
لأهل الوطن والجار اليمين
وخمس اسنين مليانه اجمام
قلوب الناس كيف الميتين
خمس اسنين مقلوع الرمام
طاح الوطن واهله طايحين
خمس اسنين كاسيها غمام
بلاد العز منظرها حزين
وخمس اسنين كيف حال اليتام
علي اثر الوطن فقد الوالدين
وخمس اسنين ما طاب المقام
وخمس اسنين واحنا ذاهبين
وخمس اسنين يمشي النفط خام
بلا عداد واهله مفلسين
وخمس اسنين نسمع في كلام
كسر ارقاب منا مبغددين
وخمس اسنين ورقاق العزام
ليل نهار دمعه نازحين
وخمس اسنين كيف سرب الحمام
علي لوطان نبرم حايمين
يجي بحط ع البرج بسلام
تقول نزل يلقه الناشين
خمس اسنين ما جنا لكمام
وبكري الثوب قبه امزقين
خمسه اسنين طابور الحرام
بِسْم الدين نفرنا الدين
خمس اسنين ملي ما نظام
كبير السن والا اللي جنين
الصاحب خان واولاد العمام
هذا وقت وقت الخاينين
خمس سنين عدن عام عام
تعري الشبح يمشوا عاريين
خمس اسنين من كذب الاعلام
هلي فوق تموا لوطييين
وعد الله بطيح الصنام
الوعد الحق وعد الصابرين
خمس اسنين يا سيف الاسلام
باتك وين مانا عرفين
قتلك قبل يعطوك اللجام
مازال الامل مانا مئيسين
وقتلك قبل حتي لو اعدام
خلك خضر لون العاشقين
لا رجوع رحلتنا امام
ولغير الله مانا طائعين
خمس اسنين مازالوا ازلام
ازلام البوك ماهم راجعين
والثوار خشوا في اللطام
اللي ما مات لكثر نادمين
خمس سنين نرقد بالوهام
ونوعا يزيد كيد الكائدين
يا مولاي حصنا بسلام
ليبيا تكون في الحصن الحصين
لم الشمل وجعلنا بأمان
تكفي الوطن شر الحاسدين