قصفوهم رغم أنهم إحتفلوا بفبراير !؟

ليس من عادتى مشاهدة القنوات الجردانية و لكن بالصدفة شاهدت إحتفالاتهم بذكرى نكبة فبراير و كانت إحدى محطاتهم تنقل لنا مشاهد مباشرة من الساحة الخضراء بطرابلس و من جنزور و من صبراتة و لا أعرف لما إستوقفنى العرض العسكرى فى منطقة صبراتة !؟
لقد شهدناهم فى منطقة صبراتة أشباه رجال من قدماء ثوار النيتو واقفين فى الصفوف يرفعون فى قدم و ينزلون فى القدم الأخرى و كأن على رؤوسهم الطير فى إستعراض هزلى يشبه إستعراض الصغار ليقولوا للعالم أن صبراتة تحررت من حكم " الطاغية " و لا يوجد فيها إلا الإرهابيين الأخيار ، و هاهي تحتفل كغيرها من المدن التى يسيطر عليها " أصحاب اللحى المقملة " بنكبة فبرير .
طبعا كان حكام المدينة حاضرين مع رهط من المتفرجين " و قد يكون من بين الحاضرين الإرهابيين الأشرار الذين قتلوا " كان هؤلاء و لا يزالون من العملاء الخونة الذين صفقوا لعدوان النيتو ذات يوم أسود .
حضورهم من خلال ذلك النقل المتلفز المباشر أرادوه أن يكون تجديد لعهد الظلم و العدوان و الإعتزاز بالإثم الذى ساروا فيه عندما تحالفو مع الشيطان للوصول إلى السلطة ، و مع هذا لم يشفع لهم عند أسيادهم فلقد قصفوا عناصر الدواعش التى إستأمنتهم و وثقت بهم و نزلت ضيوفا عندهم تحت أعينهم و طبعا ترحيبهم !؟
قصفوهم و لم يأخدوا إذن منهم و لا حتى إذن من حكومة طرابلس التى تحكمهم و التى يسيطر جردانها على كل مفاصل المدينة ؟
معروفة مدن التطرف الدينى من درنة إلى زليتن وصولا إلى صبراتة و طبعا رأس الأفعى مصراتة تبقى فى حماية الصهيونى برنار ليفى .
لتبقى طرابلس و الزاوية و حتى زوارة نزولا إلى سبها بمثابة المدن المستضافة للتطرف الدينى بحكم سيطرة جماعة الإخوان فيها على مقاليد الحكم ، أما سرت فلم تكن أبدا حاضنة لأي تطرف دينى .
حاولوا جاهدين إبعاد تهمة التطرف عنهم و عن عناصرهم الإرهابية فى صبراتة التى تلتقى مع عناصر الدواعش فى التوجه و الهدف و الغاية ، و طبعا لم يكن خفيا تواجدهم فى المدينة بحكم إنتشارهم و تحكمهم فى كل مداخل و مخارج المدينة ، و مع هذا قصفوا أحبائهم و ضيوفهم برغم الخدمة الجليلة التى قدموها لحلف النيتو عندما بدأ الهجوم على طرابلس ذات يوم أسود فمن هناك من صبراتة صعدوا مثل الجردان إلى عاصمة البلاد ليسقطوها.
" صحانة الوجه "التى شاهدناها فى الساحة الخضراء إحتفالا بنكبة فبراير لن تستثني حكام طرابلس من دفع فاتورة التدخل العسكرى ، و لن تشفع التبريكات التى قدمها " أصحاب اللحى المقملة " و أنصارهم بمناسبة الذكرى الخامسة لسقوط الشرعية و التى رفعوها لأمريكان خصوصا و للغرب عموما لن تشفع لهم أمام الأسياد بضرورة التضحية بهم و بمحبيهم عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العليا للأسياد .
هكذا دائما يكون مصير الخونة و العملاء : الإستغناء عن خدماتهم أولا ومزبلة التاريخ تكون مستقر لهم ثانيا أبدا.