قمة التضليل والانكار... كلينتون تمتدح تدخل بلادها العسكري في ليبيا وتقول بأنه منع تحولها الى “سورية اخرى”
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار ومقالات الصحف العالمية
صفحة 1 من اصل 1
قمة التضليل والانكار... كلينتون تمتدح تدخل بلادها العسكري في ليبيا وتقول بأنه منع تحولها الى “سورية اخرى”
بعد ما يقرب من الخمس سنوات من التدخل العسكري الغربي الذي اطاح بنظام الحكم في ليبيا، وتزايد حالة الفوضى وعدم الاهتمام الدولي، بدأت احتمالات تكرار هذا التدخل برا وبحرا وجوا تتصاعد،
خاصة بعد تعزز وجود “الدولة الاسلامية” في مناطق عديدة فيها، والهجوم الذي شنته احد خلاياها على مدينة بن قردان الحدودية التونسية، ومقتل ما يقرب من 36 من افرادها.
الدول الغربية التي شاركت في هذا التدخل العسكري بقيادة الولايات المتحدة ما زالت تعيش حالة من الانكار، وترفض الاعتراف بالنتائج الكارثية التي ترتبت على تدخلها هذا، واذا جرى مواجهتها بالحقائق فإنها تحاول التهرب، والتقليل من حجم الدمار والضحايا معا.
السيدة هيلاري كلينتون التي كانت وزيرة خارجية بلادها اثناء هذا التدخل، احد الامثلة في هذا الصدد، ففي تصريحات ادلت بها الى محطة “فوكس نيوز″ على هامش حملتها الانتخابية قالت، ونحن ننقل هنا حرفيا “لو لم يحصل التدخل العسكري من قبل حلف الناتو وطائراته لتحولت ليبيا الى سورية اخرى”، واضافت مبررة لهذا التدخل “على رغم الصعوبات الحالية في ليبيا فهي ليست سورية بالنظر الى حجم العنف وعدد الضحايا”.
السيدة كلينتون تقارن السيء بالاسوأ، وهذا اسلوب غير علمي وغير اخلاقي، لان هذه المقارنة غير صحيحة اولا، وحتى لو كانت صحيحة، فان ما يحدث في سوريا وليبيا ودول عربية اخرى بفعل التدخل الغربي من تفتيت وقتل ودمار تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة وحلفاؤها في اوروبا والشرق الاوسط.
الوضع في ليبيا ربما يكون اسوأ بكثير من نظيره في سوريا، بالنظر الى معايير عديدة ابرزها عدد السكان وحجم الدمار، واعداد النازحين، والوضع الراهن على الارض، والمساحة الجغرافية، وحجم الضحايا، وهذا لا يعني بأي شكل من الاشكال محاولة التقليل من حجم الكارثة السورية ماديا وبشريا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا.
تدخل حلف الناتو في ليبيا كان مقدمة، او تمرين، للتدخل لاحقا في سورية، وكانت السيدة كلينتون ليس على اطلاع على السيناريوهات التي جرى وضعها في العلب الامريكية السوداء فقط، وانما اشرفت ايضا بنفسها على تسويقها عربيا ودوليا، حتى انها باركت تصفية الزعيم الليبي معمر القذافي دمويا، وباركت جائزة مالية اعلن عنها السيد مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الليبي في حينها لمن يقتله، وفوجئنا انها وهي التي تمثل “العالم الحر” و”قيمه الديمقراطية” والقضائية، كانت تبتسم وهي واقفة الى جانبه في بنغازي ولم تعترض مطلقا على هذا العمل الهمجي الذي يتناقض مع كل قيم العدالة.
في سورية ما زالت هناك حكومة، واجهزة امنية، وجيش رسمي، ومؤسسات دولة، ولكن في ليبيا لا يوجد اي شيء على الاطلاق من هذا القبيل، حيث الفوضى الدموية وهيمنة الميليشيات المسلحة وصراعاتها، حتى ان ثلث الشعب الليبي، ان لم يكن اكثر، هجر البلاد الى دول الجوار، اي مصر وتونس، بحثا عن الاستقرار والطبابة والتعليم ولقمة العيش، وكل الاحتياجات الضرورية الاخرى، وهو الذي كانت بلاده تعتبر واحدة من اغنى دول افريقيا والشرق الاوسط.
حتى هذه اللحظة لم تقل لنا السيدة كلينتون، ولا حكومتها، اعداد الليبيين القتلى من جراء القصف الصاروخي لطائرات حلف الناتو لما يقرب من الثلاثة اشهر، كما انها لم تقدم لنا اي تقديرات لحجم الدمار، او مئات المليارات التي جرى نهبها من عوائد النفط الليبية من قبل الذين نصبهم حلف الناتو حكاما لليبيا بعد تغييره للنظام، واعدام رئيسه بطريقة بشعة وغير انسانية او حضارية، وعرض جثمانه لايام عديدة حتى تعفن في حاوية للخضار اشباعا للنزعات الانتقامية الثأرية، وبعد الاعتداء عليه، اي الجثمان، جنسيا، مما يتناقض مع كل قيم تعاليم الشرعية الاسلامية، من قبل اناس قالوا انهم ثاروا في ليبيا من اجل تطبيقها، ورفع راية الاسلام.
امريكا الديمقراطية الحضارية التي تخوض السيدة كلينتون حملة انتخابية شرسة للوصول الى سدة الحكم فيها، ما زالت تحقق في حادثة اغتيال السفير الامريكي كريستوفر ستيفنز الذي قتل في هجوم “لانصار الشريعة”، وقتلت واعتقلت كل من جرى اتهامهم بالتورط فيها، ولكنها لم تهتم مطلقا بالضحايا الليبيين السابقين واللاحقين لتدخلها العسكري، وستستمر في النهج نفسه في التدخل الثاني الذي تعد العدة له حاليا، وكانت اول ارهاصاته الغارة الجوية على مدينة سبراطة، وادت الى مقتل 50 شخصا قيل انهم كانوا في قاعدة تدريب لتنظيم “الدولة الاسلامية”، ولم نسمع حتى الآن عن نتائج اي تحقيق تؤكد هذه الحقيقة، او ما اذا كان هناك مدنيون بين الضحايا.
سورية وليبيا واليمن، وقبلهما العراق والصومال وفلسطين تدفع جميعا اثمان السياسات الامريكية في المنطقة، وما تتمخض عنها من احتلالات وغزوات، وتدخلات عسكرية مباشرة، او من خلال الحلفاء، وتهيئة الحاضنات للجماعات الارهابية المتشددة.
ليبيا وبفضل التدخل العسكري الامريكي باتت تصدر العنف والفوضى والارهاب الى دول الجوار، خاصة في تونس البلد الحضاري المسالم الديمقراطي الذي قدم مثلا للامة بأسرها في التعايش والتكافل والدولة المدنية، والتعددية الحزبية، وعلى السيدة كلينتون ورهطها ان تعترف بهذه الحقيقة، وان تتوقف عن تزوير الحقائق وكل محاولات الكذب والتضليل، فمثل هذه الاكاذيب لم تعد تنطلي على امتنا وشعوبها.
“راي اليوم”
خاصة بعد تعزز وجود “الدولة الاسلامية” في مناطق عديدة فيها، والهجوم الذي شنته احد خلاياها على مدينة بن قردان الحدودية التونسية، ومقتل ما يقرب من 36 من افرادها.
الدول الغربية التي شاركت في هذا التدخل العسكري بقيادة الولايات المتحدة ما زالت تعيش حالة من الانكار، وترفض الاعتراف بالنتائج الكارثية التي ترتبت على تدخلها هذا، واذا جرى مواجهتها بالحقائق فإنها تحاول التهرب، والتقليل من حجم الدمار والضحايا معا.
السيدة هيلاري كلينتون التي كانت وزيرة خارجية بلادها اثناء هذا التدخل، احد الامثلة في هذا الصدد، ففي تصريحات ادلت بها الى محطة “فوكس نيوز″ على هامش حملتها الانتخابية قالت، ونحن ننقل هنا حرفيا “لو لم يحصل التدخل العسكري من قبل حلف الناتو وطائراته لتحولت ليبيا الى سورية اخرى”، واضافت مبررة لهذا التدخل “على رغم الصعوبات الحالية في ليبيا فهي ليست سورية بالنظر الى حجم العنف وعدد الضحايا”.
السيدة كلينتون تقارن السيء بالاسوأ، وهذا اسلوب غير علمي وغير اخلاقي، لان هذه المقارنة غير صحيحة اولا، وحتى لو كانت صحيحة، فان ما يحدث في سوريا وليبيا ودول عربية اخرى بفعل التدخل الغربي من تفتيت وقتل ودمار تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة وحلفاؤها في اوروبا والشرق الاوسط.
الوضع في ليبيا ربما يكون اسوأ بكثير من نظيره في سوريا، بالنظر الى معايير عديدة ابرزها عدد السكان وحجم الدمار، واعداد النازحين، والوضع الراهن على الارض، والمساحة الجغرافية، وحجم الضحايا، وهذا لا يعني بأي شكل من الاشكال محاولة التقليل من حجم الكارثة السورية ماديا وبشريا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا.
تدخل حلف الناتو في ليبيا كان مقدمة، او تمرين، للتدخل لاحقا في سورية، وكانت السيدة كلينتون ليس على اطلاع على السيناريوهات التي جرى وضعها في العلب الامريكية السوداء فقط، وانما اشرفت ايضا بنفسها على تسويقها عربيا ودوليا، حتى انها باركت تصفية الزعيم الليبي معمر القذافي دمويا، وباركت جائزة مالية اعلن عنها السيد مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الليبي في حينها لمن يقتله، وفوجئنا انها وهي التي تمثل “العالم الحر” و”قيمه الديمقراطية” والقضائية، كانت تبتسم وهي واقفة الى جانبه في بنغازي ولم تعترض مطلقا على هذا العمل الهمجي الذي يتناقض مع كل قيم العدالة.
في سورية ما زالت هناك حكومة، واجهزة امنية، وجيش رسمي، ومؤسسات دولة، ولكن في ليبيا لا يوجد اي شيء على الاطلاق من هذا القبيل، حيث الفوضى الدموية وهيمنة الميليشيات المسلحة وصراعاتها، حتى ان ثلث الشعب الليبي، ان لم يكن اكثر، هجر البلاد الى دول الجوار، اي مصر وتونس، بحثا عن الاستقرار والطبابة والتعليم ولقمة العيش، وكل الاحتياجات الضرورية الاخرى، وهو الذي كانت بلاده تعتبر واحدة من اغنى دول افريقيا والشرق الاوسط.
حتى هذه اللحظة لم تقل لنا السيدة كلينتون، ولا حكومتها، اعداد الليبيين القتلى من جراء القصف الصاروخي لطائرات حلف الناتو لما يقرب من الثلاثة اشهر، كما انها لم تقدم لنا اي تقديرات لحجم الدمار، او مئات المليارات التي جرى نهبها من عوائد النفط الليبية من قبل الذين نصبهم حلف الناتو حكاما لليبيا بعد تغييره للنظام، واعدام رئيسه بطريقة بشعة وغير انسانية او حضارية، وعرض جثمانه لايام عديدة حتى تعفن في حاوية للخضار اشباعا للنزعات الانتقامية الثأرية، وبعد الاعتداء عليه، اي الجثمان، جنسيا، مما يتناقض مع كل قيم تعاليم الشرعية الاسلامية، من قبل اناس قالوا انهم ثاروا في ليبيا من اجل تطبيقها، ورفع راية الاسلام.
امريكا الديمقراطية الحضارية التي تخوض السيدة كلينتون حملة انتخابية شرسة للوصول الى سدة الحكم فيها، ما زالت تحقق في حادثة اغتيال السفير الامريكي كريستوفر ستيفنز الذي قتل في هجوم “لانصار الشريعة”، وقتلت واعتقلت كل من جرى اتهامهم بالتورط فيها، ولكنها لم تهتم مطلقا بالضحايا الليبيين السابقين واللاحقين لتدخلها العسكري، وستستمر في النهج نفسه في التدخل الثاني الذي تعد العدة له حاليا، وكانت اول ارهاصاته الغارة الجوية على مدينة سبراطة، وادت الى مقتل 50 شخصا قيل انهم كانوا في قاعدة تدريب لتنظيم “الدولة الاسلامية”، ولم نسمع حتى الآن عن نتائج اي تحقيق تؤكد هذه الحقيقة، او ما اذا كان هناك مدنيون بين الضحايا.
سورية وليبيا واليمن، وقبلهما العراق والصومال وفلسطين تدفع جميعا اثمان السياسات الامريكية في المنطقة، وما تتمخض عنها من احتلالات وغزوات، وتدخلات عسكرية مباشرة، او من خلال الحلفاء، وتهيئة الحاضنات للجماعات الارهابية المتشددة.
ليبيا وبفضل التدخل العسكري الامريكي باتت تصدر العنف والفوضى والارهاب الى دول الجوار، خاصة في تونس البلد الحضاري المسالم الديمقراطي الذي قدم مثلا للامة بأسرها في التعايش والتكافل والدولة المدنية، والتعددية الحزبية، وعلى السيدة كلينتون ورهطها ان تعترف بهذه الحقيقة، وان تتوقف عن تزوير الحقائق وكل محاولات الكذب والتضليل، فمثل هذه الاكاذيب لم تعد تنطلي على امتنا وشعوبها.
“راي اليوم”
الاسد السوري- مشرف
-
عدد المساهمات : 3599
نقاط : 9832
تاريخ التسجيل : 17/08/2015
مواضيع مماثلة
» قمة التضليل والانكار... كلينتون تمتدح تدخل بلادها العسكري في ليبيا وتقول بأنه منع تحولها الى “سورية اخرى”
» التضليل الإعلامي || من يراهن على تدخل غربي او عربي في سورية .. فاليسأل الجزيرة
» مابين القوسين سيقرأه الليبي بأنه حديث لسلامة حول أزمة ليبيا ، وسيقرأه السوري بأنه حديث لدي مستورا حول أزمة سوريا ، وسيقرأه الفلسطيني بأنه حديث ملادينوف حول الوضع الفلسطيني
» الأزمة الليبية تتفاقم والتدخل العسكري خيار مطروح بقوة الجزائر ترفض كليا أي تدخل عسكري دولي في ليبيا، في حين أن دول الساحل تعبر عن استعدادها للمشاركة في أي عملية تنظف البلاد من الإرهاب.
» ليبيا الجردان...تحريف اية اخرى في المصحف الجديد " ليبيا "
» التضليل الإعلامي || من يراهن على تدخل غربي او عربي في سورية .. فاليسأل الجزيرة
» مابين القوسين سيقرأه الليبي بأنه حديث لسلامة حول أزمة ليبيا ، وسيقرأه السوري بأنه حديث لدي مستورا حول أزمة سوريا ، وسيقرأه الفلسطيني بأنه حديث ملادينوف حول الوضع الفلسطيني
» الأزمة الليبية تتفاقم والتدخل العسكري خيار مطروح بقوة الجزائر ترفض كليا أي تدخل عسكري دولي في ليبيا، في حين أن دول الساحل تعبر عن استعدادها للمشاركة في أي عملية تنظف البلاد من الإرهاب.
» ليبيا الجردان...تحريف اية اخرى في المصحف الجديد " ليبيا "
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار ومقالات الصحف العالمية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء مايو 14, 2024 10:53 pm من طرف larbi
» جولة داخل سوق الحوت- النادي البحري- في منطقة شط الهنشير ورصد أسعار بعض للأسماك
السبت مايو 11, 2024 3:59 pm من طرف larbi
» لقاء خاص مع وزير التخطيط بحكومة الوحدة الوطنية أ.محمد يوسف الزيداني
السبت مايو 11, 2024 3:58 pm من طرف larbi
» غائط القرن
الخميس مايو 09, 2024 3:33 pm من طرف larbi
» مؤتمر صحفي لحركة حماس في بيروت بشأن آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة
الثلاثاء مايو 07, 2024 9:04 pm من طرف larbi
» غائط القرن
السبت مايو 04, 2024 2:41 am من طرف عبد الله ضراب
» 5 علامات تشير إلى أن قطتك مستعدة للتزاوج
السبت أبريل 27, 2024 9:47 pm من طرف الحيوانات بالعربي
» وزير الأمن القومي للكيان المحتل ينقل للمستشفى بعد إصابته في حادث مروري في مدينة الرملة
الجمعة أبريل 26, 2024 10:50 pm من طرف larbi
» كلمة الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في اليوم الـ200 للحرب على غزة
الأربعاء أبريل 24, 2024 12:02 am من طرف larbi
» هل سمعت يوما بحيوان إسمه الميركات
الأربعاء أبريل 17, 2024 8:32 pm من طرف الحيوانات بالعربي