قناة الجماهيرية .. كلنا جماهيرية

لحد الأن لا نعرف الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار المصرى الفجائى بإرسال قوات أمن خاصة للتحفظ على الأجهزة و المعدات التابعة للقناة و حجز طاقم قناة الجماهيرية فى أستديوهاتها بالقاهرة ، كان من المفروض توجيه إندار كتابى أو شفوى للقناة فى حالة ما إذا أخّلت القناة بإلتزاماتها القانونية .
فى إنتظار معرفة الأسباب الحقيقية يجب أن تعرف السلطات المصرية أن قناة الجماهيرية لا تمثل فقط الليبيين الشرفاء من أنصار القائد الشهيد معمر القدافى بل هي قناة تمثلنا كعرب متضامنين مع أنصار القائد ، و أنها ليس وحدها من تدافع عن توجهها السياسى الذى يُعبر عن إنتمائنا السياسي و الذى بسببه وقفنا ضد هذه المؤامرة المسماة بالربيع العبرى و كان دافعنا فى ذلك دافع قومى و عروبى .
مصر كانت و لا تزال قلب العروبة و القومية و الناصرية و قدرها هو أن تحتضن كل هؤلاء القوميين العرب المتخرجين من مدرسة الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر " و أول هؤلاء المتخرجين هم أنصار الشهيد معمر القدافى و كانوا ضد كل أشكال التدخلات العسكرية و ما سمي بالإسلام السياسى الذى يقوده تيار الإخوان المسلمين و السلفى المتطرف الإرهابى .
قناة الجماهيرية ساهمت فى نشر الوعي الشعبي و فى فضح المؤامرة على ليبيا و على مصر و سائر الدول العربية و محاربة الفكر التكفيرى و الهمجية و الإرهاب ، كما وقفت إلى جانب الرئيس المصرى " عبد الفتاح السيسى " فى ثورة يونيو لرد الإعتبار لهيبة الدولة المصرية بعدما كادت أن تنزلق فى منحدر تيار تنظيم الإخوان المسلمين .
الذين يحرضون على إغلاق هذه القناة لا يخدمون إلا مشروع التقسيم و الفتنة و إدكاء نار الحرب داخل ليبيا ، و لن يفيد السلطات المصرية فى هذا الوقت السير خلف تلكم الغربان الناعقة المتوجسة و الخائفة من هذا الطرف أو ذاك الطرف لأن القناة قد نجحت من حيث أخفقت جميع القنوات الليبية الأخرى فى جمع شمل الليبيين و فى رأب الصدع بين القبائل الليبية ، و فى النهاية مهما تطور الوضع فى ليبيا سيعود الليبيين إلى بعضهم البعض و سيجتمعون تحت سقف الوطن لبناء ليبيا الغد التى حلم بها سيف الإسلام القدافى .
على السلطات المصرية أن تعلم أن المستقبل سينصف هذه القناة و ستعود يوما ما للبث من داخل طرابلس حبّ من حبّ و كره من كره .
هنالك عدة خيارات أمام هذه القناة لمواصلة جهودها و نشاطها الإعلامى و أرض الله واسعة ، فلا خوف على لقناة و لا خوف علىطاقمها فكلنا طاقم هذه القناة ، فهل إستطاعوا إسكاتنا سابقا حتى يقدرون علينا لاحقا و نحن أقوى مما كنا عليه ..؟