هل سيخرج ريف دمشق الجنوبي الغربي من دائرة النزاع المسلح؟

رغم انتهاء تهدئة الـ48 ساعة التي أعلن عنها قبل يومين في خان الشيح بغوطة دمشق الغربية، مازال الهدوء يخيم على المنطقة التي شهدت على مدار الأسابيع الماضية عمليات عسكرية واسعة مكنت الجيش من فرض طوق كامل حول البلدة فضلا عن إشرافه الناري الكلي على الأحياء وتقويض قدرات المسلحين في المنطقة.

ويبدو أن هذه التهدئة جاءت كخطوة أولى تسبق عملية تسوية تلوح في أفق خان الشيح، وإذا ماعدنا بالزمان إلى الوراء نجد أن هذا المسار كان قد بدأ العمل عليه شقبل أسابيع عدة لكنه تعثر حينها نتيجة خلافات بين المسلحين حول وجهتهم بعد الخروج من المنطقة، فالبعض اختار درعا وآخرون اختاروا القنيطرة، لكن وبعد تضييق الخناق عليهم من قبل قوات الجيش العربي السوري وجد المسلحون أنفسهم في وضع لايحتمل الخيار وبالتالي فهذه المرحلة هي الأكثر ملائمة لإنجاح عملية التسوية.

مصادر لشبكة عاجل الإخبارية أكدت انسحاب المسلحين من جميع أحياء وشوارع البلدة، حيث تجمعوا في منطقة المنشية الواقعة إلى الجنوب من خان الشيح تمهيدا لترتيب الأمور وتنفيذ البند الأول والذي يقضي بإخراج المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم إلى إدلب، وذلك في حال "لم يطرأ أي تغيير على الوضع".
عملية التسوية لن تشمل خان الشيح وحدها، بل ستمتد لتغطي ريف دمشق الجنوبي الغربي بالكامل، فبعد تقدم الجيش وإحكامه القبضة العسكرية على الدرخبية وخان الشيح الذي يعتبر من أهم معاقل المسلحين، التي تعتبر المعقل والمنصة التي تنفذ من خلالها الميليشيات المسلحة اعتداءاتها وفرض سيطرتها على كل تلك القرى، أصبح من الممكن أن تعمل لجان المصالحة في جميع بلدات ريف دمشق الجنوبي الغربي بشكل ميسر.
يذكر أن بلدة كناكر شهدت جهودا على هذا المسار، كما عملت الجهات المختصة بريف دمشق الجنوبي الغربي على فتح طريق كناكر - سعسع لبدء تنفيذ بنود الاتفاق سواء بترحيل المسلحين أو تسوية أوضاعهم، في حين شهدت بلدات أخرى الوضع ذاته كزاكية والمقيلبية.
عاجل الاخبارية