بالليبي.. كلام ايجيب كلام!

بقلم إشتيوي مفتاح محمد الجدي
بما أن حديث الساعة يدور حول ما يجري في مدينة طرابلس من اقتتال وخلط للأوراق، عادت بي الذاكرة إلى آواخر أغسطس/هنيبال2011، حينما كان شرفاء ليبيا يدافعون عن عاصمة الوطن طرابلس، ويصدون زحف قطعان ميليشيات الخونة والمرتزقة المدعومة بمقاتلات حلف الناتو الصهيوصليبي، وبينما كانوا امراء ومنسقو جحافل الحرس الشعبي عاجزون عن تزويد الشباب المتطوعين بأبسط وسائل الدفاع من سيارات "مدنية عادية" وبنادق آلية ودخيرة، للأسف رأيت بأم عيني العشرات من سيارات الدفع الرباعي والشاحنات – الجديدة – تشق طريقها لخارج طرابلس من يوم 21 أغسطس، حينما كان العبد لله ومن معه يبحث بشق الأنفس عن سيارة كنتر لتحميل بنادق وذخيرة للشباب المتطوعين بوسط طرابلس!
بعدما اُحتلت مدينة طرابلس على حين غرة بسبب خيانة الغدَّارالنذل البراني اشكال وشرذمته الآثمة، واضطررنا للانسحاب نحو موطن الرجال مدينة بني وليد ـ قلعة المقاومة ـ، راجعت مع الرفاق شريط أحداث المعارك حول طرابلس وضواحيها، اتضح لنا حجم تغلغل الخونة بين صفوفنا إلى درجة أن من كانوا يمنعون عنّا السلاح والذخيرة بحجة عدم توفرهما!، هم أنفسهم من مدوا ميليشيات عملاء الناتو بالسلاح والذخيرة!
للأسف، وبإختصار شديد ومقتضب، اتضح أن مؤسسات الدولة كانت مخترقة، واننا كنّا نخوض حربًا "مبيوعة" – كما يقال بالليبي –.
ومع ذلك، نحن لسنّا نادمين فقد قمنّا بواجبنا الوطني تجاه بلادنا، وأن خسرنا الحرب، لازالنا وسنبقى على العهد والوعد حماة للوطن، وبعون الله سوف يتحرر وطننا بسواعد أهله الشرفاء، وسيأتي يوم القصاص العادل والحازم من كل الخونة والعملاء والجواسيس، وعندئد كما قال تعالى: (وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم.