منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خربشات مواطن

اذهب الى الأسفل

خربشات مواطن Empty خربشات مواطن

مُساهمة من طرف علي بن حسن الجمعة ديسمبر 16, 2016 4:58 pm

كنت أسير على شاطئ البحر اتكي على عصاي تارة وأستقيم تارة أخرى وكان شاطئ بحر طويلا يربط بين حضارتين لهما جذورهما في التاريخ .
أمواج البحر تتلاطم بعنفوان ترتفع إلى الأعلى كأنها دخان بركان أفاق من خموده الطويل يصلني بعض رذاذها المتطاير من هواء البحر البارد الذي كاد ان يوقف حركتي .
ولكنني لم أتوقف عن المسير ولاح لي على البعد شيء كأنه سراب في صحراء قاحلة رغم انني على شاطئ البحر والجو شديد البرودة اعتراني شيء من الخوف منه وارتعدت فرائسي فوقفت جامدا برهة من الزمن أحدق به من بعد أحاول أن افهمه وأتفهمه جيدا اخذ مني وقت طويل حتى استقرأت كل ما حوله وأسباب وجوده في هذا المكان رغم انه موجود في مكان غير مكانه وليس له اي رابط به ولكنه أوجدوه عندها ذهب عني الخوف واستجمعت قواي الهزيلة التي اتلفها الجوع والعطش .
قررت المواجهة رغم الفرق الكبير بيني وبينه في كل شيء انا لا املك الا عكازي الذي يسندني كلما أعياني المسير وسرت نحوه بخطى ثابتة واثقة تدعمني أمواج البحر الهادرة وحين يغلبني النعاس تلطمني حبات الماء المتطاير مع الهواء فاستفيق لأكمل مشواري الذي بدأته وانأ طفل صغير بانني سأصل بين الحضارتين حاولت أن أسرع خطاي خوفا من ان يرمي عليا الليل ظلامه وقبيل المغيب وصلت منهكا إلى مكانه وإذا به دوامة من غبار يثيرها وحوش كاسرة لطمس بصر كل من يقترب من تلك الدوامة الترابية المفتعلة أغمضت عيناي في بادي الأمر ولكني أفقت على صياحهم داخل الدوامة ولكنني قررت الدخول متوكلا على الله وبيدي عكازي الذي لم يفارقني وأمواج البحر مازالت تصدر اصواتا تتحول في مسمعي الى أصوات تشجيع وغابت الشمس وعم الظلام على الجميع صرت داخل كومة الغبار أقارع وأصارع ولكنني لم اقتل احد ولم اسفك دما بل كل من يأتيني مكشرا على أنيابه اتقيه بعكازي فيهدى ويربض مكانه ولم ننتهي حتى بزغ الفجر ولاح النور من بعيد وهدأت تلك الأمواج وانتهى الغبار وربض كل وحش في مكانه سويعات ثم ما لبثوا ان غادروا كل الى موطنه في غابتهم .
ومسحت من على وجهي الغبار وانفضت ملابسي الرثة وامتشقت عصاي وكأنها عصا موسي السحرية وكنت مصرا على إكمال مشواري الذي بدأت وحين نظرت الى البحر وجدته هادي مطمئن لا يعكر صفوه شيء ولا يحرك سطحه الا نسمات عليلة صرت استنشقها وكلما استنشقت نفسا زادت قوتي وقدرتي علي المسير وأحاول تنظيف كل معوقات المسير في الطريق الذي يربط بين تلك الحضارتين وهم في غفلة من أمرهم أطلق صرخات مدوية ابعثها عبر الفضاء لهم ولكنهم أحاطوا بهم وألهوهم عن سماع صراخي حاولت مرارا ولكن دون جدوى تركت البحر ومن فيه وقلت لا مكان ليا على شاطئ البحر واتجهت الى الصحراء لأستمتع بنعومة رمالها وشاهقة جبالها رغم إنني اعرف إنني سأتعب او قد يقتلني الجوع والعطش ولكنني قررت المغامرة تركت البحر ومتعته والأكل وشهوته والراحة وملذاتها وانطلقت مسرعا إلى تلك الصحراء التي يلفها الفقر لا زاد فيها ويعم الجهل لا اعرف طباع أهلها ومناكبها ولكنني سرت سيرا مسرعا لأجمع كل من يصادفني في طريقي لا انظر الى شيء سوى ان أصل الى الجانب الأخر من الصحراء فوجدت رمالها تنطوي تحت أقدامي وجبالها تسير من أمامي حتى لا تعيقني ولا تأخذ من وقتي الكثير فكانت متعة الصحراء أروع وأجمل من متعة البحر وابتهجت لما رأيت وأطلقت نداء الى الجميع فكانوا في لحظة حولي رغم الفقر والجهل ولكن غامروا رغم المعاناة ولكن لبوا النداء في وقت هم أحوج للمشي خلف سبع ضاري لعله يترك لهم من فريسته حتى العظام ليقتاتوا بها ولكنهم قرروا تلبية ندائي وكانت فرحتي بهم اكبر مما تصورت حتى اغرورقت عيناي بالدموع فبكيت من فرحتي بهم وأسفي عن الجهد الذي بذلته على البحر فراح هباء منثورا .
وحاولت ان اخذ قسطا من الراحة ولكن أصاب جسمي شيء يورقني لم يمكنني من ان أستريح وكثرت النغزات في جسمي أقلقت راحتي وحرمتني مما كنت اصبوا اليه رغم معرفتي بأسبابها وحولت ان أعالجها بدواء غير كيميائي علاج من الطبيعة وبالطبيعة ولكن لم اجد من يقف معي ويساعدني على جمع الأعشاب الطبيعية او يقف الى جانبي كلهم ضحكوا عليا وقالوا متخلف مجنون يترك ما ألفنا عليه ونعرفه ونتداوى بالأعشاب حاولت وحاولت اقناع من يسير معي لجمع الأعشاب لأنها لم تكن موجودة في مكان واحد حتى يسهل التقاطها واقتنائها منها مبعثرة على طول شاطئ البحر وفي أعماق الصحراء لن استطيع جمعها لوحدي تحتاج الى وقت طويل جدا حملت رزمة أوراقي التي خربشت عليها أمنياتي وآهاتي لأضعها في خزانتي بعد لملمتها من بين أيدي العابثين الذين كنت أتصور ان يفهموا ما فيها بعمق ونظر ولكنهم خيبوا أملي وتتبعوا خطواتي فاحرقوا كل أوراقي ومسيرة عمري معها فلم يبقى منه شيا وصار كل شيء نسيا منسيا

علي بن حسن
علي بن حسن
عضو مشارك
عضو مشارك

ذكر
عدد المساهمات : 68
نقاط : 182
تاريخ التسجيل : 04/12/2016
الموقع : الدنيا الواسعة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى